أهمية الدريساج لجميع رياضات الفروسية

السلام عليكم ورحمته الله وبركاته

أحب في هذا الموضوع أن نتكلم عن مدى أهمية الدريساج في تدريب الخيل، والحقيقة أن هذه الأهمية يغفلها الكثير من الفرسان للأسف الشديد.

معنى كلمة دريساج

كلمة دريساج، كما أشار الأخ الكريم أحمد حمد في موضوعه عن تعريف الدريساج، هي كلمة فرنسية تعني التدريب. ويقصد بها تدريب الخيل.

أهمية الدريساج

والحقيقة أن تدريب الخيل عملية مهمة جدا كما نعلم جميعا. فالخيل في طبيعتها بدون راكب، تسير بحرية تامة، وتفعل ما تشاء في تناغم وتوازن، وبمجرد وضع الراكب عليها، فتبدأ في القلق. فيبدأ الراكب أو المدرب في تدريبها من جديد، للحصول على التناغم والتوازن المطلوب، والموجود في طبيعتها ولكن بوجود عنصر جديد وهو الراكب. بيتم الدخول في سلسلة من التدريبات التي تحتاج إلى صبر ومجهود طويل، لتطويع الحصان وجعله أصلح ما يكون لركوب الفارس بسهولة ويسر وتناغم وتوازن.

انطباع الناس عن الدريساج

الكثير منا يسمع عن الدريساج، وهناك انطباعات مختلفة عنه لدى المهتمين بشئون الخيل عموما. فمن الناس من يسمع عن الدريساج فقط من الفرسان عندما يتكلمون عن تدريب خيولهم، ولكنه لا يعلم حقيقة ما هو الدريساج.

ومن الناس من يرى الدريساج هو عبارة عن رياضة منفصلة تماما من رياضات الخيل، وليس لها أي علاقة بأي رياضة أخرى من رياضات الخيل.

ومن الناس من يرى مسابقات الدريساج، وهي عبارة عن مجموعة من الخطوات للحصان والفارس، بأشكال غريبة وعجيبة وبطريقة معينة، ودوائر ووقوف ومشي، وأشياء مملة، ولا يدري حقيقة ما سبب كل هذا.

وحتى من الفرسان الذين يستخدمون الدريساج بالفعل في تدريب خيولهم، منهم الكثير من يعرف عنه القليل، وبعض التدريبات مثل العبور فوق العروق في خطوات الخبب، أو بعض الدوائر يمينا ويسارا، ولا يعرف حقيقة ما فائدة هذا بالتحديد، ولكنه يظن أنه مفيد عموما ولذلك يفعله.

ومن الفرسان من يدرب خيله ولكن ليس على منهج علمي، فلا يعرف ماذا قبل ماذا، وماذا نريد أن نصل إلى أي شيء متى، وقبل ماذا وبعد ماذا، وفي النهاية على ماذا سنحصل وهكذا.

حقيقة الدريساج

كما نرى، فلكل من المهتمين بأمور الخيل والفروسية انطباعه الخاص عن الدريساج. والقليل جدا من الفرسان والمدربين في بلادنا من يعلمون حقيقة الدريساج بالفعل، ويطبقونها بأسلوب علمي مدروس على خيولهم للحصول على النتيجة المطلوبة.

والحقيقة أن الدريساج هو عبارة عن منهج وطريقة تدريب علمية مدروسة للخيل، تبدأ مع الخيل من الصفر، وتصل به إلى هدف معين، من خلال تدرج تدريبي منتظم. في هذا التدرج، يتم التدريب والانتقال من مرحلة إلى أخرى، بعد اتقان الحصان للمرحلة السابقة.

وهذا التدريب هو مهم للخيل في أي رياضة فروسية. فمثلا، حصان القفز، لابد من تدريبه أولا من خلال الدريساج للوصول به إلى مستوى يستطيع معه أن يتدرب على القفز. أما أن يأخذ مدرب القفز حصانا ويدربه على القفز هكذا مباشرة، فهذا ليس بالأمر السليم. قد يقفز الحصان، وقد يقفز ارتفاعات عالية أيضا، ولكن بعد فترة قليلة، تنتهي صلاحية الحصان لأي شيء، لأنه لم يتدرج التدرج الذي يؤهله ليصبح حصان قفز لمدة طويلة.

