الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 111010
العمل : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Unknow10
الحالة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Mzboot11
نقاط : 17673
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 13156210

مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا   مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا I_icon_minitime22/4/2009, 08:33

مفهوم النسج


في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا


على الرغم من كثرة الدراسات حول كتاب "عيار الشعر" لابن طباطبا التي اعتنت بمنهجه

ومفهومه للشعر وللموضوع الرئيس في الكتاب وهو عيار الشعر ، إلا أنها في ما أرى

قد أغفلت جانباً في غاية الأهمية ألا وهو مفهوم الصياغة والأسلوب في الكتاب أو ما أسماه

ابن طباطبا "النسج" . والدارس للكتاب يستطيع أن يكتشف مدى الأهمية البالغة التي

أولاها هذا الناقد لموضوع النسج ، الذي يطلق عليه مصطلح الأسلوب . ففي الكتابة

مادة غزيرة عن النسج ومجالاته ومعاييره ، إلا أنها منثورة في ثناياه نثرا، ولم تكن الهدف

الرئيس من تأليف الكتاب، فقد كانت عناية الكاتب الظاهرة متعلقة في "عيار الشعر

أو معايير الشعر الجيد والرديء ، إلا أن هذه المعايير لا تنهض ولا تتشكل إلا من خلال النسج

وبالتالي فقد دخل هذا الموضوع في جميع المعايير التي تناولها ابن طباطبا

فالنسج هو المادة التي نهض عليها الكتاب .

وحديث ابن طباطبا عن النسج ومفهومه وأهميته ومجالاته ومعاييره يكرس منه ناقداً شكلانياً فذاً

وناقداً جمالياً ، فهو لم يهمل المعنى أو اللفظ (التركيب) وإنما اعتنى بهما عناية فائقة ،

وهو لا يرى لأحدهما وجوداً في معزل عن الآخر .

هذه الدراسة في مفهوم النسج ، دراسة تأصيلة لجهود ابن طباطبا في هذا المجال

، ومحاولة لمقاربة مفاهيمه وتصوراته النقدية عن العمل الشعري وعن الشعرية،

وما الذي يجعل الشعر شعراً ذلك السؤال الملح والمقلق ، فالدراسة تنهض بهذا

الجهد للكشف عن تصور الناقد العربي القديم في هذا المجال .

استخدم ابن طباطبا مصطلح النسج ومشتقاته غير مرة في "عيار الشعر"

، فقد شبه الشاعر بالنساج الحاذق " الذي يفوف وشيه بأحسن التفويف ويسديه وينيره ،

ولا يهلهل شيئاَ منه فيشينه " (العيارص8 ). وفي نص ابن طباطبا مجموعة من الأسماء

يحسن أن توضح دلالاتها الأصلية الحسية لأنها تضيء فهمه لعملية النسج .

فالنسج : ضم الشيء إلى الشيء هذا هو الأصل (نسج) ونسج الحائك الثوب

ينسجه نسجاَ لأنه ضم السدى إلى اللّحمة .والسّدى من الثوب خلاف اللّحمة وهو

ما يمدّ طولاَ في النسيج والواحدة سداة (ج) أسداء وأسدية. واللّحمة في الثوب خيوط النسج

العرضية يلحم بها السدّى . والنيرة من أدوات النساج ينسج بها وهي الخشبة المعترضة كقول الشاعر:

فما تأتوا يكن حسناَ جميلاَ وما تسدوا لمكرمة تنيروا

يقول: إذا فعلتم فعلاَ أبرمتموه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 111010
العمل : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Unknow10
الحالة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Mzboot11
نقاط : 17673
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 13156210

مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا   مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا I_icon_minitime22/4/2009, 09:20

ويقول الشاعر:

ألم تسأل الأحلاف كيف تبدّلوا بأمر أناروه جميعاَ وألحموا

وثوب ذو نيرين : إذا نسج على خيطين . أما الوشي فهو من كل لون والوشي

في اللون خلط لون بلون وكذلك في الكلام . ووشى الثوب وشيا أي نسجا وتأليفا ووشى الثوب : حسنه ولونه وزينه.

وأما التفويف فهو من فوف، الفوف : الحبة البيضاء في باطن النواة التي تنبت منها النخلة .

الفوفة : القشرة الرقيقة تكون على النواة ،والفوف : ضرب من برود اليمن ،والفوف

ثياب رقاق من ثياب اليمن موشاة ، برد مفوف أي رقيق ،وبرد مفوف : خطوط بيض

وفي حديث كعب : ترفع للعبد غرفة مفوفة وتفويفها لبنة من ذهب وأخرى من فضة ( ).
من كل ذلك نستطيع أن نقترب من تصور ابن طباطبا عن صناعة النسج ، ولماذا شبه

الشاعر بالنساج والشعر بالنسيج،فالنساج الحاذق الماهر يضم خيوطه إلى بعضها ضما محكما،

وتتداخل خيوطه ببعضها مما يجعل نسجه متينا قويا ،ويزين نسجه ويوشيه ويحسنه

ويدخل ألوانه ببعضها بحيث تشكل لوحة رقيقة جميلة،ولا تعني الرقة هنا الضعف وإنما

جودة الخيوط التي نسجت منه وهي مضلعة، ، وكل ما ورد يشير إلى إحكام تأليف الشعر،

وعرضه بصورة حسنة.
ونلحظ تأكيده أمرين : الأول أن المادة التي تنسج جيدة ومن نوع حسن ، والآخر : الشكل وهو الصورة

التي تشكل الخيوط أو المادة الخام .

وتشبيه الشاعر بالنساج والشعر بالنسيج يثير قضيه مهمة ،هي علاقة الشكل بالمضمون

وهي علاقة تكوينية ، فلا نسيج إلا بمادة وصورة (شكل)، وحذف أحدهما يؤدي إلى تدمير

الآخر فنقض الصورة هو نقض للمادة في الوقت نفسه .

وابن طباطبا حريص على القوة والمتانة والرقة في الوقت نفسه ،لذلك يقول ولا يهلهل شيئا منه،

والهلهلة : مهلهل : رقيق سخيف النسج ،وثوب هلهل : رديء النسج ، يقول النابغة :

أتاك بقول هلهل النسج كاذب ولم يأت بالحق الذي هو ناصع

وسمى الشاعر مهلهلا :لرداءة شعره، أو لأنه أول من أرق الشعر، أو لأنه لم ينقح شعره

وأرسله كما حضره ( )، وهذا يعني أن الرقة المطلوبة في الشعر ليست رقة ضعف وإنما

رقة تدفق وكثرة .وقد رأى الجاحظ (ت255هـ) من قبل أن الشعر ضرب من النسج وجنس من التصوير

. وفي العصر الحديث يرى (آبر كرومبي):أن لغة الشعر ليست رمزا إلى فكرة فحسب"بل هي نسيج متشعب من صور

ومشاعر،أنتجتها التجربة الإنسانية، وثبتت في اللفظة ،فزادت معناها خصبا وحياة" ( ) .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 111010
العمل : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Unknow10
الحالة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Mzboot11
نقاط : 17673
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 13156210

مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا   مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا I_icon_minitime22/4/2009, 09:23

المصطلحات المرادفة للنسج-المعبرة عن مفهومه

استخدم ابن طباطبا غير اسم

أو مصطلح للتعبير عن مفهوم النسج منها :

النظم :

أشار ابن طباطبا مرات عديدة إلى " النظم "، فقد عرف الشعر بأنه " كلام منظوم بان عن المنثور

الذي يستعمله الناس في مخاطبتهم بما حفي به من النظم الذي إن عدل به عن جهته مجته الأسماع

وفسد على الذوق ونظمه معلوم محدود ، فمن صح طبعه وذوقه لم يحتج إلى الاستعانة على نظم

الشعر بالعروض التي هي ميزانه ، ومن اضطرب عليه الذوق لم يستغن عن تصحيحه وتقويمه

بمعرفة العروض والحذق بها حتى تصير معرفته المستفادة كالطبع الذي لا تكلف معه" (العيار ص5ـ6) .

فالنظم هنا هو الوزن العروضي أو الموسيقى الخارجية، وهذا الفهم ليس المقصود بالنظم المرادف للنسج.

وسوف نجد ابن طباطبا لا يعود لاستخدام النظم للدلالة على الوزن في كتابه وإنما يستخدمه مرادفا للنسج

فهو يشير إلى الدلالة الاصطلاحية للنظم حين يذكر سبب تأليف الكتاب، ووصف الشعر "

والسبب الذي يتوصل به إلى نظمه " ، فالكتاب مصنف في نظم الشعر وليس في موسيقى

الشعر الخارجية أو الأوزان العروضية. إن مدار الحديث في الكتاب نظم الشعر ،

مما يعني أن النظم في الكتاب ، لا يساوي العروض وإنما العروض جزء

من النظم ويستعان على النظم بالعروض .

وتحدث عن الأدوات التي تمنع الخلل في نظم الشعر فذكر منها: "التوسع في علم اللغة ،

والبراعة في فهم الإعراب ، والرواية لفنون الآداب ، والمعرفة بأيام الناس وأنسابهم ومناقبهم،

ومثالبهم ، والوقوف على مذاهب العرب ....... ، والتصرف في معانيه في كل فن قالته العرب

فيه وسلوك منهاجها في صفاتها ومخاطباتها وحكاياتها وأمثالها ، والسنن المستعملة منها،

وتعريضها وتصريحها ، وإطنابها وتقصيرها ، وإطالتها وإيجازها ، ولطفها وخلابتها ، وعذوبة ألفاظها

، وجزالة معانيها ، وحسن مباديها ، وحلاوة معاطفها ، وإيفاء كل معنى حظه من العبارة ،

وإلباسه ما يشاكله من الألفاظ حتى يبرز في أحسن زي وأبهى صورة ، واجتناب

ما يشينه من سفساف الكلام وسخيف اللفظ ، والمعاني المستبردة والتشبيهات الكاذبة

والإشارات المجهولة ، والأوصاف البعيدة والعبارات الغثة ، حتى لا يكون ملفقا مرقوعا

بل يكون كالسبيكة المفرغة ، والوشي المنمم ، والعقد المنظم ، والرياض الزاهرة ،

فتسابق معانيه ألفاظه فيلتذ الفهم بحسن معانيه كالتذاذ السمع بمونق لفظه ،

وتكون قوافيه كالقوالب لمعانيه ، وتكون قواعد للبناء يتركب عليها ويعلو فوقها

ويكون ما قبلها مسبوقا إليها ، ولا تكون مسبوقة إليه فتقلق في مواضعها ،

ولا توافق ما يتصل بها ، وتكون الألفاظ منقادة لما تراد له ، غير مستكرهة ولا متعبة ،

مختصرة الطرق، لطيفة الموالج ، سهلة المخارج" (العيار ص 6ـ7 ).

يلخص ابن طباطبا في هذه الفقرة الطويلة ، ما يتعلق بجانب العملية الإبداعية الشعرية

من حيث الشكل والمضمون ، والكتاب في ما بعد تفصيل لهذا الإيجاز المكثف

،ويشكل ببعديه الشكلي و المضموني ، المفهوم الكلي لعملية النظم .

ويتحدث عن النظم بين الأبيات المتناثرة، في أثناء ولادة العمل الشعري، بأبيات ناظمة لما هو متفرق،

تكون سلكا جامعا لما تشتت منها " فإذا كثرت الأبيات وفق بينها بأبيات تكون نظاما لها

وسلكا جامعا لما تشتت منها " (العيار صCool.

وشبه الشاعر بناظم الجوهر ، فقال:"وكناظم الجوهر الذي يؤلف بين النفيس منها والثمين

الرائق ولا يشين عقوده بأن يفاوت بين جواهرها في نظمها وتنسيقها ".( العيار ص8 )

فالنظم حسب ما جاء عند ابن طباطبا يتجاوز العروض و الوزن الموسيقي ،

إلى استواء النص من حيث اللغة والمعنى .

ويستخدم ابن طباطبا النسج والنظم في سياق واحد عاطفا النظم على النسج

مما يوحي أنه من قبيل الترادف بين المصطلحين يقول : " ويعد لكل معنى ما

يليق به ولكل طبقة ما يشاكلها حتى تكون الاستفادة من عقله في وضعه الكلام

مواضعه أكثر من الاستفادة من قوله في تحسين نسجه وإبداع نظمه " ( العيار ص9 ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 111010
العمل : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Unknow10
الحالة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Mzboot11
نقاط : 17673
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 13156210

مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا   مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا I_icon_minitime22/4/2009, 09:27

).
وقد يتعلق النظم بالألفاظ ،يقول: " والشعراء في عصرنا إنما يثابون على ما يستحسن


من لطيف ما يوردونه من أشعارهم ، وبديع ما يغربونه من معانيهم ، وبليغ ما ينظمونه من ألفاظهم ،

ومضحك ما يوردونه من نوادرهم ، وأنيق ما ينسجونه من وشي قولهم " ( العيار ص13 )

يتحدث ابن طباطبا عن الألفاظ والمعاني والنظم وهي عناصر العمل الأدبي الأساسية ، مما يؤشر

إلى أن النظم هو النسج .

