الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

  العرب اليوم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رحال نت
مشرف
مشرف
رحال نت

ذكر
عدد الرسائل : 420
 العرب اليوم 110
بلد الإقامة : جده السعودية
احترام القوانين :  العرب اليوم 111010
العمل :  العرب اليوم Profes10
الحالة :  العرب اليوم Mzboot11
نقاط : 5412
ترشيحات : 8
الأوســــــــــمة :  العرب اليوم 311

 العرب اليوم Empty
مُساهمةموضوع: العرب اليوم    العرب اليوم I_icon_minitime9/3/2011, 09:58


لا أدري ما هو سبب هذه الرغبة الملّحة – التي لا تكاد تهدأ – في الكتابة عن حال العرب؟ هل هي لاستنهاض هممهم إن كان فيهم بقية شيء من همة ينهضون بها؟ أم هي تنفيس عن الشعور بالأسى المضني والحزن الممض اللذين يملآن النفس ويفيضان؟ أم هي مجرد رثاء ووقوف على الأطلال؟

قد تكون كل ذلك أو بعضه...

فالعرب قد كبوا كبوة، ثم غفوا غفوة تستوجب على كل صاحب فكر وحامل قلم أن يحاول إيقاظهم من غفوتهم ومن ثم استنهاضهم للوقوف من كبوتهم.

أما كون الكتابة عن حال العرب تنفيساً عن الشعور بالأسى، فليت أن الكتابة تنفّس شيئاً عن ذلك الشعور، فحالهم قد ملأت الصدر قيحاً والقلب غيظاً وكالت دواخلنا حزناً بالمكيال الكبير. إنها حال تفتت الكبد وتوقد بين الجنبات ناراً، فهل تطفئ الكتابة شيئاً من لهيب تلك النار، أم هل تبرد شيئاً من ألم ذلك الحزن؟ ليت ذلك يكون!

أما كون الكتابة عن العرب وقوفاً على الأطلال، فإن فعلنا ذلك فلا لوم، فهي عادة من سلف من كبار شعرائنا، أن يقفوا على الأطلال، ويذرفوا الدمع عليها وعلى عصورها الخوالي وأيام مجدها الماضيات، ثم إذا اعتبرنا الكتابة عن حال العرب اليوم وقوفاً على الأطلال، فهل أمة العرب اليوم إلا أطلال، وهل الأطلال إلا ما انهار من المباني وما زال من المعاني، وما أصبح أثراً بعد عين من مظاهر الحضارة؟

فأمة العرب اليوم ما هي إلا أطلال لأمة العرب بالأمس، فأمتنا بالأمس كانت أمة قوية مهابة، ونحن اليوم ضعفاء نخاف حتى من ظلنا، وأمتنا بالأمس كانت أمة عزيزة بإسلامها والتمسك بثوابتها وتقاليدها.

هذه هي حال الأمة شئنا أم أبينا. شتات وحروب وضعف وانكسار، وقد امتد ذلك على مدى أكثر من خمسة عقود، وهي فترة طويلة في عمر الدول، من دون ان يحرك النظام العربي الضعيف ساكناً، ويخطو الى الأمام، فانقضت عليه الدول تقسمه إلى أجزاء، تنهب ثرواته وتقتل رجاله ونساءه وأطفاله، وتنتقص من سيادته وهيبته وكرامته!

هذا شعور كل عربي ومسلم غيور أينما كان، وما حدث ويحدث للعرب يحكي قصة ما آلت إليه حال العرب والمسلمين. ضعف وهوان، تفكك وتشرذم، هانوا على أنفسهم، فهانوا على أعدائهم!

فنحن اليوم أصبحنا أمة أدمنت الذل والانكسار وتكالبت علينا الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها لأننا تخلينا عن أسباب عزنا وعزتنا، وأمتنا بالأمس كانت أكثر الأمم تقدماً علمياً وعسكرياً وثقافياً واقتصادياً، ونحن اليوم في مؤخرة الأمم وأكثرها تخلفاً علمياً واقتصادياً وصناعياً وعسكرياً.

كان أسلافنا أسياد العالم وقادته وأصبحنا نحن من ضعفنا أتباعاً لا نملك من أمر أنفسنا شيئاً.