وهكذا بالنسبة لأي رياضة فروسية أخرى، فلا بد من تدريب للخيل قبلها بمنهج علمي منتظم، وهو الدريساج، للحصول على ما يراد في الرياضة الأخرى.

أما كون الدريساج هو رياضة منفصلة، فهو كذلك أيضا بالفعل لمن أراد التخصص فيها فقط، والوصول فيها إلى مستويات عالية. أما من لا يريد التخصص في الدريساج، فلا بد له من علم أساسيات ومباديء الدريساج لكي يستطيع تدريب خيله وركوب خيله بالطريقة الصحيحة، التي تطيل العمر الاستخدامي للخيل، في أي عمل أو رياضة فروسية أخرى.

بعض مساويء عدم استخدام الدريساج في تدريب الخيل

فيما يلي نعرض بعض المساويء التي نلاحظها لعدم تدريب الخيل تدريبا جيدا بطريقة علمية منتظمة ومدروسة من خلال الدريساج.

1- عدم استجابة الحصان لأوامر الفارس

أول وأهم عيب نلاحظه لعدم استخدام الدريساج في تدريب الخيل هو قلة أو عدم استجابة الحصان لأوامر فارسه، أو الاستجابة البطيئة أو المتأخرة لهذه الأوامر. ففي بعض الأحيان نرى بعض الفرسان يبذلون جهدا كبيرا جدا في الطلب من الحصان أن يتقدم إلى الأمام وأن يمشي بخطوة مسار أو خبب منتظمة مثلا. ويظل يضرب برجله كلما قام أو جلس. ونرى بعض الفرسان يحاول الانتقال من الخبب إلى الهذب فيطلب من الحصان مرة واثنين وثلاثة ولا فائدة. وفي الهذب أيضا نرى الفارس يضرب الحصان باستمرار ليستمر في الهذب. فنجد الفارس قد استهلك تماما واستنفذت قواه في مجرد الطلب من الحصان أن يستمر على ما هو عليه.

هذا المنظر الشائع، هو بسبب عدم تدريب الحصان بأسلوب علمي مدروس. فنجد مثلا الفارس يضرب برجله ليطلب من الحصان أن ينتقل من الوقوف إلى المشي، أو من المشي إلى الخبب أو من الخبب إلى الهذب، والحصان لا يستجيب. فنجد الفارس يضرب برضله بشكل أقوى، ولا استجابة أيضا، ثم يبدأ في استخدام العصا، ثم يلبس المهماز، وبعد قليل يصبح الركوب عبارة عن ضرب بالعصا وتقطيع بالمهماز.

وفي المقابل، نجد بعض الفرسان يعاني مع حصانه ليطلب منه أن يقف، أو ينتقل من الخطوة الأسرع إلى الأبطأ، فنجده يشد العنان، ويدخل مع الحصان في معركة لمجرد أن يطلب من الحصان أن يتوقف أو يبطيء.

وتكون النتيجة هي أن يفقد الفارس الثقة بحصانه، ويقول يا ليتني أملك النقود لشراء حصان انجليزي أو هولندي، وحقيقة الأمر أن الموضوع بسيط للغاية لو تم توجيه الفارس إلى بعض الأساسيات البسيطة جدا في الدريساج، والتي تنهي هذه المشكلة في يوم واحد.
2- عصبية الحصان وعدم مرونته

من المناظر المألوفة أيضا منظر الحصان وهو يرفع رأسه للأعلى ويشد رقبته في وضع عصبي مشدود، ويحني ظهره للأسفل ليحاول البعد عن الفارس والهروب منه قدر المستطاع. والأدهى من ذلك، أن الفارس قد يظن أن هذا هو الطبيعي، وأن العيب في حصانه أنه عصبي. أو قد لا يشعر الفارس بذلك أصلا وتسير الأمور على هذا النحو ويكون هذا هو الطبيعي. والسبب في ذلك أن الفارس لا يعلم أن هذا الشكل ليس محبوبا، وغير طبيعي، وله علاج لا بد من القيام به لتسهل الأمور بعد ذلك.

3- ضعف عضلات الحصان وهزاله العام

من الأشكال المعتادة لبعض الخيل، هو ذلك الضعف والهزال الذي يبدو على الحصان في عضلاته. وخاصة عضلات الأرجل الخلفية. ويظن الفارس أن هذا يرجع إلى عدم أكل الحصان، أو مرض، أو أكل غير مناسب أو ديدان أو أشياء من هذا القبيل. فيحاول بشتى السبل تغيير العلف، واعطاء الأدوية والفيتامينات ولكن الأمر كما هو، عضلات ضعيفة لا تقوم بما هو مطلوب منها. ولا يعلم أن السبب في ذلك يرجع إلى عدم تدريب الحصان بطريقة سليمة.

4- عدم سير الحصان بشكل مستقيم

وهي من المشاكل الأكثر انتشارا بين الفرسان، وهي أن تسير خيولهم بطريقة غير مستقيمة على الخطوط المستقيمة أو على الدوائر. فتجد الحصان يجنح يمينا أو يسارا، أو داخل الدائرة أو خارج الدائرة. ويحاول الفارس تصحيح الوضوع بأرجله وبجسمه فيفشل في ذلك، فلا يعلم لذلك علاجا. والعلاج موجود في تدريبات الدريساج.

5- مشاكل أخرى

هذا ناهيك عن الكثير والكثير من المشاكل الأخرى للخيل مثل عدم التجميع، والكثير من الفرسان لا يعرف ما هو التجميع أصلا وما فائدته. وعدم قدرة الفارس على لف الحصان في مكانه، أو عدم قدرته على إرجاعه إلى الوراء أو أن يسير به بجنب. وهذه أشياء بسيطة وهناك الكثير والكثير من الشاكل الأخرى التي لا يعلم الفرسان أن حلولها في الدريساج.

وتظهر المشاكل في الرياضات المتخصصة تباعا بالطبع، ففي القفز مثلا، قد نجد الحصان يحرن أمام السد لسبب مجهول، أو يروغ يمينا أو يسارا، أو لا يستطيع أن يلف الدائرة جيدا للدخول على السد بشكل مستقيم وهكذا.

وكل هذه المشاكل نابعة بشكل مباشر لعدم اتباع أساسيات ومباديء الدريساج، التي لو اتبعت لعلمنا تماما لماذا يحدث هذا الأمر أو ذاك وكيفية علاجه.

COLOR="Red"]الخلاصة[/color]

خلاصة القول، أن هناك طريقة سليمة، علمية، مدروسة، منظمة لتدريب الخيل وهي الدريساج. بتعلم مباديء هذا العلم وتطبيقه بشكل سليم وبصبر، نحصلى على خيول غاية في الاستجابة لفارسها، تسير بمرونة واتصال وتناغم مع فارسها، بقوة وسرعة مسيطر عليها وبشكل مستقيم ومريح. ونحصل أيضا على التجميع اللازم لتخزين الطاقة المناسبة لقفز الحصان أو أي عمل آخر يتطلب خفة واتزانا ومرونة وسرعة وتناغم واستجابة.

باختصار، الدريساج يعطيك في النهاية حصانا مطيعا متوازنا متناغما مع فارسه متصل معه قوي ذو خطوات منتظمة مستقيمة مجمعة. وهو المستوى الذي تراه للخيول المدربة تدريبا عاليا والفرسان العالمون بأهمية الدريساج ويطبقونه بطريقة منتظمة.

بارك الله فيكِ

أستاذة عبير

لا حرمنا الله منكِ ولا من روعه ما تقدميه لنا

دومتى بود

أهمية الدريساج لجميع رياضات الفروسية 081123031213cn8p

هويدا رأفت الجندى كتب:: بارك الله فيكِ

أستاذة عبير

لا حرمنا الله منكِ ولا من روعه ما تقدميه لنا

دومتى بود

\

أهمية الدريساج لجميع رياضات الفروسية 4efd1d2b843au

أهمية الدريساج لجميع رياضات الفروسية Jarro

أضاءت أحرفكم متصفحى نورا

فازدان وتألق بمروركم الكريم

أهمية الدريساج لجميع رياضات الفروسية W6w_w6w_2005042602232895cb29c6

أهمية الدريساج لجميع رياضات الفروسية 16670520ne3

» ألعاب الفروسية .. رياضات لها أصول وقواعد!!
» المفهوم الأساسي في الدريساج: جدول تدريب الدريساج
» الفروسية
» مسابقات الفروسية
» عالم الفروسية