علي مدار أكثر من خمس سنوات شاهد الملايين انجازات عديدة لفريق النادي الأهلي لم تتحقق ومن الصعب إن تتحقق لأي جيل شهدته كرة القدم المصرية بعد أن استطاع حصد 19 بطولة محلية وافريقية وذهب بعيدا في منافسات عالمية.
حقق الأهلي موسم 2004-2005 أولي الأرقام القياسية بعدما عجزت الفرق المحلية والإفريقية في الفوز عليه ولم ينل أي هزيمة سواء في الدوري المحلي (فقد خلال أسابيعه الثلاثين أربع نقاط فقط)، أو دوري أبطال إفريقيا الذي حصد لقبه في هذا العام.
ومنذ هذا الموسم أصبح الأهلي هو القطار الذي لا يتوقف، ومع كل معترك يتواجد به يكون المرشح الأول للفوز بلقبه، وتوالت الانجازات والأرقام القياسية والتي كان آخرها حصوله علي لقب دوري أبطال إفريقيا ست مرات وهو ما لم يحققه أي فريق إفريقي آخر طوال تاريخ البطولة.
ودع الأهلي هذا الموسم بطولتي إفريقيا بشكل غريب ومهين، فحامل لقب دوري أبطال إفريقيا لم يتمكن من مجرد الصعود إلي دور المجموعات وخرج من دور الـ16علي يد فريق حديث العهد وهو كانو بيلارز النيجيري الذي كان أقصي طموحاته حينها عدم تلقي هزيمة قاسية من بطل إفريقيا.
والنتيجة في حد ذاتها ليست مستبعدة ولكنها غريبة بعد أن تعادل الأهلي في نيجيريا بهدف لكل فريق وبأقل مجهود وكان علي بعد تسعين دقيقة من الصعود لدور المجموعات حتى وان لعب في القاهرة مدافعا وخرج بتعادل سلبي، ولكن الذي حدث أن الفريق ظهر مهلهلا بشكل غير طبيعي بل تأخر بهدفين ثم تعادل بعد فوات الأوان ليترك المجال لغيره من اجل حفر اسمه في سجل الأبطال.
وتحول بذلك الأهلي للعب في بطولة أخري وهي كأس الاتحاد الإفريقي أو الكونفيدرالية حسبما تنص لوائح الاتحاد الإفريقي، وشكل خروج الأهلي من دوري الأبطال وقتها مزيدا من خلط الأوراق داخل منظومة الاتحاد المصري لكرة القدم، حيث تأزمت الأمور مع جهاز المنتخب من اجل ضم لاعبي الأهلي وتضارب مواعيد البطولة الإفريقية مع إعداد المنتخب لمباراة الجزائر.
وظهر جليا أن جماهير ولاعبي الأهلي لا يبدون اهتماما كبيرا بالكونفيدرالية، وان جميع الظروف تقول أن الأهلي سيؤدي واجبا لا أكثر خاصة في وجود فريقين مصريين آخرين هما انبي وحرس الحدود ويمكنهما المنافسة علي لقب هذه البطولة غير المهمة بالنسبة للأهلي.
ولكن ما حدث أن لاعبو الأهلي خالفوا التوقعات وتمكنوا من إحراز ثلاثة أهداف بالقاهرة في مرمي فريق مغمور آخر وهو سانتوس الانجولي والذي كان ينظر للمباراة بنفس منظور كانو بيلارز خاصة بعد هزيمته في القاهرة بثلاثية نظيفة ولكنه وضع كلمة المحاولة وعدم الاستسلام نصب عينيه.
وبالفعل استطاع سانتوس أن يسجل ثلاثة أهداف في مرمي رمزي صالح الحارس سيء الحظ والذي لم يستطع الصمود أمام شلال الهجمات الانجولية وغياب تام للدفاع الأحمر الذي كان يؤدي من الوضع واقفا، إلي إن حسمت ركلات الترجيح الأمور لسانتوس ليستطيع من تحقيق ما رآه مستحيلا.
وهنا أصبحت البطولة الثانية التي يودعها الأهلي في خلال شهر هي الرقم القياسي الجديد للأهلي وهو ما لم يعتاده محبي وعشاق القميص الأحمر وان كانت ملامح الرضا قد بدت علي وجوه جماهير الأهلي حيث اجتمعوا علي رأي واحد وهو إنها فرصة لإراحة اللاعبين من توالي المباريات وتواصل الموسم والذي نتج عنه ما وصل إليه الأهلي الآن.
ولكن أهم ما خلص إليه الجميع ان هناك من ودع بطولة، وهناك من ودع الأهلي بذكريات سيئة وهما مديره الفني جوزيه والانجولي امادو فلافيو اللذين ظهرا في حالة تراجع ذهني لا يلاما عليها بسبب رحيلهما عن الفريق في هذا التوقيت.