ويشير إلى النظم في معرض حديثه عن الأشعار المحكمة المتقنة المستوفاة المعاني ، الحسنة الوصف

السلسلة الألفاظ ، التي قد خرجت خروج النثر سهولة وانتظاما ، فلا استكراه في قوافيها ،ولا تكلف في معانيها

ولا عي لأصحابها فيها " (العيار ص82 ). تندرج ملاحظاته ضمن الملاحظ الأسلوبية المتعلقة بالجانب

الشكلي من الشعر : الأشعار المحكمة ، وسلالة الألفاظ ، ثم الملاحظة الأسلوبية المهمة في هذا المضمار

الأشعار" التي قد خرجت خروج النثر سهولة وانتظاما "، وهو يشرح السهولة والانتظام بقوله

فلا استكراه في قوافيها ، ولا تكلف في معانيها ، ولاعي لأصحابها " ، فالسهولة تعني البعد عن

التعقيد والتكلف بسبب قيود الوزن الذي يفرض على الشاعر غير المقتدر ألفاظا وتراكيب معقدة

متكلفة من أجل إقامة الوزن ، الأمر الذي لا نجده في النثر .

والانتظام الذي يذكره ابن طباطبا يتعلق بالنسج والتأليف وليس بالوزن والعروض، لأنه نسبه إلى النثر

، أي انتظام الألفاظ والتراكيب والمعاني في النثر.

والنظم عند ابن طباطبا ملاءمة التأليف بين الكلمات في البيت وملاءمة التأليف بين الأبيات

؛ فقد نبه على ضرورة النظم بقوله:" وينبغي للشاعر أن يتأمل تأليف شعره، وتنسيق أبياته

ويقف على حسن تجاورها أو قبحه فيلائم بينها لتنتظم له معانيها ويتصل كلامه فيها

ولا يجعل بين ما قد ابتدأ وصفه وبين تمامه فضلا من حشو ليس من جنس ما هو فيه فينسى السامع المعنى

الذي يسوق القول إليه . كما أنه يحترز من ذلك في كل بيت فلا يباعد كلمة عن أختها ، ولا يحجز

بينها وبين تمامها بحشو يشينها . ويتفقد كل مصراع هل يشاكل ما قبله فربما اتفق للشاعر

بيتان يضع مصراع كل واحد منها في موضع الآخر ، فلا يتنبه على ذلك إلا من دق نظره

ولطف فهمه " (العيار ص209 ) .

إن نص ابن طباطبا غني بألفاظه الدالة على مفهوم النظم( النسج)، فقد استعمل التأليف والتنسيق

والتجاور والملاءمة والتنظيم والاتصال، واستعمل عبارات مثل : لا يباعد،ولا يحجز،ولا يجعل حشوا،

فهذه الألفاظ والعبارات إشارات أسلوبية تلتقي في دلالة رئيسة واحدة هي النسج المتين القوي.

وتكشف هذه الإشارات عن أهمية النسج عند ابن طباطبا ومدى حضوره في ذهنه وحضور إجراءاته النقدية .

فهو حضور مكثف، يؤكد الترابط القوي بين الألفاظ المتجاورة، وهو تجاور قائم على التنسيق

والترابط وليس تجاورا مفككا، فثمة تأثر وتأثير بين الألفاظ . ولعل أهمّ ما يحظ أن النظم عند ابن طباطبا

يتعلق أيضا بنظم المعاني وليس الألفاظ فقط وسوف تتأكد هذه الملاحظة في ثنايا البحث

ويدخل إلى هذا الحقل أسماء أخرى مثل المشاكلة والاتفاق بين الشطر والشطر في البيت الواحد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 111010
العمل : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Unknow10
الحالة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Mzboot11
نقاط : 17673
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 13156210

مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا   مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا I_icon_minitime22/4/2009, 09:29

ويشمل النظم عند ابن طباطبا اتساق أبيات القصيدة جميعها : "وأحسن الشعر ما ينتظم فيه القول

انتظاماَ يتسق به أوله مع آخره على ما ينسقه قائله ، فإن قدّم بيت على بيت دخله الخلل كما

يدخل الرسائل والخطب إذا نقض تأليفها "(العيارص213).

ومن الجدير بالملاحظة أن حديث ابن طباطبا عن النظم والنسج، يعد بحق إرهاصا قويا

لنظرية النظم الجرجانية ، يقول عبد القاهر الجرجاني:"وأما نظم الكلم فليس الأمر فيه كذلك

، لأنك تقتفي في نظمها آثار المعاني ، وترتبها على حسب ترتيب المعاني في النفس ،

فهو إذن نظم يعتبر فيه حال المنظوم بعضه مع بعض ، وليس هو النظم الذي

معناه ضم الشيء إلى الشيء كيف حال واتفق .

وكذلك كان عندهم نظيراً للنسج والتأليف والصياغة والبناء والوشي والتحبير

ليس الغرض بنظم الكلم أن توالت ألفاظها في النطق ، بل أن تناسقت دلالتها ، وتلاقت معانيها

على الوجه الذي اقتضاه العقل...وإنك إذا فرغت من ترتيب المعاني في نفسك لم تحتج إلى

أن تستأنف فكراً في ترتيب الألفاظ ، بل تجدها تترتب لك بحكم أنها خدم للمعاني

وتابعة لها ولاحقة بها ، وأن العلم بمواقع المعاني في النفس ، علم بمواقع الألفاظ الدالة عليها في النطق"

واللافت للنظر اتفاق الرجلين في تشبيه النظم بالنسج والصياغة والبناء والوشي ،وأن النظم

لا يتعلق بالألفاظ دون المعاني ، وإنما يشملهما جميعا ، وفي كل ذلك تتبين أصالة

ابن طباطبا النقدية.وهذا ينفي عن ابن طباطبا أن يكون قد نظر إلى الألفاظ على أنها قالب جامدة

بل هو أقرب إلى نظرة (كروتشه) إذ يقول:"فسيان إذا أن نعد الفن مضمونا أو صورة،

شريطة أن يكون من المفهوم دائما أن المضمون قد برز في صورة ، وأن الصورة ممتلئة بالمضمون

، أي أن الشعور هو الشعور المصور ، وأن الصورة هي الصورة المشعور بها" ( ) .

النقش،الصياغة،الصباغة:

ومن الأسماء المرادفة للنسج التي استعملها ابن طباطبا النقش،فقد شبه الشاعر بالنقاش

، فقال :"وكالنقاش الرقيق الذي يضع الأصباغ في أحسن تقاسيم نقشه ، ويشبع كل صبغ منها حتى يتضاعف حسنه في

العيان" ( العيارصCool .والنقش فن و مهارة ورؤية .

