حماده قرني صلاح مراقب عام
العمر : 37 عدد الرسائل : 8036 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19319 ترشيحات : 79 الأوســــــــــمة :
| موضوع: حجية السنة النبوية بقلم شيخ الإسلام علي جمعة 28/10/2009, 17:18 | |
| السنة في اللغة هي السيرة المتبعة, والطريقة المسلوكة, وهي الأنموذج الذي يحتذي والمثال الذي يقتدي. ويختلف مدلول السنة بين علماء الشريعة الإسلامية تبعا لنوع العلم الذي يتناول تعريفها, فقد كان تعريف السنة موضع اهتمام علوم الشريعة الإسلامية خاصة علم الحديث, وعلم الأصول, وعلم الفقه, وعلم العقيدة.
فعلماء الحديث يرون أن معني السنة واسع يشمل: كل قول أو فعل أو إقرار, حقيقة أو حكما, سيرة أو صفة, خلقية أو خلقية حتي الحركات والسكنات في اليقظة والمنام, قبل البعثة وبعدها. وعلماء الأصول يرون أنها ما أضيف الي النبي صلي الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير. وعلماء الفقه يطلقون السنة ويريدون بها المندوب, أي غير الفريضة من الأعمال التي طلبها الشارع, إلا أنهم يفرقون بين المندوب والسنة, فالمندوب يشمل ما ندب إليه الشارع سواء ثبت في السنة أو من استقراء أصول الشريعة. وعلماء العقيدة يطلقون السنة علي هدي النبي صلي الله عليه وسلم في أصول الدين, وما كان عليه من العلم والعمل والهدي, وقد تطلق السنة أيضا بمعني الدين كله.
ويعتقد المسلمون أن السنة هي المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله, والبعدية هنا في الفضل, أما في الاحتجاج فحجية السنة كحجية الكتاب, وإفادة العلم بأن ذلك صدر من الشارع طالما أنه قد تواتر, أما الآحاد فله حجية التشريع إن صح ولم يعارض المتواتر من السنة والقرآن وأصول الشريعة, ولكنه مع ذلك يفيد الظن ولقد دل القرآن الكريم, والسنة النبوية نفسها, والإجماع علي أن السنة مصدر أساسي في التشريع الإسلامي.
ففي القرآن الكريم كثير من الآيات التي تؤكد حجية سنة النبي صلي الله عليه وسلم في التشريع, ومن ذلك قوله تعالي: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون[ النحل:44], وفي هذه الآية دليل علي أن السنة النبوية وحي من الله تعالي, وقد سماها ربنا الذكر, وطالما أن السنة النبوية هي الذكر الذي أنزله الله علي نبيه صلي الله عليه وسلم ليبين للناس ما نزل إليهم فإنه قد حفظها كما أخبر ـ سبحانه ـ بذلك في قوله ـ تعالي: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون[ الحجر:9], وفيها دليل علي حفظها بما ألهم الله أتباعه من توثيقها وابتكار العلوم التي حفظتها الي يومنا هذا.
ومن الآيات التي تؤكد حجية السنة قوله سبحانه: من يطع الرسول فقد أطاع الله[ النساء:80] وقوله سبحانه: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب[ الحشر:7], ومنها قوله عز وجل: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا[ الأحزاب:36] وقوله تعالي: فلا وربك لايؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما[ النساء:65], وقوله سبحانه: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي[ الأعراف:157] فدلت تلك الآيات علي حجية كلام النبي وفعله, وضرورة الالتزام به, لأنه صدر من الوحي, ونفس المشكاة التي صدر منها القرآن الكريم.
وقد دلت الأحاديث النبوية علي حجيتها من ذلك قول النبي صلي الله عليه وسلم: ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه( رواه أحمد في مسنده), فقد أخبر النبي صلي الله عليه وسلم علي أن مايقوله من السنة هو مثل القرآن في الاحتجاج به, ويؤكد ذلك المعني قوله صلي الله عليه وسلم: ألا هل عسي رجل يبلغه الحديث عني وهو متكيء علي أريكته, فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله, فما وجدنا فيه حلالا استحللناه, وما وجدنا فيه حراما حرمناه, وإن ما حرم رسول الله صلي الله عليه وسلم كما حرم الله( رواه أحمد في مسنده), فينعي صلي الله عليه وسلم علي هذه الصورة التي تريد هدم الدين بحجة التمسك بالقرآن وحده, ويحذر من هذا المسلك منذ بداية الأمر.
ومن ذلك قوله صلي الله عليه وسلم: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبي, قالوا: يا رسول الله, ومن يأبي؟ قال: من أطاعني دخل الجنة, ومن عصاني فقد أبي( البخاري).
وقريب من ذلك المعني ما روي عن حسان بن عطية قال: كان جبريل ينزل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن( رواه ابن داود في مراسيله)
أما الإجماع فقد أجمعت الأمة علي حجية السنة, وتتبعنا آثار السلف ابتداء من عهد الخلفاء الراشدين فمن بعدهم, ولايعلم مخالف في ذلك من المسلمين علي الإطلاق. وفي سلم الوصول: الإجماع العملي من عهد الرسول الي يومنا هذا علي اعتبار السنة دليلا تستمد منه الأحكام, فإن المسلمين في جميع العصور استدلوا علي الأحكام الشرعية بما صح من أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم, ولم يختلفوا في وجوب العمل بما ورد في السنة.
مما سبق يتبين وجوب الاحتجاج بالسنة والعمل بها, فالمستغني عنها هو مستغن في الحقيقة عن القرآن, وأن طاعة الرسول صلي الله عليه وسلم هي طاعة لله وعصيانه عصيان لله تعالي, وأن العصمة من الانحراف والضلال إنما تتحقق بالتمسك بالقرآن والسنة جميعا.
|
|
أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حجية السنة النبوية بقلم شيخ الإسلام علي جمعة 29/10/2009, 09:52 | |
| بارك الله فيك وفي مفتينا الدكتور علي جمعه وأفادكما الله |
|
رأفت الجندى المدير الإداري
العمر : 65 عدد الرسائل : 9511 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 13231 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| |
هاجر رأفت الجندى مشرفة
عدد الرسائل : 567 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6922 ترشيحات : 1
| موضوع: رد: حجية السنة النبوية بقلم شيخ الإسلام علي جمعة 19/2/2010, 22:06 | |
| جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
على هذا الموضوع القيم والرائع |
|