جاكي شان
ولد جاكي شان في هونغ كونغ عام 1954. والتحق بمدرسة الأوبرات لدراسة الكونغفو وهو في السادسة أو السابعة من عمره، ولم تكن الحياة في مدرسة الأوبرات رائعة مثلما تصوّر جاكي شان، حيث كانت التمرينات شاقة جدا كما كان معلمه متشددا. مع أن الحياة في مدرسة الأوبرات صعبة وبائسة، ولكنه صقل مهارته فيها، الأمر الذي أرسى أساسا متينا ليصبح ذائع الصيت في الأوساط السينمائية العالمية في المستقبل.
وقبيل تخرّجه في هذه المدرسة حضرت كثير من الشركات السينمائية لاختيار ممثلين للحركة، فبدأ جاكي شان عمله في الحقل السينمائي،
وفي بداية عمل جاكي شان في الحقل السينمائي لعب أدوارا ثانوية أو بديلة فقط، ولكنه حرص على الاستفادة من كل فرصة، الأمر الذي جعله مشهورا بسرعة.
وفي عام 1977 توفّي النجم الكبير في أفلام الحركة بروس لي فجأة وأحدث ذلك هزة كبيرة في الأوساط السينمائية بهونغ كونغ، فبدأ أصحاب الشركات السينمائية البحث عن ممثل مماثل لبروس لي من حيث المظهر والحديث والمعاملة، وأصبح جاكي شان هدفهم. ولكن جاكي شان لم يكن راغبا في أن يكون بروس لي الثاني، بل تمنى استحداث أسلوب مختلف تماما للحركة.
وبعد ذلك خلق جاكي شان معجزات في الأوساط السينمائية بهونغ كونغ وفي العالم واحدة تلو أخرى حتى أصبح أعظم نجم أفلام حركة إنجازا بعد بروس لي.
"وقد حذر جاكي شان من تقليد بروس لي، وقال لا أحد يستطيع تقليد ,بروس لي الحقيقي. أما الآن فحذار من تقليد جاكي شان، ولا يمكن تقليدي حتى اذا كنت أفضل مني، لأننا قد ترسخنا في أذهان جميع المشاهدين."
وقال جاكي شان بصراحة إن أسباب نجاحه أنه اختار الطريق الصحيح، أي تصوير أفلام عالمية يستطيع جميع الناس في العالم أن يفهموها. وبالنسبة لأفلام جاكي شان يستطيع المشاهدون أن يفهموها بدون الاستماع الى الحوار لأن قصتها بسيطة جدا، كما فيها عوامل تمثيلية عديدة يفهمها الجميع سواء أ كانوا كبارا أو صغارا من أية دولة بالعالم. وهكذا لقيت أفلامه اعترافا من قبل جموع المشاهدين بالعالم رويدا رويدا.
ومن خصائص جاكي شان أنه مجتهد في تمثيل الأدوار في أفلامه. اذ قال أن هوليوود تعتمد على الحيل الكومبيوترية، ولكنه يعتمد على التمثيل الحقيقي. وإن قفز جاكي شان من الطابق الثالث أثناء تصوير فيلم " خطة A" ونزوله عبر الأسلاك الكهربائية في متجر تجاري في فيلم " قصة عن رجال الشرطة" و نزوله من علي عمارة مرتفعة في فيلم " من أنا" وغيرها من المشاهد الخطرة أعجبت المشاهدين كثيرا.
كاد جاكي شان أن يصاب بجروح في كل فيلم له. ولا يعرف كم مرة جُرح فيها خلال قرابة 30 سنة مضت، ولكن ظل ينهمك في تمثيل الأفلام كلما استعاد صحته. اذ قال:
" في الحقيقة أنني لست قويا مثلما يتصوّر الجميع، أنا انسان عادي فقط. ومن أجل السينما، أفعل كل شيء، بل أرى ذلك واجبا علي، يجب أن أكسب فخرا لشركتنا السينمائية، ومن ضمن الأفلام العديدة كانت أفلامي رابحة أكثر. وأريد أن تكون أفلامي أفضل."
لذلك أصبح جاكي شان أفضل فنان بآسيا، وله جاذبية لا مثيل لها في تحقيق إيرادات شباك عالية. واعتبارا من تسعينات القرن الماضي دخل جاكي شان هوليوود بنجاح حتى أصبح أعلى نجم سينمائي صيني الأصل قيمة. وفي الدول الأجنبية لقي جاكي شان إقبالا من قبل المشاهدين أكثر فأكثر، وكان بطلا في مجموعة من المسلسلات المصوّرة الأمريكية، وفي عام 1996 دُعي ليكون ضيفا في حفل توزيع جوائز أوسكار.
لم يتلق جاكي شان تعليما منتظما، ولكنه ذكي وجادّ جدا وله قدرة قوية على الفهم. وبالنسبة للغات يجيد التكلم بلهجة قوانغدونغ واللغة الصينية الفصحى واللغات الانجليزية واليابانية والكورية، وكل ذلك يرجع الى جهوده التي بذلها لتعلم هذه اللغات.
وفي السنوات الأخيرة كان جاكي شان يرتدي أزياء صينية تقليدية في أفلامه دائما، كما يرتديها لحضور مختلف النشاطات دائما. وقال جاكي شان إن الأزياء الصينية التقليدية يمكنها أن تجسد أمزجة الصينين. وينتشر عشاق جاكي شان في كل العالم، فيتبعه الكثيرون حاليا في ارتداء الأزياء الصينية التقليدية.
وبدأ مشوار شان السينمائي في عام 1971 حين عمل بديلا في أفلام نجم أسيوي شهير وهو بروس لي. وبالرغم من أن الجميع توقعوا له أن يسلك منهج بروس لي في السينما إلا انه اختار طريقا آخر وهو مزج الكوميديا بالحركة والمغامرات.
منجول