وشبه الشاعر بالصائغ في معرض حديثه عن إعادة صوغ المعاني " وإن وجد المعنى في

المنثور من الكلام ، وفي الخطب والرسائل والأمثال ،فتناوله وجعله شعراَ كان أخفى و أحسن ،

ويكون ذلك كالصائغ الذي يذيب الذهب والفضة المصوغين فيعيد صياغتهما بأحسن

مما كانا عليه " (العيار ص126).

وشبه الشاعر بالصباغ فقال :" وكالصباغ الذي يصبغ الثوب على ما رأى من الأصباغ الحسنة

، فإذا أبرز الصائغ ما صاغه في غير الهيئة التي عهد عليها ، وأظهر الصباغ ما صبغه على

غير اللون الذي عهد قبل ، التبس الأمر في المصوغ وفي المصبوغ على رائيهما ،

فكذلك المعاني وأخذها واستعمالها في الأشعار على اخـتلاف فنون القول فيها " (العيار ص126-127).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 111010
العمل : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Unknow10
الحالة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Mzboot11
نقاط : 17673
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 13156210

مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا   مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا I_icon_minitime22/4/2009, 09:34

يندرج حديث ابن طباطبا عن عمل الصائغ والصباغ ضمن الحديث عن الأسلوب والصياغة

، صياغة المعنى بأسلوب جديد إن كان مثلاَ أو حكمةَ أو خطبة يصاغ بأسلوب الشعر

، وليس المقصود هنا نظمه عروضياَ ، بل المسألة أبعد من ذلك فهي تتعلق بإعادة

الهيئة وسبكه سبكا جديداَ فهو يقول :" يذيب الذهب والفضة المصوغين فيعيد صياغتهما "،

أي تشكيل المعنى تشكيلا جديدا بتراكيب جديدة.

ونلحظ أن ابن طباطبا يولي الصياغة والنسج والصباغة عناية فائقة لدرجة أنه

يجعل مجال الشاعر المحدث في هذا المجال، إذا تعسر عليه أن يأتي بالمعنى الجديد ، أي الفكرة الجديدة .

وشبه ما يجيش به فكر الشاعر من شعر بعد أن يديم النظر في الأشعار محكمة النسج بالسبيكة

"المفرغة من جميع الأصناف التي تخرجها المعادن "(العيار ص14).وأشار إلى السبك فطالب الشاعر

أن يكون خروجه "من كل معنى يصيغه إلى غيره من المعاني خروجاَ لطيفاَ ،........، حتى تخرج ا

لقصيدة كأنها مفرغة إفراغاَ....... لا تناقض في معانيها ، ولا وهي في مبانيها ، ولا تكلف في نسجها ،

تقتضي كل كلمة ما بعدها ،ويكون ما بعدها متعلقا بها مفتقرا إليها" (العيارص213 ).

وقد أشار الجاحظ إلى السبك فقال: "وأجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء ،سهل المخرج

فتعلم بذلك أنه قد أفرغ إفراغا واحدا، وسبك سبكا واحدا، فهو يجري على اللسان كما يجري الدهان"

( ).ويكاد أن يكون كلام ابن طباطبا شرحا وتوضيحا لعبارات الجاحظ النقدية.

وشبه تأثر الشاعر بالشعر المحكم وما ينتجه بمن " قد اغترف من واد قد مدته سيول جارية

من شعاب مختلفة.

وكطيب تركب من أخلاط من الطيب كثيرة فيستغرب عيانه ويغمض مستبطنه "(العيار ص14).

فهو يتنبه لأهمية هضم الشاعر ما يقرأ ويحفظ ، وإعادة إنتاجه إنتاجاَ جديداَ ،له شكله الخاص وكينونته المميزة.

استواء الكلام واستواء النسج:

من المصطلحات التي تلتقي مع مفهوم النسج عند ابن طباطبا مصطلح "استواء الكلام" و"استواء النسج

،ونرجئ الحديث عن "استواء النسج" لحين الحديث عن مجالات النسج.أما استواء الكلام فقد ذكره

في عقب إيراده قصيدة الأعشى فيما اقتصه من خبر السمو أل وعقب على القصيدة

بقوله : " فانظر إلى استواء هذا الكلام ، وسهولة مخرجه ، وتمام معانيه ، وصدق الحكاية فيه

ووقوع كل كلمة موقعها الذي أريدت له ، من غير حشو مجتلب ، ولا خلل شائن" ( العيار ص75 ).

إن ملاحظات ابن طباطبا تنصب على الجانب الأسلوبي من القصيدة أو الجانب الشكلي منها .

ولا تخلو من الإشارة إلى تمام المعنى ، ونلحظ إشارته إلى حسن التأليف، الأمر الذي

أن الاستواء يقع في التأليف والنسج وهو أمر متعلق أيضاَ بنظم الألفاظ وما يترتب عليها من معان.

ويمكن أن نعيد قراءة النموذج الذي ارتضاه ابن طباطبا لاستواء الكلام لنكشف عن خصائصه الأسلوبية . ففي قوله :

بالأبلق الفرد من تيماء منزله حصن حصين وجار غير غدار

تقديم و تأخير. وكذلك في قوله :

لا سرهن لدي ضائع مزق وكاتمات إذا استودعن أسراري

تقديم وتأخير.

ومن سمات النص الأسلوبية الفصل بين المتلازمين في مثل قوله :
وسوف يخلفه ، إن كنت قاتله رب كريم وبيض ذات أطهار


وقوله :
والصبر منه ، قديماَ ، شيمة خلق وزنده في الوفاء الثاقب الواري

ومن الفصل الطويل بين البدل والمبدل منه قوله :

إن له خلفا ، إن كنت قاتله وإن قتلت : كريماَ غير عوار

مالاَ كثيراَ وعرضاَ غير ذي دنس وإخوةَ مثله ليسوا بأشرار

فعبارة َ" إن كنت قاتله ، وإن قتلت : كريماَ غير عوار" جاءت معترضة بين البدل والمبدل منه

، خلفاَ: مالاَ، عرضاَ، إخوةَ. والعبارة المعترضة عبارة في غاية الأهمية لأنها تشير إلى

القتل الذي يتوقعه السمو أل ويدافع عن اختياره الثكل على الغدر ، لأن المقتول كريم لا عيب فيه

فالجملة المعترضة لا تغدو مجرد اعتراض ، وإنما تصبح أساسية في الجملة الشعرية

وتتبادل الأدوار مع الجملة الأصل " إن له خلفاَ مالاَ كثيراَ ........" ، فيصبح الهامش مركزاَ ،

والمركز هامشاَ ، في حركة لولبية ، ينتفي بها المركز والهامش ، مما يسهم في توليد الشعرية .

ومن السمات البارزة في القصيدة الإيجاز القائم على الحذف من ذلك قوله :

فشك غير طويل ثم قال له اقتل أسيرك إني مانع جاري

فابن طباطبا ليس ضد التقديم والتأخير أو الفصل أو الحذف أو الإيجاز ، إذا لم يحدث لبسا وغموضاَ في المعنى .

وعدها من الأساليب التي يتحقق بها النسج ،وهي تشير إلى مفهوم استواء الكلام عنده .

وقد اعتنى اللغويون والنحاة والبلاغيون والنقاد باستواء النص لغويا،وعدوه

جانبا من جوانب الكشف عما في اللغة من توسع

وإبداع ( ).
الكسوة :
ومن الأسماء الدالة على النسج أو النظم التي استخدمها ابن طباطبا "الكسوة

ومتعلقاتها . فقد استخدم "الكسوة" للتعبير عن الأسلوب الذي تؤدى به العبارة أو المعنى،

فذكر أن للشعر أدوات يجب إعدادها قبل مرامه وتكلف نظمه منها : " إيفاء كل معنى حظه من العبارة ،

وإلباسه ما يشاكله من الألفاظ حتى يبرز في أحسن زي وأبهى صورة " فالإلباس هو الأسلوب الذي تؤدى به العبارة ،و الذي يلعب دوراَ مهماَ في إظهار المعنى في أحسن زي وأبهى صورة ، وهو يتحدث عن المعنى هنا فكرة عامة، فالذي يخصصها ويميزها عن غيرها الأسلوب اللغوي الذي تقدم به . ومهما ذهبنا إلى أنه لا فصل بين الأسلوب والمعنى ، فإن أول ما يواجهنا هو الأسلوب الذي من خلاله نكتشف المعنى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 111010
العمل : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Unknow10
الحالة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Mzboot11
نقاط : 17673
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 13156210

مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا   مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا I_icon_minitime22/4/2009, 09:35

وأشار إلى متعلقات الكسوة فقال : " فإذا أراد الشاعر بناء قصيدة مخض المعنى الذي يريد بناء الشعر عليه في فكره نثراَ ، وأعد له ما يلبسه إياه من الألفاظ التي تطابقه والقوافي التي توافقه والوزن الذي سلس له القول عليه "( العيار ص7-8 ).واستخدامه للباس لا يعني التقليل من أهمية الأسلوب ، فنص ابن طباطبا يعني أن القصيدة تمر في مرحلتين الأولى مرحلة النثرية وتكون المعاني في الفكر ، المرحلة الثانية الشعرية وذلك عندما تصاغ المعاني النثرية في الفكر بأسلوب الشعر المتعارف عليه والمألوف الذي يؤكده ابن طباطبا ويجعله علة قبول الشعر أو رفضه . فالمعنى النثري ينقل إلى الشعرية بالأسلوب الذي يقدم به أو باللباس حسب تعبير ابن طباطبا هنا .
ويقول ابن طباطبا :" وإذا تناول الشاعر المعاني التي سبق إليها فأبرزها في أحسن من الكسوة التي عليها لم يعب بل وجب له فضل لطفه وإحسانه فيه "( العيار ص123 ).يستخدم ابن طباطبا مصطلحي المعاني والكسوة ، فالكسوة تعني الألفاظ والتراكيب والصور التي ترد فيها المعاني، أي الأسلوب.
ويحل ابن طباطبا قضية السرقات عندما فتح المجال أمام الشاعر أن يتصرف بالمعاني من خلال الأسلوب ، وجعل الفضيلة للأسلوب كما هي للمعنى . والمقصود بالمعنى هنا حسب سياق ابن طباطبا الفكرة سواء كانت خاصة أو عامة . فإن مجال الصياغة والنسج يبقى مفتوحاَ ولا يغلق أمام الشعراء حتى لو تواردوا معنى واحداَ .
ويمثل على ذلك بقول أبي نواس :
وإن جرت الألفاظ منا بمدحة لغيرك إنساناَ فأنت الذي نعني
أخذه من الأحوص حيث يقول :
متى ما أقل في آخر الدهر مدحة فما هي إلا لابن ليلى المكرّم
فالفكرة واحدة ، إلا أن كل شاعر صاغها ونسجها وكساها بألفاظ وتراكيب مختلفة ، ولا يعني ذلك على أية حال تطابق المعنيين ، إذ إن اختلاف المبني يؤدي إلى اختلاف المعنى من حيث التفاصيل الدقيقة ، فالكسوة عند ابن طباطبا ليست مجرد "قشرة" تستر في داخلها المعنى ، وإنما هي المبنى الجمالي الذي يشكل المعنى ويصوغه ويعطيه وجهه الجمالي الذي يتحقق به .
ويستخدم ابن طباطبا تعبير "رثة الكسوة" للدلالة على الأبيات الرديئة النسج ، يقول : " ومن الحكم العجيبة ، والمعاني الصحيحة ، الرثة الكسوة ، التي لم يتنوّق في معرضها الذي أبرزت فيه......"( العيار ص144).
ويمثل على ذلك بقول القائل :
نراع إذا الجنائز قابلتنا ونسكن حين تمضي ذاهبات
كروعة ثلة لمغار ذئب فلما غاب عادت راتعات
نلحظ أن ابن طباطبا قصد بالكسوة أو المعرض المبني الذي صاغ الشاعر به فكرته، وقام البناء عند الشاعر على التصوير والتشبيه، ومن ثم فابن طباطبا يرى أن التشبيه لا يفي بالمعنى الذي أراده الشاعر . فالفكرة التي يعبر عنها الشاعر حكمة عجيبة غير أن العبارة أو المبنى الذي قام به غير واف ، مما يترك أثرا سالبا في نفس المتلقي .وهو لا يستسيغ التشبيه أو الكسوة أو المبنى في قول الشاعر(العيار ص145) :
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحور رماداَ بعد إذ هو ساطع
وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد يوماَ أن ترد الودائع
فالمعنى عجيب غير أن المشبه به لا يحقق شروط الصدق التي يطلبها ابن طباطبا منه .
ومن الأبيات الرثة الكسوة ، قول الآخر :
قدرت على نفسي فأزمعت قتلها فأنت رخي البال والنفس تذهب
كعصفورة في كف طفل يسومها ورود حياض الموت والطفل يلعب

فالمعنى أو الفكرة جيدة غير أن التعبير عنها بالبنية التشبيهية التي نسجها الشاعر أو كسا بها المعنى غير مناسب، فثمة فجوة ومفارقة بين المعنى في البيت الأول والصورة التشبيهية في البيت الثاني ، فلم يكن الشاعر موفقاَ في اختيار المشبه به ووجه الشبه ، فابن طباطبا يحرص على الصدق في التشبيه والحكاية ، والتشبيه هنا أبعد ما يكون عن الصدق ، لأن المشبه به يفرّغ المعنى من دلالته التي تضفي جوّ الرهبة والخوف في نفس المتلقي.فثمة فجوة كبيرة بين المشبه والمشبه به ،مما أخلّ بالنسج، ومنها قول الآخر(العيار ص147) :
من يلم الدهـــر ألا فالدهر غير معتبــــه
أو يتعجب لصــرو ف الدهر أو تقلبـــــه
ومن يصاحب صاحباَ ينسب إلى مستصحبه
بزائنات رشــــــــــده أو شائنات ريبــــــــه
وربما عرّ صحيــــــ حاَ جرب بجربــــــه
تعرف ما حال الفتى في لبسه ومركبه
وفي شمأزيزتــــــه عنك وفي توتبـــــه
عليك أو إصغائـــه إليك ، أو تحببـــه
والمرء قد يدركــه يوماَ خمول منصبه
فهذه الأبيات مثال على رثاثة الكسوة .
وفي المقابل يشير ابن طباطبا إلى المعرض الحسن والكسوة البهية يقول :" فأما المعنى الصحيح ، البارع الحسن ، الذي أبرز في أحسن معرض ، وأبهى كسوة وأرق لفظ فقول مسلم بن الوليد الأنصاري(العيار ص 147) :
وإني وإسماعيل بعد فراقه لكالغمد يوم الروع زايله النصل
فإن أغش قوماَ بعده أو أزرهم فكالوحش يدنيها من الأنس المحل
فابن طباطبا معجب بالتشبيه (المعرض ، والكسوة) الذي عرض به المعنى الصحيح . وهو يرى أن المشبه به صادق في التعبير عن المعنى الذي يريده الشاعر ومعبر عنه حق الوفاء ، والشاعر من ناحية أخرى يستقصي المعنى فيعبر عن أثر فقد الصديق في حالتي الحرب والسلام ، وكلا الصورتين المختارتين صادقتان في التعبير عن معنى الشاعر ومشاعره و أحاسيسه. من جهة ثانية نلحظ "الفصل" بين الفعل والفاعل من غير أن يعترض عليه ابن طباطبا ، بل عده من الكسوة البهية . مما يدل على أنه لا يعترض على التقديم والتأخير أو الفصل إذا لم ينتج عنه لبس في المعنى .
ووقف الجاحظ عند هذا المصطلح فقال:"والمعاني إذا كسيت الألفاظ الكريمة ، وألبست الأوصاف الرفيعة، تحولت في العيون عن مقادير صورها ، وأربت على حقائق أقدارها، بقدر ما زينت، وحسب ما زخرفت، فقد صارت الألفاظ في معاني المعارض، وصارت المعاني في معنى الجواري" ( ) . وليس موقف ابن طباطبا ببعيد عن موقف الجاحظ.
اللطف :
من الأسماء أو المصطلحات الأسلوبية الدالة على النسج والتأليف "اللطف" ومشتقاته ، فمن خلال استعمالات ابن طباطبا لهذا المصطلح يمكن الكشف عن دلالته الدقيقة عنده . فاللطف يتصل بالاعتدال وعدم الجور ،وهو يذكر أن علة قبول الشعر "أن كل حاسة من حواس البدن إنما تقبل ما يتصل بها مما طبعت له إذا كان وروده عليها وروداَ لطيفاَ باعتدال لا جور فيه وبموافقة لا مضادة معها "(العيار ص20 ).ويشير إلى لطف موالج الكلام التي تتحقق إذا كان الكلام "منظوماَ مصفى من كدر العي ، مقوماَ من أود الخطأ واللحن ، سالماَ من جور التأليف ، موزوناَ بميزان الصواب لفظاَ ومعنىَ وتركيباَ اتسقت طرقه ، ولطفت موالجه فقبله الفهم وارتاح له وأنس به " (العيارص20ـ21 ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 111010
العمل : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Unknow10
الحالة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Mzboot11
نقاط : 17673
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 13156210

مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا   مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا I_icon_minitime22/4/2009, 09:36

فاللطف يتعلق بمسائل أسلوبية تتعلق بالعبارة ، ويترتب على اللطف القبول والارتياح والأنس بما يرد على الفهم من عبارات.
وذكر من أدوات الشعر التي يجب إعدادها قبل مرام الشعر ونظمه اللطف ،وقد ورد ذلك في سياق ملاحظات تتعلق بالأسلوب مثل التعريض والتصريح والإطناب والتقصير ، والإطالة والإيجاز ( انظرالعيارص6 ).
ويتعلق اللطف بطريقة صلة الأغراض ببعضها "فيحتاج الشاعر إلى أن يصل كلامه – على تصرفه في فنونه – صلة لطيفة فيتخلص من الغزل إلى المديح ومن المديح إلى الشكوى.......بألطف تخلص وأحسن حكاية بلا انفصال للمعنى الثاني عما قبله بل يكون متصلاَ به وممتزجاَ معه"(العيار ص9 ). فاللطف هنا يعني امتزاج الموضوعات ببعضها واتصالها اتصالاَ وثيقاَ.
وهو يجعل "اللطف" علة الإعجاب بالشعر والإثابة عليه "والشعراء في عصرنا إنما يثابون على ما يستحسن من لطيف ما يوردونه من أشعارهم ، وبديع ما يغربونه من معانيهم ، وبليغ ما ينظمونه من ألفاظهم ، ومضحك ما يوردونه من نوادرهم وأنيق ما ينسجونه من وشي قولهم "(العيار ص13). فاللطف كما نلحظ يتصل بالمعاني والألفاظ والنسج ، وهي جميعها عناصر الأسلوب .
ويتصل باللطف الاختصار والإيماء ، فهو يقول : " وتأمل لطف الأعشى فيما حكاه واختصره في قوله :
أأقتل ابنك صبراَ أو تجيء بها ..........................
فأضمر ضمير الهاء في قوله :
واختار أدراعه أن لا يسب بها .........................
فتلافى ذلك الخلل بهذا الشرح ، فاستغنى سامع هذه الأبيات عن استماع القصة فيها لاشتمالها على الخبر كله بأوجز كلام وأبلغ حكاية وأحسن تأليف وألطف إيماء "(العيار ص 75-76 ).
ويتصل مصطلح اللطف بمصطلح الكسوة وبالبناء الشعري يقول: " وإذا تناول الشاعر المعاني التي سبق إليها فأبرزها في أحسن من الكسوة التي عليها لم يعب بل وجب له فضل لطفه وإحسانه فيه "(العيار ص123). فاللطف هنا الصيغة الجمالية التي يبرز الشاعر بها المعنى وهي موضع المفاضلة بين قول وقول.
ويتصل اللطف بالمعاني أيضاَ يقول: " وإن وجد المعنى اللطيف في المنثور من الكلام....فتناوله وجعله شعراَ كان أخفى وأحسن "(العيار ص126). ووقف عند أبيات قال عنها : " ومن الأبيات التي تخلب معانيها للطافة الكلام فيها...."(العيار ص139 ). فهو يجعل المزية في الشعر للطافة الكلام ،و يستخدم مصطلح اللطافة مقابل المعاني ، وكأنه يقصد حسن الأسلوب الذي تقدم به المعاني . ومن الأشعار التي تخلب معانيها للطافة الكلام فيها قول زهير(العيارص139) :
تراه إذا ما جئته متهللاَ كأنك تعطيه الذي أنت سائله
أخي ثقة ما تهلك الخمر ماله ولكنه قد يهلك المال نائله
غدوت عليه غدوة فرأيته قعوداَ لديه بالصريم عواذله
يفدينه طوراَ وطوراَ يلمنه وأعيا فما يدرين أين مخاتله
فأعرضن منه عن كريم مرزأ فعول ، إذا ما جدّ بالأمر فاعله
وهذا يعني أن اللطافة تتحقق في القصيدة التي تتوافر فيها مطالب ابن طباطبا النقدية، فإذا نظرنا في قوافي هذه الأبيات : سائله ، نائله ، عوازله ، فاعله ، نجد أنها كما أراد ابن طباطبا لها أن تكون ، فهي كالقوالب للمعاني ، وقواعد للبناء ، يتركب عليها ويعلو . والكلام الذي قبلها مسبوق إليها ، وليست مسبوقة إليه . فابن طباطبا يحلل الشعر أو ينقده من وجهة نظر بناء الشعر وخلقه من الداخل . فهو يستبطن النص من الداخل ، وهو ناقد نصوصي ، يلتصق بالنص .
فالبيت الأول يتأسس على فكرة " تعطيه الذي أنت سائله " فالعبارة التي فيها القافية ليست مقحمة على البيت، وإنما تأسس البيت عليها . وبالتالي فإن نسج الشعر محكم ورصفه متقن ويستدعي بعضه بعضاَ وكل ذلك يولد اللطافة . وكذلك عبارة " ولكنه قد يهلك المال نائله " عبارة تأسيسية وتوليدية في البيت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 111010
العمل : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Unknow10
الحالة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Mzboot11
نقاط : 17673
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 13156210

مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا   مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا I_icon_minitime22/4/2009, 09:37

الشعري ، يتولد عنها الشطر الأول . وكذلك الحال في البيتين التاليين ، "عوازله ، فما يدرين أين مخاتله " ، كل منها عبارات توليدية وقواعد للبناء ، يتركب عليها ويعلو . وتعبيره عن القافية بالقاعدة ، يعني أنها تأتي أولا َويتأسس عليها البناء الشعري ولا يأتي الشاعر بالبيت ثم يطلب له قافية فتغدو مقحمة قلقة مرذولة ، وإنما صنعة الشعر أن يؤسس الشاعر قاعدة / قافية ثم يطلب لها ما يتركب عليها ويعلو من الكلام . يقول : " وإن اتفقت له قافية قد شغلها في معنى من المعاني واتفق له معنى آخر مضاد للمعنى الأول نقلها إلى المعنى المختار الذي هو أحسن ، وأبطل ذلك البيت ، أو نقض بعضه وطلب لمعناه قافية تشاكله " (العيار ص8 ).فإذا تحقق كل ذلك أدى إلى أن تكون الأبيات لطيفة وتتحقق بها اللطافة .
ومن الأمور التي لا تحقق اللطافة التشبيهات البعيدة " التي لم يلطف أصحابها فيها ، ولم يخرج كلامهم في العبارة عنها سهلاَ " (العيار ص 147). إن السهولة تحقق اللطافة والتشبيهات البعيدة هي التشبيهات البعيدة عن الصدق ومطابقة الواقع، والتقارب بين المشبه والمشبه به ، مما يشير إلى أن فيها غلواَ . من ذلك قول النابغة الذبياني(العيارص148) :
تخدي بهم أدم كأن رحالها علق أريق على متون صوار
فالمشابهة بين الرحل والعلق بعيدة . وقول خفاف بن ندبة :
أبقى لها التعداء من عتداتها ومتونها كخيوطة الكتان
ويعقب بقوله : " والعتدات : القوائم ، أراد أن قوائمها دقّت حتى عادت كأنها الخيوط ، وأراد : ضلوعها ، أي متونها " (العيارص148). فثمة غلو ومبالغة في رأي ابن طباطبا في هذا التشبيه . وقول ساعدة بن جؤيّة(العيارص150ـ151) :
كساها رطيب الريش فاعتدلت لها قداح كأعناق الظباء زفازف
ومع تفهمنا لموقف ابن طباطبا، إلا أن المسألة تكمن في أننا لا يجوز أن ننزع بيتاَ من سياقه ثم نحكم على التشبيه الوارد فيه ، لأن السياق قد يستدعي أموراَ لا تتضح دون مراجعة سياقها الذي قد يعلل التشبيه .
وتتصل اللطافة بنسج الشعر فقد عقب على قول أبي عيينة المهلبي :
دنيا دعوتك مسمعاَ فأجيبي وبما اصطفيتك للهوى فأثيبي
دومي أدم لك بالوفاء على الصفا إني بعهدك واثق فثقي بي
بقوله : فقوله : "فثقي بي" لطيفة جداَ ، فيستدل بها على حذق قائلها بنسج الشعر "(العيار ص183). ويبدو أن الحذق بنسج الشعر تمثل في البيت برؤية ابن طباطبا أن القافية " فثقي بي " تنسجم مع صدر البيت: دومي أدم لك / إني....واثق فثقي بي .
ويتصل باللطف التخلص من موضوع إلى موضوع :" فسلك المحدثون غير هذه السبيل ولطفوا القول في معنى التخلص إلى المعاني التي أرادوها "(العيار ص187 ).
ويؤكد ابن طباطبا أهمية اللطف بقوله : "فليست تخلو الأشعار من أن....تضمن صفات صادقة ، وتشبيهات موافقة ، وأمثالاَ مطابقة يصاب حقائقها ، ويلطف في تقريب البعيد منها ، فيؤنس النافر الوحشي حتى يعود مألوفاَ محبوباَ ، ويبعد المألوف المأنوس به حتى يصير وحشياَ غريباَ ، فإن السمع إذا ورد عليه ما قد ملّه من المعاني المكررة والصفات المشهورة التي قد كثر ورودها عليه مجّه وثقل عليه وعيه ، فإذا لطف الشاعر لشوب ذلك بما يلبسه عليه فقرّب منه بعيداَ ، أو بعد منه قريباَ ، أو جلل لطيفاَ أو لطف جليلاَ ، أصغى إليه ووعاه واستحسنه السامع واجتباه . وهذا تطريق إلى تناول المعاني واستعارتها والتلطف في استعمالها على خلاف جهاتها التي تتناول منها كما نبهنا عليه من قبل "(العيار ص202 ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 111010
العمل : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Unknow10
الحالة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Mzboot11
نقاط : 17673
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا 13156210

مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا   مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا I_icon_minitime22/4/2009, 09:38

فاللطف يعمل على المساحة الشعرية أو الأدبية أو التي تحول المألوف غريباَ والغريب مألوفا ، فهي التي تجعل الشعر شعراَ، والتلطف قدرات خاصة لدى الشاعر يستطيع بها أن يحول اللغة العادية إلى لغة شعرية واللغة الغريبة إلى لغة مألوفة ، كاسراَ جمودها وشاحنا إياها بشعريتها وأدبيتها التي يتلقاها المستمع بالانفعال والعجب والالتذاذ .
التأليف :
من المصطلحات الدالة على النسج "التأليف". فقد استخدمه ابن طباطبا للتعبير عن عملية النظم والنسج، فعندما شبه الشاعر بناظم الجوهر قال :" وكناظم الجوهر الذي يؤلف بين النفيس منها والثمين الرائق ، ولا يشين عقوده بأن يفاوت بين جواهرها في نظمها وتنسيقها "(العيار ص8 ).فالتأليف عملية نظم وهو الأسلوب أو الصورة أو المعرض الذي يظهر به جمال الشيء . واللافت للنظر أن التأليف قد يكون سبباَ في شين الكلام فهو موطن الاستحسان أو القبح . وعد ابن طباطبا التأليف موطن العجب فقال :" فمن الأشعار أشعار محكمة متقنة ، أنيقة الألفاظ ، حكيمة المعاني ، عجيبة التأليف ، إذا نقضت وجعلت نثراَ لم تبطل جودة معانيها ولم تفقد جزالة ألفاظها "(العيار ص11 ).يذكر ابن طباطبا عناصر الأسلوب الثلاثة : الألفاظ والمعاني والتأليف ، ويجعل التأليف مجال العجب . وهو يشير إلى النقض ، ولا يقصد بالنقض الوزن فقط لكي ينتقل الشعر إلى النثر ، لأنه يستخدم النقض مقابل التأليف والإحكام ، ولا علاقة لهما بالوزن والعروض . فالمسألة أبعد من أن تتعلق فقط بالوزن ، إنما تتعلق بالعلاقات التي يقيمها الشاعر بين ألفاظه بما لكل لفظ من دلالات . فعندما نستخدم اللفظ نقصد ضمناَ المعاني والدلالات التي يحملها ، والتنسيق أو التأليف يكون في الوقت نفسه لكل من الألفاظ والمعاني .
وجعل من صفات الشعر الجيد الشعر السالم من جور التأليف ( انظر العيار ص 20-21 ) .
واتصل حسن التأليف عند ابن طباطبا باستواء الكلام وباللطف ( انظر العيار ص 75-76 ). وشرح "تأليف الشعر" من خلال أسلوب العطف الذي يعني الشرح والتوضيح والتفصيل فقال : " وينبغي للشاعر أن يتأمل تأليف شعره ، وتنسيق أبياته ويقف على حسن تجاورها أو قبحه فيلائم بينها لتنتظم له معانيها ويتصل كلامه فيها ، ولا يجعل بين ما قد ابتدأ وضعه وبين تمامه من حشو ليس من جنس ما هو فيه فينسى السامع المعنى الذي يسوق القول إليه . كما أنه يحترز من ذلك في كل بيت فلا يباعد كلمة عن أختها ، ولا يحجز بينها وبين تمامها بحشو يشينها . ويتفقد كلّ مصراع هل يشاكل ما قبله فربما اتفق للشاعر بيتان يضع مصراع كل واحد منهما في موضع الآخر ، فلا يتنبّه على ذلك إلا من دق نظره ولطف فهمه"(العيار ص209).
البناء :
ومن المصطلحات الهامة في هذا المجال "البناء" ومشتقاته . فالبناء هو الهيكل الذي تنهض عليه القصيدة أو الجسد الذي يحتوي الروح ، واستخدام ابن طباطبا للبناء يدل على أن مسألة "الشكل" ليست مسألة هامشية أو تكميلية أو تزيينية فحسب ، وإنما هي مسألة أساسية تدخل في كينونة العمل الشعري ، وتشغل مسألة "الشكل" في فكره منزلة عالية ،يقول: "فإذا أراد الشاعر بناء قصيدة مخض المعنى الذي يريد بناء الشعر في فكره نثراَ ، وأعد له ما يلبسه إياه من الألفاظ التي تطابقه ، والقوافي التي توافقه ، والوزن الذي سلس له القول عليه فإذا اتفق له بيت يشاكل المعنى الذي يرومه أثبته وأعمل فكره في شغل القوافي بما تقتضيه من المعاني على غير تنسيق للشعر وترتيب لفنون القول فيه بل يعلق كل بيت يتفق له نظمه على تفاوت ما بينها وبين ما قبله ، فإذا كملت له المعاني وكثرت الأبيات ، وفق بينها بأبيات تكون نظاماَ لها ، وسلكا جامعاَ لما تشتت منها . ثم يتأمل ما قد أداه إليه طبعه ونتجته فكرته فيستقصي انتقاده ، ويرم ما وهى منه ويبدل بكل لفظة مستكرهة لفظة سهلة نقية " (العيارص7-8 ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
 
مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» مفهوم الشعر العربى
» كتاب الهيئة لابن سينــــــا
» كتاب الفصول لابن الدهان
» كتاب صوتي : الأولياء لابن أبى الدنيا
» المنصف ، وهو لابن جني ، حيث شرح فيه كتاب التصريف للمازني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات الأدبية :: المنتديات الأدبية :: منتدى الدراسات النقدية والبلاغة-
انتقل الى: