مستشار سابق لترامب يقر بالكذب
بشأن روسيا ويبدي استعداده للشهادة ضده
واشنطن (رويترز)
اعترف مايكل فلين مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السابق للأمن القومي يوم الجمعة بالكذب على مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) بشأن روسيا ووافق على التعاون مع ممثلي الادعاء الذين يحققون في تصرفات الدائرة الداخلية لترامب قبل توليه مهام منصبه في يناير كانون الثاني. وأثار هذا التحول السريع في الأحداث مزيدا من التساؤلات بشأن تصرفات صهر ترامب جاريد كوشنر. واعترف فلين بالكذب بشأن مطالبة السفير الروسي بالمساعدة في تأجيل تصويت في الأمم المتحدة كان ينظر إليه على أنه يضر بإسرائيل. وقالت مصادر إن مسؤولا كبيرا جدا طلب من فلين الاتصال بروسيا ودول أخرى للتأثير على أصواتهم.
وأصبح فلين أول عضو في إدارة ترامب يعترف بارتكاب جريمة كشف عنها التحقيق الخاص في محاولات روسيا المزعومة للتأثير على انتخابات 2016 وتواطؤ مساعدي ترامب المحتمل. واعترف فلين، وهو عضو كبير سابق في حملة ترامب الانتخابية، في محكمة بوسط واشنطن بأنه قدم تصريحات كاذبة لمكتب التحقيقات الاتحادي في يناير كانون الثاني بشأن اتصالات أجراها في ديسمبر كانون الأول الماضي بالسفير الروسي لدى الولايات المتحدة آنذاك سيرجي كيسلياك.
وعندما سأله رودولف كونتريراس القاضي بالمحكمة الجزئية الأمريكية كيف خطط للحديث في قاعة المحكمة المكتظة أجاب الجنرال المتقاعد ”مذنب... سيادتكم“.
ويمثل قرار فلين التعاون مع التحقيقات التي يقودها المحقق الخاص روبرت مولر تطورا كبيرا في تحقيق يلازم إدارة ترامب منذ توليه السلطة في يناير كانون الثاني.
وقال البيت الأبيض إن اعتراف فلين يدينه وحده.
وقال تاي كوب محامي البيت الأبيض في بيان يوم الجمعة ”لا شيء بخصوص الاعتراف أو التهمة يدين أحدا غير السيد فلين“.
وذكر ممثلو الادعاء أن فلين وكيسلياك ناقشا في ديسمبر كانون الأول الماضي العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن على موسكو وتصويت مجلس الأمن الدولي الذي ينظر إليه على أنه يضر بإسرائيل.
واعترف فلين لاحقا بأنه أبلغ مسؤولي مكتب التحقيقات كذبا بأنه لم يطلب من السفير الامتناع عن تصعيد الخلاف الدبلوماسي بشأن العقوبات.
وكانت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما فرضت عقوبات على روسيا بشأن تدخلها المزعوم في الانتخابات.
وقال ممثلو الادعاء في وثيقة قضائية إن فلين استشار أحد كبار أعضاء فريق ترامب الانتقالي بشأن ”ما إذا كان في الإمكان التواصل مع السفير الروسي بشأن العقوبات الأمريكية“.
وقالت الوثيقة ”اتصل فلين بالسفير الروسي وطلب ألا تصعد روسيا الموقف وأن ترد فقط على العقوبات الأمريكية بطريقة متبادلة“.
وفي 28 ديسمبر كانون الأول 2016، أي قبل يوم واحد من قول الادعاء إن مكالمة جرت بين مساعدي ترامب، قلل ترامب علنا من أهمية معاقبة روسيا بزعم اختراقها الإلكتروني للحزب الديمقراطي.
وأجبر فلين، الذي يواجه عقوبة تصل إلى السجن خمس سنوات، على ترك منصبه بالبيت الأبيض في فبراير شباط بعدما تكشف أنه ضلل مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي بشأن محادثات مع السفير الروسي.
ونفت موسكو ما توصلت إليه أجهزة المخابرات الأمريكية من أن روسيا تدخلت في الحملة الانتخابية لمحاولة دعم ترامب. ونفى ترامب أي تواطؤ من جانب حملته ووصف تحقيق مولر بأنه حملة ملاحقة.