الخجل
هو حالة معقدة تشتمل على إحساس سلبي بالذات او إحساس بالنقص، أو الدونية. يجد صاحبها صعوبة في التركيز على ما يجري من حوله، وبالتالي يصبح عاجزاً عن إقامة علاقات مع زملائه ورفاقه ومعظم منَ حوله، لذا، فهو يعاني من الوحدة. وقد يفضي به الأمر إلى الشعور بالرهبة والخوف من طرح الاسئلة خوفاً من الصد. وما التوتر والارتباك وصعوبة التركيز إلا إشارات واضحة من عدة إشارات أخرى تدل على تمكُّّن الحياء من الشخص.
الأعراض :
للخجل اعراض سلوكية واعراض جسدية واعراض انفعالية داخلية .
أ.اعراض سلوكية وتشمل:
1. قلة التحدث والكلام بحضور الغرباء.
2. النظر دائما لأي شيء عدا من يتحدث معه.
3. تجنب لقاء الغرباء أو الأفراد غير المعروفين له.
4. مشاعر ضيق عند الاضطرار للبدء بالحديث أولا.
5.عدم القدرة على الحديث والتكلم في المناسبات الاجتماعية والشعور بالإحراج الشديد إذا تم تكليفه بذلك.
6. التردد الشديد في التطوع لأداء مهام فردية أو اجتماعية (أي مع الآخرين).
ب. أعراض جسدية تشمل:
1. زيادة النبض، إحمرار الوجه،الإرتباك،التوتر،
2. مشاكل وآلام في المعدة.
3. رطوبة وعرق زائد في اليدين والكفين.
4. دقات قلب قوية.
5. جفاف في الفم والحلق.
6. الارتجاف والارتعاش اللاإرادي.
ج. أعراض انفعالية داخلية (مشاعر نفسية داخلية) وتشمل:
1. الشعور والتركيز على النفس.
2. الشعور بالإحراج.
3. الشعور بعدم الأمان.
4. محاولة البقاء بعيدا عن الأضواء.
5. الشعور بالنقص.
أسباب الخجل :
اسباب الخجل عديدة منها وراثية،بيئية، تربوية، إذ يتعود الطفل على الإنزواء كلما زار اهله أحد ما ويخاف من مقابلة الناس. وهناك أسباب صحية مثل نقص التغذية عند الحامل أو إصابتها باضطرابات نفسية تترك أثرها على الجهاز العصبي للجنين. كما أن الخجل يمكن أن ينبع من تجارب اجتماعية،ويخامر المرءشعور شديد بالذات وكأن الدنيا كلها تنظر اليه. وهو يخاف من تقييم الآخرين السلبي، فإن جرى تقييمه بشكل سلبي ، يشعر عندها بعدم الكفاءة ويتحول هذا الشعور إلى خجل يطول أمره. وهذا الخجل موقف ذهني.
والشخص الخجول لا يختار الخطوات الجريئة، ويؤثر خطاه المترددة الجبانه، فيقوم بعمله دون ثقة، ما ينم عن شخصية ضعيفة كما أنه لا يمكن أن يقوم بالمبادرة في أمر يتطلب منه ذلك، أما المجازفة فلا يقربها.
وهناك وسائل متعددة للتغلب على الخجل منها:
1. عدم انتقاد تصرفات الشخص الخجول أمام الآخرين أو وصفه بأية صفة سلبية أمام أي كان .
2. على الشخص الخجول أن يتعلم فن الإسترخاء، فمن حسناته أنه يهدىء الاضطراب ويقلل من تسارع دقات القلب وتضرج الخدين.
3. تدريب النفس على مقابلة ومواجهة الآخرين والتحدث اليهم بشجاعة.
4. على الأهل عدم القلق الزائد المبالغ فيه على اطفالهم كي لا ينشأوا على عدم الاختلاط وتفضيل الإنطواء .
5. عدم ثناء الاهل ومدحهم لشقيق الطفل الخجول امامه، فذلك يضعف ثقته بنفسه ويسبب له الحرج والخجل.
6. تعويد الطفل على الاندماج في المجتمع واختلاطه بالآخرين
7.عدم القسوة على الطفل لدى ارتكابه خطأ ما، فتكرار ذلك يؤدي إلى شعوره بالنقص.
8. عدم إشعار الطفل بالنقص بسبب وجود عيب خلقي دائم كالعرج أو التأتأة وغيرها .
وهذا اذا زاد عن حده ينتج عنه...
