عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17677 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: بورتريه : جيفارا السويس كامل عيد رمضان 8/10/2009, 08:32 | |
| بورتريه : جيفارا السويس كامل عيد رمضان بورتريه : جيفارا السويس كامل عيد رمضان ( المغنى الحزين ؛ شاعر الوطن ؛ عاشق سيناء ) حاتم عبد الهادي السيد منذ أكثر من ربع قرن تعرفت الى الشاعر الإنسان / كامل عيد رمضان ، قدمه لي الشاعر / محمد أحمد غزال ( الكابتن غزالي ) – شاعر السويس المعروف – قائلاً : سأعرفك بشاعر إنسان ، شاعر له مكانة في قلبي ، وقلب كل من يعرفه ، شاعر تحلى بأخلاق النبلاء والفرسان في زمن عزّ فيه الرجال ؛ إنه كامل عيد رمضان ... ومن يومها وحتى يوم وفاته – رحمه الله – ، كان يسأل عنا عبر الهاتف ، وعبر الأصدقاء ، وكان يدعونا مع الكابتن غزالي ، والروائى السويسى الكبير / محمد الراوي وشعراء السويس كل عام تقريباً لحضور احتفالية العيد القومي للسويس ، وقد حضرنا له أوبريت " شعب لن يموت " وأوبريت " السويس حبيبتي " ، كما أهدانا ديوانه " أصل الحكاية " عام 1999م . ولقد استمرت اللقاءات بيننا – نحن شعراء سيناء – وبين شعراء السويس متواصلة ، نتبادل اللقاءات في الأعياد القومية ومن خلال نوادي الأدب والمؤتمرات وغير ذلك . (2) قلت إن الشاعر / كامل عيد رمضان هو " جيفارا السويس " – ولا غرو في ذلك – فقد كان الرجل مناضلاً ، وكان فارساً لا يهاب في الحق أحداً ، كما كان هادئ الطباع يعامل الجميع باحترام ، ويقدر الإنسانية لدى البسطاء والكادحين ، لقد كان يناضل في صمت من أجل الدفاع عن الكادحين والفقراء ، كما كان مناضلاً في العلن ، إذ كان أحد أبطال المقاومة الشعبية لمناهضة المحتل الإسرائيلي الغاشم ؛ فاستحق احترام الجميع ، وعرف قدره البسطاء فكّرموه ، وتجاهله كغيره أصحاب السياسة والكراسي المموسقة ، ولكنه لم يلتفت لتكريم ، فكان يعتبر حب البسطاء له هو التكريم الحقيقي . (3) لقد كان كامل عيد شاعراً انساناً ، كما كان الوطن هو محور ابداعه وهمه ، فكان ديوانه ، وكثير من أعماله موجهة نحو هذا الإطار الوطني : السويس الوطن الأصغر ، مصر الوطن الأكبر ، العالم العربي الوطن الذي ينشده . وكان بسطاء الوطن هم الشغل الشاغل الذي يشغل عقله وتفكيره . لذا لقب بشاعر الوطن تارة ، وبالمغنى الحزين الذي يغنى للبسطاء تارة أخرى ، وكان – كما أزعم – شاعراً بحجم الوطن وباتساع أمة ، إذ اتسع صدره لكل القضايا المحلية والقومية والعربية ، فحلق عبر أشعاره في وصف جبل عتاقة بالسويس ، وبحر القلزم ( البحر الأحمر ) وقناة السويس ، كما حلق مع اليمام إلى الهرم والنيل ووصف مصر القديمة والمعاصرة ، كما اتسعت أحلامه ونزف قلمه دماً وهو يسجل تاريخنا الحديث في : العراق ، وسوريا ، وفلسطين ، ولبنان ، كما امتدت نظرته لقضايانا الإسلامية في : إيران والبوسنة والشيشان ، وغيرها من القضايا الإسلامية ، حيث وصف لنا المعاناة التي يشهدها المسلمون العرب لدفاعهم عن الإسلام والعروبة وغير ذلك . (4) لقد كان كامل عيد رمضان عاشقاً أصيلاً لسيناء ، دافع عنها ضمن كتائب رجال المقاومة الشعبية وشاهد – كما حكى لنا عند مجيئه لسيناء منذ عامين – كيف كان يستشهد الرجال وهم يناضلون في معركة الشهامة والكرامة والكبرياء ، إنهم الرجال الذين عرفوا لغة النخيل فتعلموا منها عدم الانحناء للعواصف لذا كانوا يحفظون قول الشاعر العربي : إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام إنها العزة من أجل النصر والحرية ضد المستعمر الإسرائيلي الغاشم ، وكان شاعرنا أحد هؤلاء الأبطال الذين انطلقت رصاصاتهم كالرعد في صحراء سيناء ، صحراء المقاومة من أجل الكرامة الوطنية ، كما كان ضمن فرقة ( أولاد الأرض ) التي أسسها الكابتن غزالي شاعر السويس الكبير ، وأحد رجال المقاومة أيضاً ، فكانت المقاومة بالقلم والقصيدة ، وبالمدفع والرصاص أيضاً ، لقد كانت معركة للثقافة ضد القهر والظلم والاحتلال ، فانتصر القلم ، وخرجت أغاني المقاومة الشعبية تحث على المقاومة والنصر : وعضم ولادنا نِلمُّه نِلمُّه ونعمل منه مدافع .. وندافع ونجيب النصر هدية لمصر هذا ولقد ذكر لي شاعرنا ولأدباء سيناء : المرحوم / الشيخ محمد عايش عبيد ، حسونة فتحي ، زين العابدين الشريف ، محمد ناجى حبيشة ، عبد الكريم الشعراوي ، عبد القادر عياد ، سمير محسن ، أحمد أبو حج ، د.صلاح فاروق ، عبدالله السلايمة ، مصطفى آدم ، محمود فخر الدين ، أشرف حسونة ، أسامة أبو الوفا ، شحاتة أبو جالوس ، عبدالهادى محمد السيد ، عوض عبدالستار ، زكريا الرطيل وغيرهم ، بأنه كان يتمنى أن يموت – فى المعركة عام 1973م ، على أرض سيناء فيكون شهيداً ، وها هي أمنيته قد تحققت فتوفى على أرض سيناء وهو يناضل بالكلمة أيضاً فكان شهيداً ، ومات بالذبحة الصدرية بيننا في مستشفى العريش العام بحضور أدباء سيناء ، ومدير الثقافة ، وسكرتيرعام المحافظة ومدير مستشفى العريش العام ، وبحضور الكابتن غزالي ، فتحقق حلمه فكان شهيد القلم ، وفارس المقاومة في الميدان . (5) أقول : ليلة أن استشهد الشاعر / كامل عيد رمضان في سيناء ، ولا أقول ليلة أن مات في سيناء ، فقد كانت ليلة ربيعية ، وكان القمر يتوسط السماء كالبدر ، وقد حضر ومعه الكابتن غزالي للاحتفال بأعياد سيناء 25 إبريل 2009م ، وقد التقيتهما بصحبة الشاعر / محمد ناجى حبيشة في مقهى ليلتي ، وكنا نشرب القهوة ونتبادل التحية ، بينما كان زميلنا / محمد ناجى يتبادل معه النكات واتلضحكات ، فقد كان – رحمه الله – خفيف الظل ولقد لاحظت ليلتها أنه هادئ جداً إلا أنه كان مبتسماً ، وقد ذكر الموت ، وحدثنا عن آخر قصيدة له بعنوان حياة ، كما سأل عن اسم الشارع الذي يجاور المقهى فقلت له : إنه شارع شكري القوتلى فقال : ( ياه ... هو لسه يا بني يا حاتم فيه ناس بتذكر هذا الرجل البطل .. ) ثم انتقلنا بعد ذلك إلى مبنى الهيئة العامة للاستعلامات – مبنى الإعلام – وقد تأخرت الندوة بسبب عدم حضور المحافظ اللواء / محمد عبد الفضيل شوشة ، لكن جاء اللواء / أحمد كامل السكرتير العام المساعد لتبدأ الندوة متأخرة قليلاً حينها قال لي ولصديقي الشاعر / عبد الكريم الشعراوي : ( فرصة أشرب سيجارة ) وكانت آخر سيجارة له في الحياة ، ثم بدأت الأمسية الشعرية بعرض بانورامي عن انتصارات أكتوبر والمقاومة الشعبية ، وكان أن بدأت الأمسية وحلّق شاعرنا / كامل عيد رمضان وهو ينشد الشعر بقصيدة حول الموت والوطن والإنسان وكان اسم القصيدة ( حياة ) ، إلا أن صوته كان ضعيفاً بعض الشيء ، وبعد الانتهاء من الأمسية بمبنى الإعلام وجدناه يمسك صدره ورقبته ويقول : أشعر بدوار وباختناق فأسرعنا بإحضار الماء وحملناه إلى سيارة أ/ حاتم عليوة مدير قصر الثقافة ، وركبنا معه ، وحملناه إلى الاستقبال بمستشفى العريش العام ، وهرع الأدباء ومدير الثقافة وسكرتير عام المحافظة ورجال الإعلام والصحافة ومدير مكتب الأهرام إلى المستشفى ، إلا أن الطبيب المعالج قد أمر بنقله إلى العناية المركزة وسألنا الطبيب : هل يعانى شاعرنا من ضغط أو سكر، فأسرعنا لسؤال الكابتن غزالي – والذي بدا عليه الذهول والرهبة – فوجدنا الشاعر / كامل عيد - رحمه الله – يرد على الطبيب برباطة جأش ،وذهن حاضر : لا ، فأحسسنا بالاطمئنان على حالته ، وبعد دخوله غرفة العناية المركزة ، سألت الطبيب عن حالته فقال : إنها ذبحة صدرية فأدركت على الفور خطورة الموقف ، وطلب منى الأصدقاء اخطار عائلته فتشاورنا جميعاً مع الكابتن غزالي ، وكنت مصراً على عدم اخبار أهله فقد تتحسن حالته ، ولكن بعد نصف ساعة فاجئنا الطبيب بخبر الوفاة فوجمنا صامتين ، وعندها اتصلنا بابنتيه وطلبنا من ابنته د/ أماني عدم مجيء أحد من أهله ، وكان اصرار الأدباء في سيناء على تشييع جنازته ، ومرافقة جثمانه من العريش إلى السويس ، وقامت المحافظة بتوفير عربة إسعاف لنقل الجثمان ، وركب مع السيارة الشاعر / حسونة فتحي ، وأصر أ/ محمد أحمد عبد العظيم مدير عام ثقافة شمال سيناء على مرافقة الشعراء ، وركبنا ميكروباصاً إلى السويس ، وهناك قابلنا الشعراء والأصدقاء : الروائى / محمد الراوى ، ماهر المنشاوي ، على المنجى ، صالح السيد ، د/ على السويسي .. وغيرهم ، وكان منظر الجنازة مهيباً حيث أرسل محافظ السويس مندوباً عنه لحضور الجنازة كما حضر شعراء وأدباء السويس ، وحضر أ/ محمد الشيمي رئيس إقليم القناة وسيناء الثقافي ، وكانت جنازته عظيمة ومهيبة وفاجعة أيضاً . رحم الله شاعرنا الكبير / كامل عيد رمضان الشاعر الإنسان ، والمترجم ، والفنان التشكيلي ، ورجل المقاومة الشعبية ، وجيفارا السويس . حاتم عبد الهادي السيد عضو اتحاد كتاب مصر
|
|
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 9967 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17677 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: بورتريه : جيفارا السويس كامل عيد رمضان 25/10/2009, 20:52 | |
| |
|