هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: السموأل بن يحيى المغربى 4/9/2009, 20:22 | |
| السموأل بن يحيى المغربى *************
اسمه العبراني: »شموائيل بن يهوذا بن آبون«، وبعد أن شرح الله صدره للإسلام، تخلى عن هذا الاسم وتمسك باسمه العربي: »السموأل بن يحيى المغربي«.
ويعدّ السموأل من علمائنا القلائل الذي كتبوا سيرتهم الذاتية، وكان من النادرين الذين كتبوها بدقة وشمول.. فأما عن شمولها، فسنذكر لمحات منها فيما بعد.. وعن دقتها، فإنا قد امتحنا ما جاء فيها، بما كتبه عنه المترجمون وكتّاب الأعلام، والطبقات، فلم نجد ما يستوقفنا من مخالفة أو اختلاف.
ويحسن بنا أن نسوق بعض ما جاء في كتاب الصاحب جمال الدين القفطي المتوفى سنة 646 هـ عن »تاريخ الحكماء«؛ قال عنه: »السموأل بن يهوذا المغربي، الحكيم اليهودي، أظنه من الأندلس، قدم هو وأبوه إلى المشرق، وكان أبوه يشدو شيئاً من علم الحكمة، وكان ولده السموأل هذا قد قرأ فنون الحكمة، وقام بالعلوم الرياضية وأحكم أصولها وفوائدها ونوادرها، وكان عددياً –أي مشتغلاً بالحساب- هندسياً، هيئيّاً، وله في ذلك مصنفات، منها: -كتاب المثلث القائم الزاوية، وقد أحسن في تمثيله وتشكيله، وعدة صوره، ومبلغ مساحة كل صورة منها، صنّفه لرجل من أهل حلب... -وصنف منبراً في مساحة أجسام الجواهر المختلطة لاستخراج مقدار مجهولها، وصنف كتباً في الطب.
وارتحل إلى آزربيجان، وخدم بيت البهلوان، وأمراء دولتهم، وأقام بمدينة »مراغة« وأولد أولاداً هناك، سلكوا طريقته في الطب.
وأسلم فحسن إسلامه، ... وصنف كتاباً في إظهار معايب اليهود، وكذب دعاويهم في التوراة، ومواضيع الدليل على تبديلها، وأحكم ما جمعه في ذلك. ومات بالمراغة قريباً من سبعين وخمسمائة«. أما صاحب كتاب: »عيون الأنباء في طبقات الأطباء« ابن أبي أصيبعة المتوفى سنة 668 هـ، فيقول: هو السموأل بن يحيى بن عباس المغربي، كان فاضلاً في العلوم الرياضية، عالماً بصناعة الطب، وأصله من بلاد المغرب، وسكن مدة في بغداد، ثم انتقل إلى بلاد العجم، ولم يزل بها إلى آخر عمره. »وكان أبو – أيضاً- يشدو شيئاً من علوم الحكمة... وللسموأل بن يحيى بن عباس المغربي من الكتب: - رسالة إلى أبي خدود: جبر ومقابلة - كتاب: إعجاز المهندسين... صنفه لنجم الدين أبي الفتح شاه غازي ملك شاه بن طغرل بك، وفرغ من تصنيفه في 570هـ. - كتاب: الرد على اليهود. - كتاب القوافي في الحساب الهندي، ألفه سنه 568 هـ«.
ويذكر عنه موفق الدين عبد اللطيف البغدادي، وهو معاصر له، تقريباً، توفي سنة 629هـ، يقول – فيما نقله لنا عنه ابن أبي أصيبعة: »هذا السموأل، شاب بغدادي، كان يهودياً فأسلم، ومات شاباً بالمراغة، وبلغ في العدديات مبلغاً لم يصله أحد في زمانه، وكان حاد الذهن جداً،... بلغ في الصناعة الجبرية الغاية القصوى، وأقام بديار بكر، وآذربيجان، وله رسائل في الجبر والمقابلة، يرد بها على ابن الخشاب النحوي، وذلك أن ابن الخشاب كان معاصره...، وله مشاركة في الحساب، ونظر في الجبر والمقابلة« وأشار الإمام ابن القيم، رحمه الله (ت 751 هـ)، إشارة ضمنية إليه، فقال: »قال بعض أكابرهم بعد إسلامه«، ثم نقل عنه صفحات وفصولاً كثيرة.