هذه إذاً حالنا، ضعف بعد قوة، وذل بعد عز، وتخلف بعد تقدم، وتشتت بعد تماسك، وانقياد بعد عزة وإباء، فماذا نقول عن أمتنا اليوم إلا أنها أطلال لأمة الأمس؟

فمن يلومنا إن قلنا إن كتابتنا عن العرب وقوف على الأطلال، وبكاء على ما آلت إليه الحال؟

إن قناعتي هي انه مهما كانت أسباب الكتابة عن حال العرب فيجب إن يستمر كل الكتاب والمفكرين وأصحاب الرأي في الكتابة عن ذلك بجدية وإلحاح، فإننا بكتابتنا نلقي حجراً على سطح مياه الأمة الراكدة علّه يحدث بعض حراك.

وإذا كانت الأمة قد فقدت القدرة على رد الضربات عن جسمها الهزيل، فإن كتاباتنا ما هي إلا أنات وآهات تثبت أن الأمة لم تفقد إحساسها بالألم بعد كثرة ما نزل بها من ضربات، كما تثبت أن الأمة ما زال بها شيء من حياة.

إن حال أمتنا تدعو فعلاً لنفث الآهات وزفر الأنات والحسرات بل وسكب العبرات، وتدعو لليأس، وتسلم أكثر النفوس تفاؤلاً للقنوط والإحباط. كيف لا ننفث الآهات والأنات وتخرج كلماتنا مغموسة باليأس، ونحن نرى حال العرب المزرية المؤسفة، والدرك السحيق الذي هوت إليه؟!

وان ما يزيد الآهات حرارة المقارنة بين ماضي الأمة وحاضرها، وما يزيد اليأس عمقاً استسلام الأمة تماماً لأسباب الضعف. وكيف لا نشعر باليأس، وقد أصبحنا ننظر في الأفق علنا نرى بصيص نور ينبئ بمستقبل أفضل يخلص الأمة من هذا الحاضر البائس التعيس فلا نرى إلا ظلماً يلفه ظلام؟ وكيف لا تأتي كلمات الكتابة عن حال العرب مغموسة بالأسى والحزن وأمتنا تعيش ضعفاً مزرياً وانكساراً مهيناً وخوراً مذلاً؟

ولو أننا ندبنا كما تندب النساء: واحسرتاه .. واضيعتاه .. وا ذل عرباه.. ما لامنا أحد، فأمتنا بلغت من الضعف والهوان ما هو كالموت، واستحقت أن يقام عليها مأتم وعويل.

كيف كنا وكيف أصبحنا؟ انه السؤال (السكين) الذي يجرح الدواخل جرحاً عميقاً ويدميها دماً عبيطاً ويهز النفس هزاً عنيفاً، ويستدعي الحسرات والعبرات والآهات. لقد بلغنا الدرك الأسفل من الضعف، وهنّا على أعدائنا، فلم يعودوا يقيمون لنا وزناً، أو يسمعون لنا صوتاً، أو يحفظون لنا مكانة.

كنا – والله – الأمة التي تقود العالم قوة واقتداراً. كنا -والله – الأمة التي ترتجف لصوتها قلوب القياصرة والأباطرة وترتجف له فرائصهم، وبذا استطاع المسلمون في صدر الإسلام وعددهم لا يتجاوز 130 ألفاً فتح نصف الكرة الأرضية المعروفة في زمانهم، واليوم يبلغ تعداد المسلمين نحو 1.6 بليون نسمة، وهم عاجزون عن الوقوف في وجه اليهود الذين احتلوا أرضهم وقدسهم وعددهم لا يزيد على 4 ملايين نسمة جاؤوا من كل أصقاع الأرض!

كنا في العلم رؤوساً وفي الحروب فؤوساً وفي الصفوف إماماً. بلادنا أكثر البلاد عمراناً، أعز الناس نفراً، وساحاتنا أكثر الساحات أمناً، جانبنا مهاب، وكلمتنا مسموعة، وكرامتنا موفورة، لا يتجرأ علينا متجرئ ولا يتعدى معنا سفيه حدوده، أهدافنا سامية ووسائلنا لهذه الأهداف ماضية تبلغ بنا الغايات وتحقق لنا مجداً تليداً وعزاً أكيداً ومكانة بين الأمم سامية رفيعة.

ولكن – وما أقسى لكن هذه – تغيرت الحال وساء المآل، وقلبت لنا الدنيا ظهر المجن، فأصبحنا أضعف الأمم قوة وأكثرها تخلفاً، وأقلها شأناً، وأهونها على الناس، فبعدما كنا نقود العالم فيتبعنا طوعاً أو كرهاً أصبحنا أمة تقاد ولا تقود.

وبعد أن كانت كلمتنا تهز الأرض كما تهز قلوب الرجال، أصبحت لا تخيف دولة محتلة مثل الدولة العبرية، ولا تجد سامعاً، وإن سمعت لا تجد مطيعاً ولا حتى متعاطفاً، فقوة الكلمة من قوة صاحبها، ونحن لا نملك من القوة حتى ما يقيم أصلابنا.

وشعرت الأمم بتمزقنا وضعفنا فتطاول علينا كل متطاول، فأصبحنا غير مهابي الجانب، خيراتنا منهوبة، وساحاتنا أقل الساحات أمناً وأكثرها ظلماً.

أهدافنا غير واضحة - دعك من أن تكون سامية - ووسائلنا إليها غير ماضية ولا توصل إلى غاية، فلا عز ولا مجد ولا مكانة بين الأمم ولا حتى مستقبل، لأن المستقبل يبنى والبناء يحتاج إرادة قوية، ونحن لا نملك لا إرادة ولا قوة، وقد أسلمنا الحضيض الذي بلغناه إلى اليأس، حتى لم تعد عندنا رغبة في النهوض.

* رئيس مركز الخليج العربي للطاقة والدراسات الاستراتيجية.


قارس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوجمال
مراقب عام
مراقب عام
ابوجمال

ذكر
عدد الرسائل : 1824
 العرب اليوم 110
بلد الإقامة : السعودية
احترام القوانين :  العرب اليوم 111010
العمل :  العرب اليوم Profes10
الحالة :  العرب اليوم 1210
نقاط : 7057
ترشيحات : 32
الأوســــــــــمة :  العرب اليوم 888810

 العرب اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرب اليوم    العرب اليوم I_icon_minitime10/3/2011, 11:36

أشكرك أخي الكريم

لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم

حالنا لايرضي أحد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود خيري
المدير الإداري
المدير الإداري
محمود خيري

ذكر
عدد الرسائل : 3775
 العرب اليوم 210
بلد الإقامة : الفيوم
احترام القوانين :  العرب اليوم 111010
العمل :  العرب اليوم Engine10
الحالة :  العرب اليوم Mzboot11
نقاط : 9337
ترشيحات : 48
الأوســــــــــمة :  العرب اليوم 888810

 العرب اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرب اليوم    العرب اليوم I_icon_minitime10/3/2011, 20:39

من كره الحياة بسبب شخص




كمن احرق بيته من اجل حشره
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحال نت
مشرف
مشرف
رحال نت

ذكر
عدد الرسائل : 420
 العرب اليوم 110
بلد الإقامة : جده السعودية
احترام القوانين :  العرب اليوم 111010
العمل :  العرب اليوم Profes10
الحالة :  العرب اليوم Mzboot11
نقاط : 5412
ترشيحات : 8
الأوســــــــــمة :  العرب اليوم 311

 العرب اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرب اليوم    العرب اليوم I_icon_minitime12/3/2011, 05:36

اشكر مرورك الكريم اخي ابوجمال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحال نت
مشرف
مشرف
رحال نت

ذكر
عدد الرسائل : 420
 العرب اليوم 110
بلد الإقامة : جده السعودية
احترام القوانين :  العرب اليوم 111010
العمل :  العرب اليوم Profes10
الحالة :  العرب اليوم Mzboot11
نقاط : 5412
ترشيحات : 8
الأوســــــــــمة :  العرب اليوم 311

 العرب اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرب اليوم    العرب اليوم I_icon_minitime12/3/2011, 05:37

اشكر مرورك اخي محمد خيري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
D.saad
شخصيات هامة
شخصيات هامة
D.saad

ذكر
العمر : 75
عدد الرسائل : 1927
 العرب اليوم 210
بلد الإقامة : جمهورية مصر العربية
احترام القوانين :  العرب اليوم 111010
العمل :  العرب اليوم Profes10
الحالة :  العرب اليوم 1210
نقاط : 8936
ترشيحات : 22
الأوســــــــــمة :  العرب اليوم 112

 العرب اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرب اليوم    العرب اليوم I_icon_minitime18/3/2011, 00:10

الابن رحال نت
لم تكن الكتابة النقدية يوما جلد للذات بقدر ما هي كشف للعيوب وإصلاح للسلبيات
وهذا في تصوري
موفق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العرب اليوم
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أشجع العرب وأجبن العرب وأحيل العرب
» اليوم انطلاق بطولة كأس العرب التاسعة بجدة والطائف
» العرب يودعون منافسات اليوم الأول في سباحة الأولمبياد
» العرب يدخلون التاريخ فى اليوم العاشر لأولمبياد لندن
» بطولة كأس مربي الخيل الأولى بالكويت تنطلق اليوم في بيت العرب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: