بسم الله الرحمن الرحيم
=============================
من أجل سعادة الأسرة
ابنتى الغالية ---- أختى الغالية
لكي ينزاح ستار الشقاء عن مسرح الهناء والسعادة، فترتقي عليه الأسرة، وتلعب دورها الطبيعي على صعيد النظام الاجتماعي الأفضل.. ولكي ينتشر عبير الهدوء، وعطر الاستقرار، وعبق الأمان في شرايين الأسرة، فتذكى، وتزهو في الحياة.. ولكي يرقد حب متبادل في قلب كل واحد من أفرادالعائلة.. ولكي تعايش الأسرة أضواء قناديل الهناء، والأمن، والدعة..
الأضواءالدافئة الهادئة التي تناسب في الأسرة، وتفتح خطاً من الضوء الأخضر على طريق مسيرةالأسرة في الدرب الحياتي الطويل، فتضفي عليها روعة وجمالاً وديعين، وتصيغها باعتدال واكتمال طافحين..
لكي يُحلّق كل هذا في الجو العائلي يجب أن يطبق النظام الإسلامي الرائع للعائلة، بكل خيوطه وامتداداته في داخل الأسرة على حلبة الواقع، فيجب أن يلتزم كل فرد منها بكامل مسؤولياته سواء في الأمور الهامة، أو الصغيرة ـ لا فرق ـأما تنفيذ بعض الواجبات، وإهمال واجبات أخرى، فإنه لن يؤدي إلى أية نتائج مفيدة، فيتقدم الأسرة وازدهارها
.
إن ترجمة الآمال العريضة التي يعيشها الزوجانفي العيش الهنيء إلى واقع عملي يؤكد التزام كل الأسرة زوجاً، وزوجة، وأولاداًبالنصائح التالية:
=================================
إلىالزوج..
1ـ لا تدع الهموم التي تنمو خارج أسوارالبيت، وبعيداً عن شؤون الأسرة أن تتسرب إلى داخل الأسرة، فتتراكم على الهمومالداخلية لتشكل معاً معول الهدم في كيان أسرتك التي تريدها أن تحيا سعيدة، رغيدة،هانئة.
2ـ إذا أردت أن تكون رب الأسرة الواقعي، ويكنّ لك كل أفراد الأسرةحباً واحتراماً حقيقيين، فلا تفرض آراءك على زوجتك وأولادك، ولا تشعرهم بأنك تتمتع بقوامة خاصة على شؤونهم، بحيث يشعرون بالتصاغر، والتخاذل أمامك.
3ـ استمرئ الطعام الذي يقدم إليك في البيت، ولا ترفع صراخك بالشتم والصياح إذا ما كان هناك نقص في الطعام بأن كان الملح ـ مثلاً ـ قد زاد عن المعتادأو نقص، فإن الزوجة ليست بقهرمانة، كما قال الإمام علي (عليهالسلام).
4ـ لا تأمل أبداً أن تجد عندما تدخل الدار كل متطلباتك منجزة، وكل أعمالك جاهزة، فزوجتك هي إنسانة، ولا تملك وسائل عجائبية لتنفيذ إرادتك.
5ـ لا تهشم عظام الآخرين حينما ينهشم قدح، أو آنية، ولا تكسر رؤوس البقية، حينما تتكسر مزهرية، أو ساعة منضدية، مثلاً،فقيمة الإنسان ليست مساوية، أبداً، لقيمة أي شيءثمين.
6ـ المشاكل التي تقف أمامك في الطريق، والأزمات التي تعصف بك،وتتطلب منك وضع الحلول الحاسمة لها، لا تعبأ بها، واصمد في وجه زوبعتها، لئلا تنتصرعليك فتسلبك هناءك، وسعادتك، واستقرارك، ولئلا تسدل الظلام على حياتك الهانئةالدافئة.
7ـ لا تقارن، أبداً، حياتك المعيشية بحياة الأصدقاء، والأقرباء الأثرياء، والذين يتمتعون بهناء أكثر منك، وبسعادة أطفح من سعادتك، لتشعر، دائماً، بأنك تعاني من الفقر، والشقاء، والجدب، وإنما قارنهابحياة أولئك الذين يعانون من قسوة المشاكل والأزمات التي لا تعرفها حياتك، لتلمس حينذاك بأنك تعيش حياة الترف، والرفاه العريضين.
8ـ لا تدع الابتسامة الحلوةتغادر شفتيك، وحتى لو كانت الهموم تغلف قلبك فاصطنع الابتسامةالحانية.
9ـ الكلمات البذيئة، والشتائم الحمقاء،لا تدعها تعكر صفو الجو العائلين ولا تجعلها تسربل الأسرة بشذوذ وفساد،وتعقيد.
