أربعة شهداء ومئات الجرحى خلال قمع الاحتلال
لمسيرات عمت الوطن تنديدا بإعلان ترمب
مواطنون ينظمون مسيرة ضد اعلان ترامب الأخير في قرية الناقورة القريبة من مدينة نابلس .(عدسة: ايمن نوباني/وفا)
القدس عاصمة فلسطين/ محافظات 15-12-2017 وفا
قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد ظهر اليوم الجمعة، مسيرات سلمية انطلقت من مختلف محافظات الوطن، رفضا لإعلان الرئيس الأميركي الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين، وإصابة 367 آخرين، وفق وزارة الصحة.
واستخدم الاحتلال الرصاص الحي، والمعدني، وقنابل الغاز السام، لقمع المسيرات ومنعها من مواصلة المسير نحو مناطق التماس.
وأفادت وزارة الصحة، في بيان لها، بأن حصيلة المواجهات الرافضة للقرار الأميركي خلال 8 أيام بلغت 11 شهيدا وأكثر من 3 آلاف مصاب.
وأشارت إلى أن شهداء اليوم هم: محمد أمين عقل (19 عاما) بيت أولا بمحافظة الخليل، وباسل مصطفى محمد إبراهيم (29 عاما) من عناتا قرب العاصمة القدس، وياسر سكر (23 عاما) وإبراهيم أبو ثريا (29 عاما) وكلاهما من قطاع غزة.
وبينت الوزارة أن مستشفياتها تعاملت مع 367 إصابة منها 103 في الضفة الغربية بينها إصابتان خطيرتان، و264 منها 100 اختناقا بالغاز وبينها 5 إصابات خطيرة في قطاع غزة.
وميدانيا، أفاد الهلال الأحمر بتعامله مع 888 إصابة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
شهيدان وارتفاع مضطرد في إصابات قطاع غزة:
وقد شارك عشرات آلاف المواطنين في مسيرات غاضبة انطلقت من جميع المحافظات الجنوبية صوب نقاط التماس على طول الحدود مع قطاع غزة.
ويشهد أكثر من محور ومنطقة احتكاك حدودية في قطاع غزة مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، استشهد خلالها مواطنان.
فقد استشهد مساء اليوم الشاب المواطن المقعد إبراهيم أبو ثريا(29 سنة) خلال المواجهات المتواصلة قرب حاجز "ناحل عوز" الحدودي شرق مدينة غزة، جراء إصابته بعيار ناري في الرأس.
صورة للشاب أبو ثريا قبل استشهاده خلال وجوده قرب المواجهات، يتداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي
وقد استشهد قبل ذلك بقليل، الشاب ياسر سكر(23 سنة) خلال المواجهات مع الاحتلال شرق حي الشجاعية، في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة غزة.
وقد أعلنت وزارة الصحة مساء اليوم عن وجود 103 جريحا أصيبوا خلال المواجهات في مناطق الاحتكاك في قطاع غزة من بينهم 3 إصابات خطيرة.
يذكر أن الشهيد أبو ثريا، بترت قدماه جراء إصابته في قصف إسرائيلي قبل سنوات.
شهيد في بلدة عناتا:
وأعلنت وزارة الصحة، استشهاد شاب من بلدة عناتا، في محافظة القدس، متأثرا بجروحه التي أصيب بها عصر اليوم الجمعة، في مواجهات شهدتها البلدة.
وأوضحت الوزارة، أن الشاب باسل اسماعيل من بلدة عناتا، استشهد داخل مجمع فلسطين الطبي، في مدينة رام الله، حيث كان يخضع للعلاج، بعد إصابته بالرصاص في صدره، خلال المواجهات التي شهدتها البلدة اليوم.
شهيد في البيرة:
وأعلنت وزارة الصحة، مساء اليوم الجمعة، عن استشهاد الشاب محمد أمين عقل في العشرينيات من عمره، من سكان بلدة بيت أولا قرب الخليل، متأثرا بجروحه التي أصيب بها بعد ظهر على المدخل الشمالي لمدينة البيرة.
وقد أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النيران بكثافة صوب هذا الشبان، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة الخطورة.
وقد تمكن عدد من المتطوعين نقل هذا المواطن إلى أحد المستشفيات بعد أن حاول الاحتلال اعتقاله.
وتحدثت مصادر إسرائيلية عن أن هذا الشاب قد نفذ عملية طعن، وأنه أصاب أحد الجنود ممن كانوا يشاركون في قمع مسيرة في منطقة البالوع، بجروح.
مواجهات عنيفة قرب رام الله:
كما أصيب عدد من المواطنين بالاختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في قرية بلعين، غرب مدينة رام الله، اليوم الجمعة.
وانطلقت المسيرة السلمية الأسبوعية في القرية، والتي جاءت اليوم تنديدا بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، تجاه جدار الفصل العنصري الجديد المقام على أراضي المنطقة المعروفة بمحمية "أبو ليمون" في القرية، بمشاركة متضامنين اسرائيليين وأجانب.
وأطق جنود الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت، مما أدى لإصابة عشرات المواطنين بحالات اختناق.
وأعلنت وزارة الصحة في بيان مقتضب أن مجمع فلسطين الطبي برام الله تعامل اليوم، مع 14 إصابة، بينها إصابة خطيرة في الرأس بالرصاص المطاطي، تم إدخاله لغرف العناية المكثفة، ووضعه مستقر.
مواجهات في محافظة نابلس:
واندلعت اليوم، مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدخل مدينة نابلس الجنوبي، والعديد من القرى والبلدات المجاورة.
وقد أصيب في المواجهات بمحاذاة حاجز حوارة وبلدة بيتا المجاورة عشرات المواطنين بحالات اختناق، وبالرصاص المعدني، كما اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين.
كما اندلعت مواجهات على مدخل بلدة اللبن الشرقية جنوب المدينة، حيث أطلق جنود الاحتلال القنابل الغازية المسيلة للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ورد الشبان بإلقاء الحجارة وإشعال الإطارات، حيث أصيب عدد منهم بالاختناق وجرى إسعافهم ميدانيا.
من جهته، أفاد رئيس بلدة سبسطية شمال غرب المدينة محمد عازم، أن عددا من المواطنين أصيبوا بالاختناق بالغاز المسيل للدموع إثر قمع قوات الاحتلال لمسيرة خرجت عقب صلاة الجمعة باتجاه مستوطنة "ِشافي شمرون"، تنديا بإعلان ترمب.
إصابات بالرصاص واعتقال 5 مواطنين في الخليل:
أصيب شاب بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرات الغضب في مدينة الخليل وبلدات يطا وسعير جنوبها، ومخيمي الفوار والعروب، وبلدة بيت أمر، شمالها، اليوم الجمعة.
وقمعت قوات الاحتلال المسيرة المركزية التي انطلقت من مسجد الحسين بن علي وصولا إلى منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل.
وقال مراسلنا، إن هذه المسيرة السلمية الرافضة لإعلان ترم بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والتي دعت لها القوى الوطنية والإسلامية والنقابات، شارك فيها آلاف المواطنين الذين عبروا عن غضبهم، ورفعوا الشعارات المنددة بالسياسة الأميركية المنحازة للاحتلال.
واستخدمت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والقنابل الدخانية، وقنابل الغاز المسيل للدموع، صوب المشاركين في المسيرة، ما أدى لإصابة العشرات بالاختناق.
كما أصيب شاب برصاصة في قدمه، خلال قمع قوات الاحتلال مسيرة في مخيم العروب، حيث نقلته طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أحد مستشفيات الخليل لتقلي العلاج.
كما اعتدت قوات الاحتلال على الصحفيين ومنعتهم من التصوير وتغطية الأحداث. واعتدت على مصور تلفزيون فلسطين إياد الهشلمون أثناء نقله تطورات الأحداث على الهواء مباشرة.
وقال مراسلنا، إن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة شبان، والصحفي بلال الطويل خلال المواجهات الي اندلعت في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، كما اعتقلت الشاب مهند جرادات خلال المواجهات في بلدة سعير.
كما اندلعت مواجهات في عدد من قرى وبلدات ومخيمات محافظة الخليل، أسفرت عن إصابات بالاختناق، تم التعامل معها ميدانيا من قبل طواقم ومتطوعي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
قمع مسيرات في قلقيلية:
أصيب عدد من المواطنين بعد قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرات في عدة مواقع بمحافظة قلقيلية، ظهر اليوم الجمعة.
وشهدت بلدات كفر قدوم وعزون وجيوس شرق المحافظة، ومدينة قلقيلية، مسيرات بعد صلاة الجمعة، تنديدا بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وأقيمت صلاة الجمعة في ميدان الشهيد أبو علي إياد وسط مدينة قلقيلية، وانطلقت إثرها مسيرة تجاه الحاجز الشمالي للمدينة، حيث اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال.
كما اندلعت مواجهات في بلدات كفر قدوم وعزون وجيوس بعد توجه المواطنين إلى نقاط التماس مع قوات الاحتلال.
إصابات في طولكرم:
كما أصيب مواطن بجروح وعشرات بالاختناق، بعد قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية غرب مدينة طولكرم، ظهر اليوم الجمعة.
وانطلقت المسيرة السلمية، بعد انتهاء صلاة الجمعة، تنديدا واحتجاجا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وقالت مراسلتنا، إن المسيرة جابت شوارع المدينة باتجاه مصانع الكيماويات الإسرائيلية المعروفة بـ"جيشوري"، والمقامة قرب المدخل الغربي للمدينة، وعلى الفور أطلق جنود الاحتلال المتمركزين هناك، قنابل الغاز المسيل للدموع، مما تسبب في إصابة مواطن بقنبلة غاز في رأسه، وإصابة العشرات بالاختناق، أسعفتهم طواقم جمعية الهلال الأحمر ميدانيا.
وتشهد المنطقة الغربية لطولكرم في هذه الأثناء تواجدا مكثفا لدوريات الاحتلال.
الاحتلال يقمع المواطنين في القدس:
كما أصيب شاب واحد على الأقل بعيار ناري، إضافة إلى عشرات المواطنين بالاختناق خلال مواجهات بمحيط الحاجز العسكري القريب من مدخل مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة.
وكان آلاف المواطنين أدوا صلاة الجمعة في الشارع الرئيسي قُبالة مخيم قلنديا، ثم خرجوا بمسيرة حاشدة تجاه الحاجز العسكري وسط هتافات وطنية للقدس وضد الاحتلال وضد إعلان ترمب.
وفي الوقت نفسه، حولت قوات الاحتلال، ومنذ ساعات فجر الجمعة، وسط القدس إلى ثكنة عسكرية؛ ودفعت بالمزيد من عناصر وحداتها المختلفة، ودورياتها العسكرية والشُرطية، الراجلة والمحمولة والخيالة، ونصبت الحواجز الحديدية على مداخل القدس العتيقة، فيما ركّزت نشر وتسيير الدوريات العسكرية في مركز المدينة الممتد من حي المصرارة التجاري ومنطقة باب العامود مرورا بشارع السلطان سليمان وباب الساهرة وشارعي صلاح الدين والرشيد وصولا إلى منطقة باب الأسباط، فضلاً عن نشر عناصر من قوات الاحتلال فوق سور القدس التاريخي وعلى أسطح بعض البنايات ومقبرتي باب الرحمة واليوسفية في باب الأسباط، كما نصبت حواجز حديدية على بوابات المسجد الأقصى المبارك الرئيسية "الخارجية" لتفتيش المصلين، واحتجاز بطاقات الشبان خلال دخولهم للصلاة في المسجد المبارك.
وزير الصحة يدين القمع الإسرائيلي الوحشي
وأدان وزير الصحة جواد عواد القمع الوحشي من قبل قوات الاحتلال للمتظاهرين السلميين، قائلاً إن طبيعة الإصابات وكميتها، وارتقاء 4 شهداء في يوم واحد وإصابة 7 مواطنين بجروح خطيرة هو دليل على القوة المفرطة التي يستخدمها الاحتلال في قمعه للمسيرات السلمية الرافضة لإعلان الرئيس الأميركي حول القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
وجدد عواد تأكيده على جهوزية جميع أقسام الطوارئ والمراكز في وزارة الصحة لاستقبال المصابين، مشيرا إلى أن السلاسة في عمل الطواقم الطبية في الضفة الغربية وقطاع غزة دليل على الخبرة العالية لهذه الطواقم وجهوزيتها في هكذا أوضاع.
وقال إنه "منذ اليوم الأول لإعلان ترمب حول القدس فإننا نعمل بمراكزنا ضمن حالة الطوارئ، ودائماً نحن في جهوزية عالية، ولكن في الأيام الأخيرة عززنا هذه الجهوزية، فأقسام الطوارئ الآن تستقبل المرضى من أبناء شعبنا والجرحى أيضاً دون أي خلل أو إرباك"، مشيدا بالطواقم الطبية التي تعمل بكفاءة وانتماء عالٍ، وبطواقم الهلال الأحمر الفلسطيني التي تتعرض حياتهم للخطر في سبيل إنقاذ حياة الجرحى.
إصابات واعتقالات قرب جنين:
وقد أصيب شابان بجروح، واعتقل ثالث، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز الجلمة العسكري شمال شرق محافظة جنين، اليوم الجمعة.
وأوضح مراسلنا أن شابين أصيبا بجروح بعد دهسهما من قبل سيارة عسكرية اسرائيلية، بينما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمد نصر صبيح (21 عاما) خلال المواجهات.
وقال مدير الإسعاف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني محمود السعدي لـ"وفا"، إن طواقم الإسعاف قدمت العلاج لشابين، أصيبا في المواجهات، ونقلتهم إلى مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين.