رأفت الجندى المدير الإداري
العمر : 65 عدد الرسائل : 9511 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 13230 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| موضوع: إقراض المحتاجين من فضائل الأعمال 8/9/2009, 23:49 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
إقراض المحتاجين من فضائل الأعمال ========================== لقال العلامة الدكتور يوسف القرضاوي خلال درس التراويح بالجامع الكبير بالدوحة إن الناس لا يستغنون في حياتهم عن القرض والمداينة، ولذلك شرع الله القرض لعباده، غير أنه سبحانه حدّ حدودا لا ينبغي لمسلم أن يتجاوزها، وطلب أن يتحلي كل من المقرض والمقترض، بالاخلاق الحسنة، إلا إن كثيرا من الناس قصروا في هذه الأحكام والآداب .
وبين أن إقراض المحتاجين من فضائل الأعمال، ففي الصحيحين عن عبدالله بن عمر- رضي الله عنهما- أن رسول الله قال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن سعي في قضاء حاجة أخيه، قضي الله حاجاته، ومن فرج عن أخيه كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة" فالقرض فعل معروف، وتفريج للضائقة عن المسلم وقضاء لحاجته.
وتحدث فضيلته عن آيه المداينة (282) في سورة البقرة التي تعتبر الآية الأطول في القرآن حيث قال إن الله سبحانه وتعالي ذكر في كتابه الحكيم : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَي أَجَلٍ مُسَمًّي فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَي وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَي أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَي أَلا تَرْتَابُوا إِلاّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ ألاّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم".
وشرح أن قوله تعالي: إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ أي: إذا تعاملتم بالدين، سواء كان هذا الدين قرضاً أو بيعاً أو سلماً، إِلَي أَجَلٍ مُسَمًّي فَاكْتُبُوهُ ، أي: إلي وقت معروف، وإلي شهر معلوم، أو يوم محدود فاكتبوه. وقوله: وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ أي: بالحق، فلا يكتب الدائن ولا المدين، وإنما يكتب بينهما طرف ثالث.
وقوله تعالي: وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ أي: يا أيها الكاتب يا من علمك الله الكتابة إذا دعيت لتكتب بين الناس كما علمك الله فعليك أن تخدم الناس. وقوله تعالي: وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ تأكيد. وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ، الذي عليه الحق هو المديون، وهو الذي يملي؛ لأنه بعيد من أن يفرض أو يزيد علي نفسه ما ليس واجباً عليها، وليملل بمعني: وليملي، ويملي ويملل: لغتان. وقوله تعالي: وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا أي: لا ينقص من هذا الدين الذي وجب عليه شيئاً. وقوله تعالي: فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ أي المدين سَفِيهًا ، والسفه هو: عدم إحسان النظر في المال، إما لصغر أو جنون، فإن كان هذا المدين سفيهاً، أَوْ ضَعِيفًا ، الضعيف كالصغير وشبهه، أو لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ أي: لا يستطيع أن يملي؛ لأن فيه بكماً أو صمماً أو عمي، أو غير ذلك من الأعذار، فإذا كان المدين سفيهاً أو ضعيفاً أو لا يستطيع أن يمل هو، فلا بد أن يولي عليه ولياً، قال تعالي: فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ أي: من له ولاية علي السفيه والصغير، كالأب والوصي، وَاسْتَشْهِدُوا أي: اطلبوا الشهادة، وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ ، هذا نص في أن شهادة الصبي لا تقبل، وأن شهادة الكافر لا تقبل ولقوله عز وجل: وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ أي: إن لم يوجد رجلان، قال الله عز وجل: فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ أي: فالشاهد رجل وامرأتان، أو فليشهد رجل وامرأتان، أو فليكن رجل وامرأتان ذلك لأن النساء شقائق الرجال .
وأشار إلى أنه لو دعوا هؤلاء الذين شهدوا على العقد إلى شهادة فليتقوا الله ولا يكتموها؛ لذا يجب توثيق الحقوق بين العباد حتي لاتضيع لأن هذه الشهادة يتم بها إثبات الحقوق، قال النبي صلي الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بخير الشهداء: من يؤد الشهادة قبل أن يسألها أي: أنه قبل أن يطلب منه الشهادة يؤديها حسبة لوجه الله عز وجل وكذلك الشهيد فلا يجوز للدائن أو المدين ترغيبه أو ترهيبه؛ من أجل أن يلوي لسانه بالشهادة، فيؤدي غير ما عرف، ولا يجوز الإضرار.
وأوضح القرضاوي أنه إذا أتاك أخوك المسلم في طلب دين، وكان عندك فضل مال، وزيادة عما يجب عليك لنفسك ولمن تعول، فأقرض أخاك ولا تبخل به يكن لك أجرا إذا احتسبت الأجر، ويكن لك ذكرا حسنا في دنياك وبعد موتك، وأيضا إذا أسلفت أخاك فلا يجوز أن تشترط قضاءه بأكثر منه؛ لأن اشتراط الزيادة في قضاء الدين ربا محض، سواء سمي ربا أم فائدة، أم غير ذلك. |
|
الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32782 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: إقراض المحتاجين من فضائل الأعمال 9/9/2009, 21:26 | |
| |
|