10ـ تذكر: أنه مرّ خنزير أمام السيد المسيح، فقال له المسيح (عليه السلام): مُر بسلام! قيل: يا روح الله هذا خنزير؟ قال نعم، حتى لا يتعوّد لساني الكلام البذيء!
=========================================
إلى الزوجة..
1ـ دعي الابتسامة الحلوة ترقد على شفتيك،حينما تستقبلين زوجك في البيت، واستقبليه بحنين وعطف، وحيّيه باحترام وإكرام،وكلميه بحب وحنان، لتنفضي من روحه غبار الإرهاق والإعياء.
2ـ لا تخبئي لزوجك الانتقام، عندمايفاجئك بشتم، أو يذهلك بصفعة، فإن العفو شيمة الكرام، وبدل ذلك اشحنيه بدفء الحب،فسرعان ما يعثر على خطأه، ويعض على أنامله تحسراً، وخجلاً، وإذا لم تستطيعي ذلك،تمسكي بالصمت، ولا تصبي الزيت على النار!
3ـ إذا كنتِ تريدين أن ترسوسفينة زواجك على ميناء الأمن والسلامة، والدعة، فلا تدعي مائدة الطعام تتأخر عنالموعد المعتاد، ولا تدعي زوجك يمد يديه إلى الفراش ليبسطه ولا تدعيه يواجه إلاالنظافة فإنها من الإيمان.أولادك، داعبيهم بحب.. كلميهم بحنان.. أجيبيمتطلباتهم بعطف، فإن العنف لا يولد إلا العنف، والزجر لا يتفتق إلا عنالانهيار.
4ـ أولادكِ، حافظي على تربيتهم الصالحة،وازرعي فيهم بذور الأخلاق النبيلة، وطعّميهم بالآداب الفاضلة، وازرقيهم بالثقافةالإسلامية الراقية.
5ـ إطاعة زوجك في كل ما يجب تعني: غرزوتد عملاق في علاقتك الزوجية معه.. أطيعيه حتى ترقد حياتكما على سرير الأمن،والاستقرار الدافئين.
6ـ جمالك.. رشاقتك.. فساتينك الجمليةاستعرضيها على زوجك لكي يختار هو ما تلبسينه، حتى لا يمل من رقابةالحياة.8ـ احترمي زوجك، واحترمي أولادك، لكي يحترم بعضهم البعض ولكي تنشأعلاقتك معهم على أساس الودّ والاحترام المتبادلين.
=====================================
إلى الولد..
1ـ أطع والديك في كل شيء، واحترمهما،وكذلك بالنسبة لأخيك الأكبر، لتجد، دائماً، متطلباتك منجزة، ولينهمر عليك حبهم،وعطفهم، وتقديسهم لك.
2ـ تعاون مع والديك في إنجاز مهماتهما،وتحمل معهما مسؤوليات التعايش المرهقة.
3ـ لا تستبد بآرائك إذاتضاربت مع آراء والدك، أو والدتك فإنهما يعرفان مصالحك، ومصالح المجتمع، بحكممرورهما بتجارب الحياة أكثر منك. واعلم أنهما لا يريدان إلامصلحتك.
4ـ كن صديقاً مخلصاً لإخوانك.. تعاون معهم.. تحدث إليهم.. عايش،معهم، أجواءهم السعيدة أو التعيسة، واعلم أنهم يشكلون العمود الفقري لحياتك.. ابنِمعاملاتك معهم على ضوء هذه الحقيقة.
5ـ هاجر العبس، والتجهم،ودع الابتسامة تتراقص على شفتيك.. ودع الكلمات الحلوة، العذبة تغمر والديك،وإخوانك.. دع إجلالك واحترامك يسربلهم جميعاً.
6ـ لا تدع مجالاً في حياتك لتسرّب المشاكل والأزمات إليها، وإذا ما تسربت على حين غفلة منك، فلا تدعها تمنعكعن الاستمرار في الحنان، والحب، والمرح مع أفرادأسرتك.
7ـ لا تحسب أن والديك آلة لإنجاز أعمالك، وتحقيق آمالك، ولا تظنأنهما قد خلقا من أجل القيام بخدمتك فحسب، فلهما همومهما ومسؤولياتهماوأعمالهما.
8ـ إخوانك الصغار اغمرهم بحبك.. بعطفكوحنانك.
9ـ لا تستأثر بالجيد ـ من أي شيء كان ـ لنفسك بل قدم الآخرين ثم خذحصتك.
هذا.. والتجارب العائلية كفيلة بأن تتمخض لكل واحد من أفراد الأسرة عنالطريقة الفضلى في التعايش والتعاون، فلابد من الاحتفاظ بدفتر صغير لتسجيل كل مايكتشفه الإنسان في حياته من عوامل تماسك الأسرة وهنائها،وسعادتها