.
مامن واحد من الناس إلا وتجرع مرارة المصيبة في حياته
وهناك أربعة أنواع من البشر تجدهم عند أي مصيبة تلحق بك
الأول : تجده معك كتف بكتف ويد بيد حتي يقيل عثرتك ويجاهد معك بحسن العزاء ويكون عونا لك علي الدنيا ونوائبها . يتوجع لوجعك ويتهلل لفرحك . . . وهؤلاء في حياتك كليلة القدر ندرة . فهي ليلة واحدة في سنة كاملة
*****
الثاني : يحسبهم الناس أنهم من دائرة محبيك يعلنون للمجتمع أنهم من عشاقك . المتيمين بك . الباغين لك خيرا . يبكون للناس إذا ما أصابك مكروه ولكن وسط دموعهم يقولون عنك كلمة عن قصد تشينك فيصدقها الناس ويؤمنوا بها لأنها جائت من حبيب لك كما يظنون . . أما هؤلاء فأمامك يبارزونك بوقاحتهم ويلمزوك بمعايرتهم في أمر لا أحد يملك لنفسه فيه ضرا ولا نفعا . شامتون شتامون . أمام الناس عشاق لنعلك وأمامك أفاعي تطلق سما و نارا
*****
الثالث : كان يهلل لك ويتخادع لك طالما كنت قويا منتصرا . وما إن تبدو منك لحظة ضعف وثب عليك كالذئب بلسانه ينهش كل ما طالته أحقاده منك . فجرة . قذرة . لا يعرفون من الدين إلا كلمة مكتوبة في بطاقة الهوية
*****
الرابع : كائن حكم علي نفسه بأن تعده في الموتي رغم حياته . . بل ربما نصرك وآزرك ميت في رؤية منام . . أما هو . فلا وجود له لا في حلم ولا علم . . . هو يراه الناس غصن وارف الأوراق وربما يحسدك عليه الحاسدون . وحقيقته أنه يميل مع كل ريح
فتراه في كل جانب تارة فلا تستظل به ولا تتقي به شمس أهل الحقارة والقذارة محسوب عليك أنه من أنصارك وسكوته عما يصيبك يضاعف أضرارك
*****
أكرم عبد القوي