الرهاب الإجتماعي Social Phobia
هو الخوف القوي والمستمر من الوضع (أو النشاط) الاجتماعي الذي يتوقع منه الإحراج في مكان يحتوي على عدد محدود من الناس حول المريض كالمطاعم والفصول الدراسية والحفلات الصغيرة والحديث مع شخص آخر وبالذات الغرباء وذوي النفوذ وهكذا.وليست الأماكن التي تحوي أعداد غفيرة من الناس كالأسواق الكبرى والمزدحمة.
المريض نفسه يشعر أن خوفه مبالغ فيه وليس هناك ما يدعو له ولكنه لا يستطيع التحكم والسيطرة على هذا الخوف. يؤدي هذا المرض للكثير من الشعور بالضيق لدى المريض كما أنه قد يؤدي إلى عرقلة الكثير من أنشطته الحياتية اليومية بل قد يقتل طموحه في النجاح والتقدم في الحياة نتيجة شعوره بانعدام ((الثقة بالنفس)) وعدم قدرته في الانخراط في الأنشطة الاجتماعية.
نسبة انتشار الرهاب الاجتماعي تتراوح بين 3 و 13% من الناس. ولا يعني أن كل هذه النسبة سوف تتوجه للطبيب النفسي طلبا للعلاج بل أكثر المصابين يحاولون التغلب على أعراض المرض بأنفسهم أو يستسلمون للمرض بشكل كامل مع شدة معاناتهم منه. غالبا ما يصاب المريض بالرهاب في سن صغيرة وبالذات في سن المراهقة ولكنه قد ينشأ ((بشكل غير ملحوظ)) في سن الطفولة المبكرة. وعكس ما هو متوقع أو الشائع عنه, فإن نسبة الذكور مساوية إن لم تزد عن الإناث.
عادة يصاحب الرهاب الاجتماعي مرض نفسي آخر كأمراض القلق والاكتئاب والوسواس القهري وسوء استعمال المخدرات. فقلما تجد حالة مريض بالرهاب تخلو من هذه الأمراض أو أعراضها على أقل تقدير.
الأسباب:
لا يوجد سبب معين معروف لحد الآن لهذا الاضطراب النفسي رغم شيوع حالاته وتعدد صوره الإكلينيكية إلا أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورا كبيرا في نشوء أعراض المرض أو تحديد صوره على الأقل.
1) العوامل السلوكية والنفسية:
يعتقد أن الأشخاص المصابون بالرهاب الاجتماعي نشئوا في بيئة أو بيت يدعم السلوك الخجول ولا يشجع النشاط الاجتماعي والمشاركة فيه عموما. ويسود الاعتقاد أن الأبوين في أسرة المريض بالرهاب الاجتماعي يعانون من اضطراب الهلع (Panic Disorder) والذي يتبلور على شكل خجل لدى الأولاد حينما يكبرون. ويظن بعض الباحثين أن سلوك الوالدين الذي يتراوح بين الإهمال الزائد أو الاهتمام الزائد عن الحد له دور في ظهور السلوك المتسم بالخجل الاجتماعي والانطوائية. توجد نسبة لا بأس بها من آباء المرضى المصابين يتسمون برفض ونبذ أبنائهم وعدم إظهار العاطفة تجاههم بشكل كافي.
2) اضطراب نسب النواقل العصبية:
الأدرينالين: أثبت استعمال قوافل مستقبلات الأدرينالين من نوع (بيتا B) مثل الإنديرال Inderal (بروبرانولول Propranolol) عند الحاجة لخوض تجربة اجتماعية محرجة أو صعبة أو مقلقة مثل إلقاء خطبة عامة أو أداء امتحان صعب أثبت ذلك وجود نظرية اضطراب نسبة الأدرينالين عند المصابين بالرهاب الاجتماعي. فقد تفرز كمية أكبر من الطبيعية من مادة الأدرينالين طرفيا ومركزيا عند المصابين بهذا المرض أو أن مستقبلات الأدرينالين لديهم تتميز بحساسية مفرطة لهذه المادة. الدوبامين: أثبتت الدراسات المتكررة وجود اضطراب في مستوى الدوبامين لدى المصابين بالرهاب الاجتماعي.
3) الوراثة:
يصاب أقارب المصابين من الدرجة الأولى ثلاثة أضعاف الناس الذين ليس لهم أقارب من الدرجة الأولى غير مصابين بالرهاب الاجتماعي. كما أن نسبة وجود المرض في التوائم المتطابقة أكبر بكثير من التوائم غير المتطابقة.
التشخيص :
عندما يتعرض الشخص المصاب بالرهاب للشيء أو الوضع الذي يخاف منه فإنه يشعر بقلق شديد جدا قد يصل(وبالذات في بداية المرض) إلى نوبة (أو نوبات) هلع حادة. يحس المريض بأن الآخرين ينظرون إليه وقد تنتقدون أو يعلقون على شكله أو صوته أو ملابسه أو مشيته كما قد يشعر المريض بأنه محط أنظار الآخرين جميعا بل يشعر المرض بتسارع ضربات القلب والارتباك واحمرار الوجه والتعرق الشديد ورغبة قوية للهروب من الوضع الاجتماعي(حفلة مثلا) الذي هو فيه. تسبب هذه الأعراض إحراجا كبيرا للمريض ويفقده الثقة في نفسه. يصاحب هذه الأعراض والحرج الذي تسببه للمريض من أوضاع أو مناسبات اجتماعية رغبة ملحة في تجنب كل الأنشطة الاجتماعية بشكل عام وقد يؤدي ذلك إلى عزلة المريض إلى حد ما. قد يكون الوضع الاجتماعي الذي يخاف منه المريض واحدا(الأكل في المطاعم مثلا) أو متعددا(الكثير من الأنشطة الاجتماعية والمهنية كالخطابة والتدريس والحفلات) وتزداد شدة المرض بشدة أعراض القلق أو تعدد الأوضاع التي يخشاها المريض. يشعر المرضى المصابون بالرهاب الاجتماعي بأن خوفهم زائد عن الحد وغير مبرر مما يخلق نوعا من الحيرة في نفوسهم ويجعلهم يضيقون ذرعا بالمرض فيصابون بالاكتئاب أو يهربون من هذه المخاوف بالعزلة أو معاقرة الخمور وسوء استعمال المهدئات أو المخدرات وفي بعض الحالات القليلة الانتحار والعياذ بالله
إذا فالعناصر المهمة في تشخيص المرض كالتالي:
1) خوف زائد ومستمر من وضع أو نشاط اجتماعي معين.
2) نوبات هلع (قلق شديد جدا) عند التعرض لهذه الأوضاع وأحيانا عند تخيلها أو توقع حدوثها فقط.
3) يدرك المريض أن خوفه مبالغ فيه وغير مبرر.
4) يتجنب المصاب الأوضاع الاجتماعية المثيرة لمخاوفه.
5) تؤدي أعراض المرض للمعاناة الشديدة ولإعاقة أنشطة المريض الحياتية اليومية.
6) يجب ألا تكون أعراض المرض نتيجة مرض عضوي أو أدوية أو مواد مخدرة.
مسار ومآل المرض:
قد يبدأ الرهاب الاجتماعي (أو يربطه المريض) بحادثة اجتماعية بعينها حصلت له قبل بداية الأعراض مباشرة كموقف محرج جدا أمام عدد من الناس. بداية المرض تكون في غالب الحالات في سن مبكرة ويتخذ المرض المسار المزمن بالرغم من التحسن الكبير الذي يلحظه المريض عند علاجه وقدرته على العودة لسالف عهده مع الأنشطة الاجتماعية.
العلاج:
العلاج النفسي والسلوكي:من أنجح العلاجات في حالات الرهاب الاجتماعي وبالذات العلاج السلوكي
والمشكله ان...
قدرت دراسة صدرت اخيرا في الرياض انتشار مرض الخجل ( الرهاب الاجتماعي ) بين السعوديين بنسبة 60% مشيرة الى انتشاره في أوساط الرجال اكثر منه لدى النساء
وأظهرت الدراسة التي استعرضها خبير التنمية البشرية المهندس عبد اللطيف العزعزي في "ملتقى التدريب والابداع 2006" ان الاشخاص الخجولين لديهم درجة عالية من الحساسية تجاه الاخرين مما يجبرهم على تجنب المواقف التي تسبب لهم الحرج مرجعا ذلك الى اسباب وراثية وبيئية مختلفة
وأشار الى ان الطريقة التي يتعامل بها الوالدان مع الطفل منذ صغره ونظرة الفرد السلبية الى ذاته ونقص المعرفة والخبرة في التعاطى مع متغيرات الحياة عوامل تزيد من فرص اصابة الشخص بمرض الرهاب الاجتماعي
وعن الاعراض التي تظهر على الفرد المصاب بهذا المرض سلوكية واعراض انفعالية داخلية لافتا الى ضعف التواصل اللفظي عند الشخص المصاب وأضاف ان كل 10 الى 15 % من الاطفال حديثي الولادة تكون فرص اصابتهم بالمرض كبيرة نتيجة لعوامل وراثية تدعمها بعض الظروف البيئية