– تأتي مشاركة منتخب مصر الوطني الثانية في كأس القارات وسط تناقضات عديدة ومتباينة في الآراء والتحليلات، ويأتي التناقض الأبرز الذي يصب في مصلحة المقارنة بين جيل 1999 والجيل الحالي، حيث كانا أبطالا للقارة ولكن مع اختلاف الانجازات، حيث حقق الأول بطولة واحدة في مقابل حقق الجيل الحالي بطولتين في أربع سنوات مليئة بالأرقام التي لم تتحقق من قبل.
ويشارك منتخب مصر الوطني في النسخة الحالية لكأس القارات والتي تحتضنها جنوب إفريقيا في الفترة من 14 الي 28 يونيو الحالي ضمن المجموعة الثانية التي تم بجانبه منتخبات البرازيل وايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية.
الجوهري وجيل 1999 ضحية الأخطاء التحكيمية
كان لجيل منتخب مصر عام 1999 الأسبقية في المشاركة لأول مرة في كأس العالم للقارات والتي استضافتها المكسيك، ووقتها كان يقود مصر مديرها الفني القدير محمود الجوهري والذي طالته العديد من الانتقادات قبل السفر لبوركينا فاسو عام 1998 من اجل المعترك الإفريقي، وحقق وقتها هذا الفريق لقب أمم أفريقيا وسط ذهول كل المتابعين الذين لم يتوقعوا لهذا المنتخب مجرد الصعود للدور الثاني.
وواجه هذا الجيل التحديات التي كادت تعصف به قبل الفوز بلقب أمم إفريقيا أهمها فترة الإعداد الهزيلة والمستوي المتدني لمعظم نجومه علي رأسهم الهداف حسام حسن الذي ظل عاما كاملا صائما عن التهديف، ومع ذلك راهن الجوهري عليه ونال لقب هداف أمم إفريقيا 1998، وشد منتخب مصر رحاله الي أمريكا الشمالية حيث كاس القارات التي أقيمت في المكسيك، وأوقعته القرعة ضمن المجموعة الأولي مع صاحبة الأرض وبوليفيا والسعودية.
ولم يكن اشد المتفائلين يتوقع ان يذهب هذا المنتخب بعيدا في تلك البطولة علي الرغم من حصوله علي اللقب الإفريقي، ولكنه تعادل في مباراته الأولي مع بوليفيا 2-2 وسجل لمصر عبد الستار صبري وياسر رضوان، وكانت المباراة الثانية أمام صاحبة الأرض المكسيك التي كانت وقتها في أوج قمتها بعد أداء أكثر من رائع في كأس العالم 1998، لتتعادل مصر 2-2 أيضا بعد أداء رجولي رائع لنجوم مصر رغم لعبهم بعشرة لاعبين بعد طرد ياسر رضوان وسجل وقتها لمصر احمد حسن وسمير كمونة.
وتوقع الجميع عقب هاتين النتيجتين ان يفوز المصريون في اللقاء الثالث أمام السعودية والصعود لقبل نهائي البطولة، ولكن جاءت جميع الظروف ضد مصر بداية من التحكيم ونهاية بالظروف غير الطبيعية التي واكبت هذا اللقاء الذي أثار جدلا واسعا وقتها، ليلقي المنتخب المصري هزيمة كاسحة قوامها خمسة أهداف لهدف ويودع البطولة ويتم الإطاحة بالجوهري.
شحاتة يخشى ان يكون ضحية البرازيل وايطاليا
حاليا يواجه منتخب مصر ظروفا مغايرة لما كان عليه منتخب 1999، فهو بطل القارة لنسختين متتاليتين، ولكن الإرهاق الذي عاني منه اللاعبين علي مدار خمس سنوات نال من إبداع النجوم التي تلألأت علي ملاعب إفريقيا، ولم يعد منتخب مصر هو نفسه الذي صال وجال وفاز علي عتاة الكرة الإفريقية وتفوق أداء ونتيجة في اكبر محفل إفريقي.
يقع المنتخب المصري حاليا تحت ضغط تراجع المستوي الفني والخططي والبدني، وهو ما يخشى منه الجميع في كأس العالم للقارات التي سيفتتح أولي مواجهته بلقاء منتخب السامبا البرازيلي صاحب السمعة الكبيرة في عالم الكرة وصاحب خمس ألقاب لبطولة العالم، لذا يتمني جميع عشاق علم مصر ان يفعل المصريون ما لم ولن يتوقعه احد ويذهب بعيدا في تلك البطولة.
ويعمل شحاتة طوال الفترة الأخيرة التي سبقت السفر الي جنوب إفريقيا علي تأهيل لاعبيه نفسيا عقب الانحدار الرهيب الذي واكب التعادل مع زامبيا والهزيمة القاسية من الجزائر في تصفيات المونديال، ورغم هاتان النتيجتان إلا إن جميع المشاركين في مجموعة مصر ابدوا احتراما لهذا المنتخب صاحب السمعة الكبيرة مشيرين إلي ان هذه الهزات حدثت لجميع المنتخبات الكبيرة وهذا هو فارق الثقافة.
ويعرف جميع لاعبو المنتخب المصري ان تحسين الصورة لن يكون بالأمر السهل في تلك البطولة العالمية، وان كان كل المتابعين والخبراء أكدوا علي إمكانية الفعل وعدم انتظار ردة الفعل من المصريين، حيث تملك مصر سلاحا هاما وهو انجاز المهمة بشكل جيد في البطولات المجمعة مثلما حدث في كأسي إفريقيا 2006 و2008 بعكس المباريات ذات الفترات الزمنية المتفرقة.
حسن والحضري شاهدان علي الأحداث
يبقي الإشارة إلي ان كابتن منتخب مصر احمد حسن لاعب الأهلي وعصام الحضري أفضل حارس في إفريقيا هما الوحيدان اللذان شاركا مع الكابتن محمود الجوهري وحاليا مع حسن شحاتة في بطولتي كأس العالم للقارات 1999 و2009، وكان اللاعبان أيضا قد شهدا فوز مصر بثلاثة ألقاب افريقية أعوام 1998 و2006 و2008 ليكتبا اسميهما بأحرف من ذهب في سجل المسابقات الدولية التي شارك بها منتخب مصر الوطني.