|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
هاجر رأفت الجندى مشرفة
عدد الرسائل : 567 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6922 ترشيحات : 1
| موضوع: ( زوجة موسى ) 20/2/2010, 13:58 | |
| زوجة الفراسة والحياء
( زوجة موسى )
يقول ابن مسعود: أفرس الناس ثلاثة ؛ صاحب يوسف حين قال لامرأته:
(أَكْرِمِى مَثْوَاهُ) [يوسف:21]، وصاحبة موسى حين قالت: (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ)
[القصص: 26]، وأبو بكر حين استخلف عمر بن الخطاب.
ولكن ما الذى أخرج موسى من مصر إلى أرض مدين فى جنوب فلسطين؛
ليتزوج من ابنة الرجل الصالح، ويرعى له الغنم عشر سنين ؟!
كان موسى يعيش فى مصر، وبينما هو يسير فى طريقه رأى رجلين يقتتلان؛
أحدهما من قومه "بنى إسرائيل"، والآخر من آل فرعون. وكان المصرى يريد
أن يسخِّر الإسرائيلى فى أداء بعض الأعمال، واستغاث الإسرائيلى بموسى،
فما كان منه إلا أن دفع المصرى بيده فمات على الفور، قال تعالي:
(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا
مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِى مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِى مِنْ عَدُوِّهِ
فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِين)[القصص: 15].
وفى اليوم التالى تشاجر اليهودى مع رجل آخر فاستغاث بموسى -عليه السلام-
مرة ثانية فقال له موسى: إنك لَغَوِى مُبين؛ فخاف الرجل وباح بالسِّرِّ عندما قال:
أتريد أن تقتلنى كما قتلت نفسًا بالأمس، فعلم فرعون وجنوده بخبر قتل موسى
للرجل، فجاء رجل من أقصى المدينة يحذر موسى، فأسرع بالخروج من مصر،
وهو يستغفر ربه قائلاً: (رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَاغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
[القصص :16].
وخرج موسى من مصر، وظل ينتقل حتى وصل إلى أرض مَدْين فى جنوب فلسطين،
وجلس موسى -عليه السلام- بالقرب من بئر، ولكنه رأى منظرًا لم يعجبه؛
حيث وجد الرعاة يسقون ماشيتهم من تلك البئر، وعلى مقربة منهم تقف
امرأتان تمنعان غنمهما عن ورود الماء؛ استحياءً من مزاحمة الرجال،
فأثر هذا المنظر فى نفس موسى؛ إذ كان الأولى أن تسقى المرأتان أغنامهما
أولاً، وأن يفسح لهما الرجال ويعينوهما، فذهب موسى إليهما وسألهما عن
أمرهما، فأخبرتاه بأنهما لا تستطيعان السقى إلا بعد أن ينتهى الرجال من سقى
ماشيتهم، وأبوهما شيخ كبير لا يستطيع القيام بهذا الأمر، فتقدم ليسقى لهما
كما ينبغى أن يفعل الرجال ذوو الشهامة، فزاحم الرجال وسقى لهما،
ثم اتجه نحو شجرة فاستظل بظلها، وأخذ يناجى ربه:
(رب إنى لما أنزلت إلى من خير فقير) [القصص: 24].
وعادت الفتاتان إلى أبيهما، فتعجب من عودتهما سريعًا. وكان من عادتهما
أن تمكثا وقتًا طويلا حتى تسقيا الأغنام، فسألهما عن السبب فى ذلك، فأخبرتاه
بقصة الرجل القوى الذى سقى لهما، وأدى لهما معروفًا دون أن يعرفهما،
أو يطلب أجرًا مقابل خدمته، وإنما فعل ذلك مروءة منه وفضلا.
وهنا يطلب الأب من إحدى ابنتيه أن تذهب لتدعوه، فجاءت إليه إحدى الفتاتين
تمشى على استحياء، لتبلغه دعوة أبيها: (إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا)
[القصص: 25]. واستجاب موسى للدعوة، فلما وصل إلى الشيخ وقصّ عليه قصته،
طمأنه الشيخ بقوله: (لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[القصص: 25].
وعندئذ سارعت إحدى الفتاتين -بما لها من فراسة وفطرة سليمة، فأشارت
على أبيها بما تراه صالحًا لهم ولموسى -عليه السلام-:
(قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِى الأَمِين)[القصص: 26].
فهى وأختها تعانيان من رعى الغنم، وتريد أن تكون امرأة مستورة،
لا تحتكّ بالرجال الغرباء فى المرعى والمسقي، فالمرأة العفيفة الروح
لا تستريح لمزاحمة الرجال. وموسى فتى لديه من القوة والأمانة ما يؤهله
للقيام بهذه المهمة، والفتاة تعرض رأيها بكل وضوح، ولا تخشى شيئًا، فهى
بريئة النفس، لطيفة الحسّ.
ويقتنع الشيخ الكبير لما ساقته ابنته من مبررات بأن موسى جدير بالعمل
عنده ومصاهرته، فقال له: (إِنِّى أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَى هَاتَيْنِ عَلَى
أَن تَأْجُرَنِى ثَمَانِى حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ
عَلَيْكَ سَتَجِدُنِى إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ قَالَ ذَلِكَ بَيْنِى وَبَيْنَكَ أَيَّمَا
الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَى وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ)[القصص :27-28].
ولـمَّا وَفَّى موسى الأجل وعمل فى خدمة صِهْرِه عشر سنين، أراد أن يرحل
إلى مصر، فوافق الشيخ ودعا له بالخير، فخرج ومعه امرأته وما أعطاه
الشيخ من الأغنام، فسار موسى من مدين إلى مصر.
وهكذا كانت زوجة موسى - رضى اللَّه عنها - نموذجًا للمؤمنة، ذات الفراسة
والحياء، وكانت قدوة فى الاهتمام باختيار الزوج الأمين العفيف. |
|
| |
يسرى محمد جاد مراقب عام
العمر : 63 عدد الرسائل : 5625 بلد الإقامة : جمهورية مصر العربية احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10705 ترشيحات : 62 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ( زوجة موسى ) 25/2/2010, 05:43 | |
| الأخت الموقرة
استاذتنا هاجر رأفت الجندي
بارك الله فيك و في مجهوداتك القيمة
و جزاك كل خير |
|
| |
رأفت الجندى المدير الإداري
العمر : 65 عدد الرسائل : 9511 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 13231 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ( زوجة موسى ) 1/3/2010, 18:17 | |
|
شكراً لكم على هذا الموضوع الجميل , افادني جداً. بارك الله فيكم , ودمتم في حفظ الله أرجو الله أن يجعله فى ميزان حسناتكم
|
|
| |
لواء محمد عبد المولى المستشار الأمني والقانوني
عدد الرسائل : 83 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 5643 ترشيحات : 0 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ( زوجة موسى ) 1/3/2010, 20:54 | |
| بارك الله فى ابنتنا الأستاذة
هاجر رأفت الجندى
كاتبة الموضوع القيم
أشكرها |
|
| |
صفاء الروح مراقب عام
عدد الرسائل : 3955 بلد الإقامة : أرض الإسلام احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 9808 ترشيحات : 102 الأوســــــــــمة :
| |
| |
روبى طه أحمد سعيد عضو جديد
عدد الرسائل : 12 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : نقاط : 5603 ترشيحات : 0
| موضوع: رد: ( زوجة موسى ) 2/3/2010, 19:49 | |
| |
|
| |
محمد عبد القوى مشرف
عدد الرسائل : 7866 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 15657 ترشيحات : 10
| موضوع: رد: ( زوجة موسى ) 2/3/2010, 22:58 | |
| شكرا لاستاذتنا هاجر رافت الجندى على هذا الاستعراض الجميل لاحدى القصص القرانى العظيمة وفى انتظار جديدك |
|
| |
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10156 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ( زوجة موسى ) 7/3/2010, 16:38 | |
| |
|
| |
نورهان مشرفة
عدد الرسائل : 54 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6347 ترشيحات : 0
| موضوع: رد: ( زوجة موسى ) 8/3/2010, 01:47 | |
| أختى الفاضلة استاذه
هاجر رأفت الجندى
أراك ما شاء الله نشيطة وملازمة القسم الإسلامى
بارك الله فيك وأعانك على ذكره وشكره وحسن عبادته
أشكرك على موضوع زوجة سيدنا موسى عليه السلام
|
|
| |
|