من هي العصابات التي تبيع المهاجرين كالعبيد في ليبيا ؟

من هي العصابات التي تبيع المهاجرين كالعبيد في ليبيا؟

مهاجرون في أحد مراكز الاحتجاز في طرابلس/ رويترز

تثار الكثير من الأسئلة حول هوية الجهات التي تقف وراء عمليات بيع المهاجرين مثل العبيد في ليبيا، وهذا إثر بت قناة "سي إن إن" الأمريكية لفيديو للهواة ضمن تقرير لها حول وضع المهاجرين في هذا البلد، أظهر عرض مهاجرين للبيع في مزاد علني، خلف الكثير من الاستياء في الأوساط الأفريقية والدولية.
أثار فيديو صادم تضمنه تقرير لقناة سي إن إن الأمريكية حول بيع مهاجرين في مزاد علني الكثير من الاستياء في الأوساط الأفريقية والدولية. لكن الكثير من الأسئلة لم يجب عنها، خاصة تلك التي ترتبط بتاريخ التصوير، والجهات التي تبيع المهاجرين، والكيفية التي تنظم بها هذه العمليات الحاطة بالكرامة الإنسانية.
فعاليات ليبية اتصلت بها مهاجر نيوز تعتقد أن الفيديو غير حديث، وحتى إن كذلك فهو "حالة خاصة تم تضخيمها من قبل القناة الأمريكية" حسب رأي أحمد حمزة مقرر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا. واعتبر حمزة أن "المكان الذي تمت فيه العملية سري وغير معلوم عكس ما يمكن أن يوحي به التقرير التلفزيوني".
وأكد أنها "حالات معدودة جدا، لا تتجاوز في مجموعها 70 حالة"، رافضا أن ينظر لليبيا على أنها سوق علنية لتجارة الرقيق، وشدد على أن اللجنة الليبية لحقوق الإنسان "ستكون أول من يفضح هذه الخروقات إن توصلت في رصدها للتجاوزات لأي خرق يمس بحقوق المهاجرين".
وتتهم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الميليشيات المسيطرة على الكثير من المناطق في البلاد، لاسيما في الساحل وفي الجنوب، بالتورط في تهريب البشر نحو أوروبا وجني المال انطلاقا من مآسي المهاجرين. لكن يجهل حتى الآن الميليشيات التي تقف وراء هذا النوع من المزادات لبيع البشر.

من المسؤول عن هذه الممارسات الحاطة بالكرامة الإنسانية؟

يبقى في نظر أحمد حمزة أن المسؤول الأول على هذه الممارسات "عصابات الجريمة المنظمة التي تمتد من النيجر حتى إيطاليا". وحول مكونات هذه العصابات، يضيف حمزة، أنها "تتكون من جنسيات مختلفة بينها أفارقة"، لافتا إلى أن الكثير من المعطيات اليوم تؤكد أن أريتيري يتزعم إحداها في جنوب ليبيا.



وتحاول الميليشيات الاستفادة ماليا من الهجرة غير الشرعية بأكبر قدر ممكن. وهناك البعض منها برز اسمها على الساحة الداخلية وفي الخارج بسبب ذلك، كما هو شأن كتيبة الديباشي في صبراتة قبل أن تطرد منها من طرف ميليشيا أخرى مساندة لحكومة الوفاق، وتعتبر صبراتة أبرز قاعدة ساحلية لانطلاق المهاجرين نحو أوروبا.
وانتقلت ميليشيا الديباشي من صبراتة إلى منطقة الزاوية حيث تحالفت مع كتيبة الفاروق وغرفة الثوار، وكلا الميليشيتان تنشطان أيضا في تهريب البشر. ولا يمكن تقدير عدد جميع هذه الميليشيات التي تستغل الوضع السائد للاغتناء وجمع المال، وقد يفوق عددها، حسب أحمد حمزة، على مجموع التراب الليبي 500 ميليشيا.
ولا يخفي حمزة أن التحري في مثل هذه القضايا في ليبيا بأنه صعب للغاية، وهو "حقل محمل بالكثير من الألغام"، تتجاوز تلك المنتشرة على مساحات الملفات الليبية الحارقة الأخرى بالنسبة للحقوقيين المحليين. ويعطي مثالا على ذلك ما تعرض له زميل له من تهديد بالقتل، بعد أن قام بتحرير أحد المهاجرين كان يستغل كعبد في إحدى المزارع.

تواصل ردود الفعل المنددة ببيع المهاجرين كالعبيد

وتتواصل ردود الفعل حول الفيديو الصادم، الذي بثته قناة "سي إن إن" الأمريكية. ولقي الفيديو تنديدا واسعا من قبل الكثير من الزعماء والشخصيات الأفريقية والدولية، الذين أكدوا على مسألة محاسبة المتورطين في تجارة الرقيق الجديدة في ليبيا.
واستدعى وزير خارجية النيجر إبراهيم ياكوبو السفير الليبي في بلاده للتعبير عن "سخط" الرئيس محمد يوسوفو مما يتعرض له المهاجرون من بيع مثل العبيد في مزادات علنية. كما انتقدت الأمم المتحدة وضع المهاجرين في ليبيا. ووصف المفوض السامي لحقوق الإنسان لديها تعاون الاتحاد الأوروبي مع ليبيا بأنه "لا إنساني". ومن جهتها، أعربت الحكومة السنغالية عن غضبها الشديد من تعرض المهاجرين للبيع كالعبيد في ليبيا.
وفي باريس، تظاهر السبت مئات الأشخاص تنديدا بالعبودية في ليبيا. وشارك في المظاهرة أسماء معروفة في عالم الفن والرياضة والموضى، مثل الممثل الكوميدي عمر السي، لاعب كرة القدم في المنتخب الفرنسي ديدييه دروغبا، وملكة جمال فرنسا السابقة صونيا رولان.
"معاناة الشعب الليبي مع الميليشيات لا تختلف عن معاناة المهاجرين"، يقول الإعلامي الليبي حسن إنذار في تصريح لمهاجر نيوز، لما "يتعرض له أيضا أبناء هذا الشعب من اعتقال تعسفي، خطف، قتل، احتجاز بدون محاكمة في ظل غياب دولة" قادرة على بسط سلطتها على مجموع تراب البلاد.

المصدر:infomigrants