سيكون أمام المنتخب الأمريكي فرصة ذهبية لتكرار ما فعله المنتخب الدانماركي في كأس الأمم الأوروبية عام 1992 حيث سيواجه أبناء العم السام مساء الأحد المنتخب البرازيلي في نهائي كأس القارات بجنوب إفريقيا علي ملعب إليس بارك في جوهانسبرج.
وتعتبر مسيرة المنتخب الامريكي في بطولة القارات مشابهة الي حد كبير لمشوار المنتخب الدانماركي التاريخي في بطولة امم اوروبا عام 1992 حيث لم يكن المنتخب الدانماركي مرشحا للعب في البطولة من الأساس ولكنه شارك فيها بعد استبعاد يوغوسلافيا حينها لاسباب سياسية.
ودخل المنتخب الدانماركي البطولة وهو غير جاهز علي الاطلاق ووقع في مجموعة تضم كل من انجلترا والسويد (صاحبة الارض) وفرنسا، وتمكن من التعادل مع انجلترا في المباراة الاولي ثم خسر امام السويد في الثانية.
وقبل المباراة الثالثة توقع الجميع فوز المنتخب الفرنسي وتأهله ولكن المنتخب الدانماركي فاجئ الجميع وتمكن من اقصاء فرنسا حينها وتأهل للدور قبل النهائي ليفوز علي المنتخب الهولندي والذي كان يضم الثلاثي الشهير ماركو فان باستن وفرانك ريكارد ورود جوليت.
وتأهلت الدانمارك للمباراة النهائية لتلاقي المنتخب الألماني الذي كان حينها فائز للتو ببطولة كأس العالم 1990 وتوقع الجميع اتجاه اللقب لابطال العالم وقتها، ولكن المنتخب الدانماركي كسر كل التوقعات وتمكن من الفوز باللقب بعد تغلبه علي الالمان بهدفين نظيفين.
بالمثل بشكل كبير، مضي المنتخب الأمريكي في نفس المشوار في بطولة القارات الحالية، فبعد هزيمتين بالثلاثة في المجموعة الثانية للبطولة أمام كل من ايطاليا (1-3) والبرازيل ذاتها (3-0) ، لم يكن يتوقع اكبر المتفائلين للمنتخب الأمريكي انه سيكون متواجدا في المباراة النهائية للبطولة.
فقبل مباراته امام المنتخب المصري في الجولة الثالثة، كان جميع التقارير الاعلامية ومؤشرات الخبراء تنحصر حول المنافسة بين الفراعنة والمنتخب الايطالي علي خطف بطاقة التأهل الثانية في المجموعة مع المنتخب البرازيلي الذي كان قد حجز مقعده في الدور قبل النهائي بشكل كبير قبل مباراته الاخيرة امام ايطاليا.
ولكن جاء المنتخب الامريكي ليكسر ايضا كل التوقعات ويتمكن من اكتساح المنتخب المصري بثلاثية نظيفة في الوقت الذي نجح فيه المنتخب البرازيلي بالفوز بنفس النتيجة علي ايطاليا ليهدي بطاقة الترشح الي الامريكان وسط دهشة كل المتابعين للبطولة.
وعلي الرغم من ترشحه، واصلت التقارير الإعلامية مسيرتها في إضعاف فرصة الأمريكان في المضي قدما في البطولة حيث اكدت ان القدر اهدي المنتخب الاسباني منافس امريكا في الدور قبل النهائي، فرصة ذهبية للإعداد جيدا لملاقاة المنتخب البرازيلي في المباراة النهائية.
فتحت أي مقياس لم يكن احد ليتوقع ان يخرج المنتخب الاسباني بطل اوروبا ومتصدر تصنيف الفيفا للمنتخبات علي يد منتخب يضم بين صفوفه لاعبين معظمه ان لم يكن كلهم مغمورين بالنسبة لجمهور كرة القدم في العالم اجمع.
ولكن المنتخب الأمريكي جاء ليصعق الجميع وتمكن من إقصاء الأسبان وبنتيجة هدفين نظيفين في مفاجأة اقل ما يقال عليها انها كانت "صادمة" لجميع المتابعين خاصة وان التشكيل الاساسي للمنتخب الاسباني يضم صفوة لاعبي الدوريات الاوروبية بدء من الحارس ايكر كاسياس مرورا بتشابي وشيسك فابريجاس في خط الوسط وصولا الي فرناندو توريس وديفيد بيا في الهجوم.
الفوز الأمريكي أيضا وضع حدا لانتصارات إسبانيا المتتالية على الساحة الدولية والتي امتدت لـ15 مباراة متتالية الامر الذي اعتبر رقما قياسيا جديدا.
علي الجانب الاخر، يدخل المنتخب البرازيلي اللقاء وهو يملك اسبقية معنوية بعد فوزه الكبير علي المنتخب نفسه في دور المجموعات بثلاثية نظيفة سجلها جميعا في شوط واحد فقط.
ولكن المدير الفني دونجا يدرك تماما ان مباريات النهائي تختلف كليا عن مباريات تجميع النقاط كما انه يعلم ان المنتخب الذي سيواجه مساء الاحد يختلفا علي الناحية المعنوية تماما عن المنتخب الذي فاز عليه بثلاثية نظيفة منذ ايام قليلة.
الدافع الاكبر الذي سوف يكون في صف ابناء الكوباكابانا هو ان لقب العام الحالي سيكون الثالث في تاريخ بلاد السامبا في حال تحقيقه حيث سبق للفريق إحراز لقب البطولة مرتين عامي 1997 و2005.
كما يمثل اللقاء الفرصة الأخيرة لفابيانو للانفراد بلقب هداف الدورة إذا تمكن من التسجيل للمرة الرابعة، حيث يتساوى حاليا مع ثنائي إسبانيا دابيد بيا وفرناندو توريس ولكل منهم ثلاثة أهداف.