دوران الشمس حول مركز المجرة والأرض حول نفسها وحول الشمس
لقد أظهرت إذَن الاكتشافات الفلكية أن حركة الأرض المحورية Spinaxis تكون من غرب الأرض إلى شرقها. وهذا يعني وجود شرق وغرب عند عملية بناء الكون وتوسعه بعد عملية الفتق أو الانفجار العظيم كما يسميه العلماء ىه فَه وهذه هي الحالة التي نراها حاليٌّا. أما الحالة الأخرى فهي التي سيراها الإنسان قبل قيام الساعة ـ اقرأ قوله تعالى:
(يَآأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ *
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ
ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى
وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) الحج (2,1)
أي عند طي السماء وانكماش الكون المنتظر Big Crunch حيث ستطلع الشمس من مغرب الأرض مصداقًا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام:
(لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها)،
نحن المسلمين ندرك من خلال ما جاء في كثير من الآيات الكونية والسنة الصحيحة حقيقة الكون في المستقبل، ونستطيع أن نزوّد العلم البشري بمثل هذه المعلومات الهامة الكونيّة لاستغلالها والتعرف عنها مصداقًا لقوله تعالى:
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ ءَايَاتِهِ فَتَعْرَفُونَهَا) النمل
تصور طلوع الشمس من مغرب الأرض
بعد استقرار الشمس المقدر في المكان والزمان، كما جاء في قوله ـ عز وجل: (وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ). يس (35). يمكن تصور طلوعها من مغرب الأرض ـ دون أن ندخل في التعريف عن الكيفية ـ بتغيير اتجاه دوران الأرض كأن يكون معاكسًا لدوران كارنجتون .R. C arrington
وهكذا سيكون في المجموع ـ خلال عملية توسع الكون وانكماشه ـ اتجاهان مختلفان لدوران الأرض: الأول هو الذي نعيشه ونراه حيث تدور الأرض من غربها إلى شرقها لتطلع الشمس من مشرق الأرض، والثاني هو الذي يراه الإنسان قبل قيام الساعة حيث ستطلع الشمس من مغرب الأرض. إنهما عمليتان للشروق والغروب لا تتمان في وقت واحد، ولهذا جاء قوله تعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْن). والذي يدل على أن الخالق واحد أحد هو الإله بربوبيته وسلطانه وتوجيهه خلال عملية التوسع والانكماش، ليبقى التعبير واحدًا، فحيثما وجد الشروق والغروب هناك قدرة الله
ودقة صنعه .
بُعد المشرقين:
إن هاتين الحالتين للشروق والغروب مختلفتان تمامًا ويفصل بينهما بعد ثابت في الزمان والمكان: فمقدار الزمان لا يعلمه إلا الله ـ سبحانه ـ هو وحده عنده علم الساعة لا يجلّيها لأحد، أما المكان فيمكن أن نقدر بعده بنصف محيط الكرة الأرضية أي حوالي 20 ألف كيلومتر وهو بعد ثابت، مهتدين في ذلك بقوله تبارك وتعالى:
(حَتَّى إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِى وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ
فَبِئْسَ الْقَرِينُ). الزخرف (37).
نحن نعرف أن الإنسان كائن مرتبط بالأرض، ونفس الارتباط سيكون بقرينه بدون شك. وبما أن القرين ظل صاحبه يود هذا الأخير لو كان بينهما أثناء حياتهما الدنيا أقصى مسافة ثابتة موجودة على وجه الأرض، أي مسافة بُعد المشرقين التي تعادل المسافة بين المشرق والمغرب الحالي والتي تقدر بنصف محيط الكرة الأرضية في منطقتها الاستوائية. ومن الملاحظ أن هذا البُعد ثابت في المكان والزمان بعكس البُعد الذي يكون بين مشرقي فصل الشتاء وفصل الصيف الناتج عن التغييرات المتعددة المتتالية التي تسببها هندسة مدار الأرض حول نفسها وحول الشمس. كما نعرف كذلك أنه ما من آية في القرآن الكريم تحدثت عن أمر من أمور الدنيا أو الآخرة إلا وقد استوعبت وصف هذا الأمر بأحسن عبارة وأدقها. وبما أن الأمر الذي تعرضت له الآيات السالفة الذكر يدخل في نطاق البحث العلمي فلا نشك أن دقة العبارة القرآنية سوف تستوعب ما بلغه العلم البشري من حقائق كونية. وكيف لا والذي أنزل هذا القرآن هو الخالق ـ عز وجل ـ الخبير العليم بالسر وما يخفى في هذا الكون.
لقد فسرنا الآية الكريمة: (فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ). الرحمن (14,15)
بالقرآن الكريم مهتدين في ذلك بالآية الكريمة:
(حَتَّى إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِى وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) الزخرف 37
وبالحديث النبوي الشريف: (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها).
ومن خلال ما أتاح لنا التفسير العلمي ـ نرى أن هناك مشرقين مختلفين في المكان والزمان: الأول هو الذي نراه الآن الناتج عن عملية الفتق أو الانفجار العظيم وبناء الكون وتوسعه حيث تدور الأرض من غربها إلى شرقها لتطلع الشمس من مشرق الأرض، والآخر هو الذي سيراه الإنسان قبل قيام الساعة أي عند بداية انكماش الكون وعملية طي السماء حيث ستطلع الشمس من مغرب الأرض.
تم بحمد الله وتوفيقه
* تم الاستعانة ببعض المقالات العلمية وتم نقل بعض أجزاء من احاديث ولقاءات العالم الجليل الدكتور : زغلول النجار والله أعلى وأعلم ،
هذا وبالله التوفيق أسأل المولى القدير أن يجعله خالصا