_________________________________________
ثقافته ونبوغه ******
ولد السموأل في بيت علم، فكان أبوه حبراً يهودياً، ومن ثم نشا ابنه ووحيده تنشئة علمية ممتازة، فتمكن من اللسان العبري، ودرس التوراة وفقهها وعلومها. ثم درس الهندسة والرياضيات والهيئة وشيئاً من علوم اليونان، والطب على كبار المهندسين والأطباء المرموقين، والمشهود لهم من المفكرين أمثال الدسكري، وهبة الله من ملكا البغدادي، والشهرزوري، وغيرهم.
وقام برحلات وأجرى مقابلات ولقاءات مع العلماء والشيوخ. وكان قد التفت قبل ذلك إلى دراسة الأساطير، فالتاريخ، والسيرة النبوية الطاهرة، ومما أعانه على النبوغ في كل فن من هذه الفنون، ذهن متوقد، وتفرغ، وحرص، وحب عظيم للعلم وتشاغل به.
ومما يؤكد ذلك –فضلاً عن الكلام الذي سقناه لابن القفطي وابن أبي أصيبعة ولمعاصره وزميله في الطلب موفق الدين البغدادي- قوله: »وكان بي من الشغف بهذه العلوم والعشق لها ما يلهيني عن المطعم والمشرب، إذا فكرت في بعضها،... فخلوت بنفسي، في بيتٍ مدة، وحللت جميع تلك المسائل وشرحتها، ورددت على من أخطأ من واضعيها، وأظهرت أغلاط مصنفيها... وأزريت على أقليدس في ترتيب أشكال كتابه، بحيث أمكنني إذا غيرت نظام أشكاله، أن أستغني عن عدة منها، لا يبقى إليها حاجة، بعد أن كان كتاب (إقليدس) معجزاً لسائر المهندسي، إذ لم يحدّثوا أنفسهم بتغيير نظام أشكاله، ولا بالاستغناء عن بعضها... حصل على كل هذه العلوم وهو في السنة الثامنة عشرة من عمره.
ثم صنف، واتصلت تصانيفه منذ تلك السنة إلى أن وافاه الأجل، »وفتح الله علي كثيراً مما ارتج على من سبقني من الحكماء المبرّزين«.
وكان له حظ وافر في صناعة الطب والصيدلة. ومما قرأه من كتب التاريخ: »تاريخ الطبري« وتاريخ أبي على ابن مسكويه المسمى: »تجارب الأمم«.
ومن قراءة التاريخ تعرّف على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجهاده، وصبره، واحتماله، وعلمه، وحلمه، وسمو خلفه، وهجرته، وعرف سيرة صحابته، والغزوات، والانتصارات المعجزة، لقلة العدد والعُدد، من هنا انتبه حسه وقبله وعقله ووجدانه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ودرس من رسالته.
ثم كان له نصيب وافر من الفصاحة والبلاغة والتذوق الأدبي الرفيع ومن ثم التفت إلى معجزة القرآن الذي لا يباريه كتاب في هذا الباب، فعلم وتيقن من صحة إعجازه. ولقد انعكست ثقافته المتنوعة الواسعة في رصانته العلمية، وإحكام براهينه، وقوه جدله، وصحة لغته، وجزالة أسلوبه، وفخامة لفظه، يبرز هذا لو قارنّا كتابه: »إفحام اليهود« بما كتبه المهتهدي سعيد بن حسن الإسكندراني- الذي انتقل إلى الإسلام من اليهودية سنة 697 هـ، في كتابه المسمى: »مسالك النظر في نبوة سيد البشر«. |
|
الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32782 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: السموأل بن يحيى المغربى 4/9/2009, 20:58 | |
| |
|