التفكير السلبي بإيجاز.. هو التشاؤم في رؤية الأشياء، المبالغة في تقييم الظروف و المواقف، انه الوهم الذي يحول اللاشئ إلى حقيقة ماثلة لا شك فيها، و هذا بخلاف التفكير الايجابي الذي هو التفاؤل بكل ما تحمله هده الكلمة من معاني. والإنسان عندما يقع في شباك الهاجس و الأفكار السلبية، فانه ينتهي غالبا إلى الشعور بأن حياته ليست سوى سلسلة من الخفاقات، فتعتريه أحاسيس الفشل و القلق كلما أراد الإقبال على أي نشاط جديد، مما يضعف معنوياته و يثبط همته.
و من الطرق العملية في التعامل مع هذه الأفكار و التخلص منها:
1. تغيير انتباهك إلى شئ آخر بدل الجلوس و الاستسلام للأفكار السلبية، بالقيام بنشاط مسل، القراءة، الخروج مع الأصدقاء.....أي الانشغال بأي شئ مفيد يدخل البهجة إلى النفس و يبعد الفراغ.
فمن شأن ذلك الرفع من معنوياتك و تحسين قدراتك على حل المشكلات.
2. كتابة المشكلات على ورقة، فكتابة الأفكار و الهموم تساعد على الحد منها و تنظيمها والسيطرة عليها، ولا تركز على مشاكلك و عيوبك و تضخيمها بل انظر إلى نقاط القوة لديك، فهذه الخطوات البسيطة تخفف من الضغط الذي يوقعه التفكير السلبي على الإنسان.
3. التحدث إلى الآخرين، بمناقشة مخاوفك ودواعي قلقك مع صديق أو شخص تثق به ، يمكن أن يساعد على توضيح الرؤية و إيجاد السبل للخلاص منها. وحذار من الانطواء على الذات، فالعزلة أحيانا مرتع خصب للأفكار السلبية.
4. التماس الخلاص في الصلاة، فالصلاة و التأمل في دلائل عظمة الله
ينسيك الهموم الدنيوية و يساعد على التجرد التام من الماديات و الخلاص من القلق.
5. التحلي بالمرونة ، فلا داعي للشعور بالذنب إذا ضبطت نفسك في حالة تفكير سلبي و لا تلوم نفسك عليها إذا شعرت بالقلق أو الغضب أو الحزن أو تعرضت للتهكم و الانتقاد من الآخرين، فلا تحاول أن تبرر لنفسك دواعي الاستسلام لهذا الشعور،فمن شأن ذلك أن يبعدك عن الثبات و الهدوء اللذان يمهدان لشخصية ايجابية الفكر و السلوك.
6. لا تكن إلا نفسك، تجنب مقارنة نفسك بالآخرين بشكل سلبي، و إذا بدأت تفعل ذلك استدرك فورا و قول لنفسك: لماذا أهتم بالآخرين ؟ ما هي أهدافي؟.
7. تجنب الحديث السلبي مع الذات كأن تردد أنا خجول، أنا عاجز، أنا مقصر....فكثرة اللوم يولد الإحباط و يخمد المعنويات. عوض ذلك احرص على تحفيز الذات و برمجتها بتأكيدات ايجابية، من قبيل أنا ناجح، أنا سعيد، أنا أستطيع....من أجل تحفيز القدرات و الإبقاء على المعنويات دائما مرتفعة.
8. عدم الالتفات إلى الهموم الزائفة، إذا وجدت نفسك محاطا بهموم و أفكار زائفة، فحاول الخروج منها بسرعة. فلا تقضي وقتك و أنت تردد: هو قال، هي قالت، كان المفروض أن أقول أو أفعل.... بدلا من ذلك اسأل نفسك ما الذي يهمني فعلا؟ ما الذي ينبغي أن أقيم له وزنا في حياتي؟ فكر في الأشخاص الذين تركوا أثرا ايجابيا في حياتك و أعجبت بقيمهم و أفكارهم،فمن شأن ذلك أن يكون بمثابة دليل لأفكارك و سلوكياتك.
9. التحلي بالشجاعة، لا تدع الخوف من الفشل يثنيك عن اتخاذ خطوات ايجابية، فالمحاولة أفضل من لا شئ. و من المحتمل ألا تنجح خطتك، و لكن تأكد أن الإنسان يتعلم من أخطائه.
10. استيعاب الاختلافات بين الناس، توقف عن التفكير عن السبب الذي يدفع الآخرين إلى التصرف بشكل أو بآخر، و لا تستسلم لتساؤلات من قبيل: لماذا فعل معي فلان هكذا؟ لماذا يتهمني بكذا؟..... فالإجابة ببساطة: أن الناس مختلفون، فإذا تقبلت هذه الحقيقة، فسوف تستطيع التعامل مع السلوكيات الغريبة من وجهة نظرك بهدوء و عقلانية.
11. التسامح مع النفس، بعدم الميل إلى البحث عن أسباب لتتهم نفسك بالتقصير و إلقاء اللوم دائما عليها، كأن تقول أنا إنسان سئ لأني فعلت أو لم أفعل كذا؟ أو كيف سمحت لي نفسي بفعل أمر ما؟ فتأكد كلما تجنبت مشاعر الاتهام المحبطة ، زادت طاقتك و صرت أقدر على التصدي للمشكلات، و على التفكير السليم.
12. التسامح مع الآخرين، فهي الطريقة الوحيدة للتحرر من أحقاد الماضي، و هذا لا يعني بالطبع التغاضي عن أذى الآخرين، لكنه ببساطة مقاومة الغضب و الحقد و الرغبة في الانتقام حتى تتخلص من الضغط و التو ثر الذي يسببه لك الآخرين، و من المشاعر السلبية التي تعرقل مساعينا نحو الصفاء الذهني و سلامة التفكير.