إسبانيا: "إيواء" 500 مهاجر غالبيتهم جزائريون
بسجن وسط انتقادات حقوقية
سجن أرشيدونا في مالقة/ تويتر
قامت السلطات الإسبانية بوضع 500 مهاجر غالبيتهم جزائريون في أحد السجون في ملقة، وهي سابقة في دول جنوب أوروبا، حيث من المعتاد وضع هؤلاء المهاجرين في مراكز إيواء، ما أثار انتقادات حقوقية واسعة. ودعت إسبانيا الجزائر إلى مراقبة سواحلها بسبب تزايد عدد المهاجرين القادمين منها في الأيام الأخيرة.
وضعت السلطات الإسبانية منذ 21 من الشهر الجاري 500 مهاجر، غالبيتهم جزائريون، في أحد السجون بمدينة ملقة بجنوب البلاد، ما أثار استياء المنظمات الحقوقية المحلية والجمعيات المدافعة عن المهاجرين، فيما بررت مدريد هذا الإجراء غير المعتاد بالضغط الذي تواجهه مراكز الإيواء الخاصة بالمهاجرين، بسبب تزايد أعدادهم في المدة الأخيرة.
وجاء وضع هؤلاء المهاجرين في سجن أرشيدونا في ملقة بناء على قرار قضائي، حسب تبرير وزير الداخلية الإسباني خوان إيغناسيو زويدوا، الذي اعتبر "القرار جد استثنائي في وضع جد استثنائي"، حيث وصل إلى سواحل منطقة مورسيا بجنوب البلاد 962 مهاجرا منذ 16 تشرين الثاني / نوفمبر.
و"تفتقد مورسيا لبنية تحتية لاستقبال هذا الكم من المهاجرين"، يقول مراسل فرانس24 من مدريد سيدي محمد طلبة في تصريح لمهاجر نيوز، وهو ما دفع السلطات إلى نقلهم إلى مناطق أخرى بينها ملقة. وأمام الانتقادات التي توجه إلى الحكومة الإسبانية، قال وزير الداخلية خوان إنه "من الأفضل للمهاجرين أن يكونوا في مراكز خاصة بهم تتوفر فيها المرافق الصحية والاستحمام والتدفئة والأسرة وقاعات الرياضة، على أن يبقوا في مخيمات مثلما يحدث في دول أخرى، غير أن الإمكانيات في إسبانيا محدودة".
وضعية تنتقدها المنظمات الحقوقية
لكن الوزير الإسباني لم يتحدث عن الظروف التي يوجد فيها هؤلاء المهاجرون رهن الاعتقال، علما أن هذا السجن يفتح أبوابه لأول مرة بعد أن تم تأجيل ذلك عدة مرات لأسباب تقنية تتعلق بمياه الشفة، وتقوم إدارة السجن بتوزيع قوارير ماء على المهاجرين/السجناء بسبب ذلك، وفق تصريح أرونتكسا تريغيرو لمهاجر نيوز، وهي محامية ورئيسة جمعية "ملقة أكوج" التي تعتني بالمهاجرين. كما وقفت المنظمة عند غياب خط للهاتف في السجن، يسمح لهؤلاء المهاجرين بالتواصل مع عائلاتهم، إضافة إلى عدم وجود شبابيك بيع السجائر بالشكل المتعارف عليه في بقية السجون.
وتمكنت هذه المنظمة من زيارة السجن والتحدث إلى عشرة من نزلائه، وسجلت أنه يوجد قاصران على الأقل بينهم. ومن المقرر أن يبقى هؤلاء المهاجرون في هذا السجن بين 40 حتى 60 يوما، وفقا لمعلومات حصلت عليها هذه المنظمة.
مدريد تطالب الجزائر بمراقبة سواحلها
وارتفع عدد المهاجرين الواصلين إلى السواحل الإسبانية خلال هذا العام بوتيرة أصبحت تثير قلق مدريد. وبلغ عددهم منذ بداية العام 17 ألف مهاجر، مقابل 5500 في السنة الماضية. والكثير منهم انطلقوا من السواحل الجزائرية.
والتدفق الجديد للمهاجرين انطلاقا من السواحل الجزائرية جعل السلطات الإسبانية توجه انتقاداتها إلى الجزائر، داعية إياها إلى مراقبة سواحلها. وتحدثت وسائل إعلام إسبانية عن استدعاء وزير الخارجية الإسباني لسفيرة الجزائر في مدريد لمناقشة هذا الملف.
وتؤكد إسبانيا أنها ستعيد المهاجرين الجزائريين إلى بلادهم وفقا للإجراءات المتبعة بهذا الشأن، أبرزها عرضهم على القضاء ليقول كلمته الأخيرة، إلا أن ذلك لا يبدو بالأمر الهين كما يشرح سيدي محمد طلبة لمهاجر نيوز، إذ "يتطلب تعاون متين بين مدريد والجزائر".
infomigrants