الاتحاد الأوروبي يرخص مجددا تسويق مبيد الأعشاب الضارة "غليفوسات"
وسط معارضة فرنسية
أ ف ب | احتجاجات في بروكسل ضد مادة "غليفوسات" في 18 أيار/مايو 2016
منحت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين رخصة لخمس سنوات لتسويق نوع من مبيدات الأعشاب الضارة برغم المعارضة الفرنسية. وقد صوتت 18 دولة عضو في الاتحاد لصالح تسويق مادة "غليفوسات" بينما عارضت 9 دول على رأسها فرنسا، وامتنعت دولة أخرى عن التصويت.
وجاء الضوء الأخضر الأوروبي لتسويق "غليفوسات" بضغط ألماني، رغم التحذيرات الكثيرة لجمعيات بيئية أوروبية كونه "الأخطر على وجه المعمورة" حيث أظهرت تقارير علمية أنه مسؤول عن الإصابة بمرض السرطان لدى المزارعين الذين استخدموه، بالإضافة إلى أضراره المحتملة على المستهلكين.
في المقابل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في تويتر، أعضاء حكومته إلى اتخاذ ما يلزم من الإجراءات لمنع استخدام مادة "غليفوسات" في بلاده، في وقت أقصاه ثلاث سنوات.
كما ساندت الوزيرة الفرنسية السابقة للبيئة، كورين ليباج، قرار ماكرون، وقالت في تصريح لقناة فرانس24 إن لوائح الاتحاد الأوروبي تسمح للدول الأعضاء بمنع المواد التي تحتوي على مركب "غليفوسات" برغم ترخيص الاتحاد لاستعماله.
من جهتها، اعتبرت منظمات "جينيرايشن فوتور" و"فودواتش" و"رابطة محاربة السرطان" أن الاتحاد الأوروبي ضرب بقراره الترخيص لمادة "غليفوسات" عرض الحائط بمبدأي الوقاية والصحة، وتجاهل طموح الملايين من مواطني الاتحاد الذين يعارضون استخدام هذا النوع من المبيدات، الأخطر من نوعه في العالم، على حد وصف تلك الجمعيات.
ورحبت تلك المنظمات غير الحكومية، بموقف فرنسا الرافض لترخيص مادة "غليفوسات" لخمس سنوات إضافية، داعية باريس إلى منعها على الأراضي الفرنسية، و"مرافقة المزارعين ومساندتهم كما تفعل دائما".
وتضغط الهيئات البيئية وتلك الخاصة بمرضى السرطان على وجه الخصوص، إلى جانب جمعيات فلاحية أخرى، ونواب فرنسيون وأوروبيون، لوقف ما يعتبرونه فضيحة شركة المنتجات الفلاحية الأمريكية العملاقة "مونساتو" والتي تتهم بكونها تنشر معلومات "مضللة" حول حقيقة المخاطر التي يترتب عليها استعمال مادة "غليفوسات".
وفي أمريكا، تم إيداع 3500 دعوى قضائية ضد شركة "مونساتو" لتهم تتعلق بتسبب استعمال مبيد الأعشاب "غليفوسات" في وقوع إصابات بالسرطان.
فرانس24/ وكالات