لاجئون من الروهينغا
يقعون ضحية عصابات الإتجار بالبشر في بنغلادش
تتربص عصابات الإتجار بالبشر في بنغلادش باللاجئين الروهينغا، وخاصة النساء منهم، الذين فروا من الحملة التي يشنها الجيش البورمي ضدهم، ليجدوا أنفسهم في مخيمات مكتظة قبل أن ينتهي بهم الحال إلى براثن شبكات الدعارة.
وتفيد المنظمة الدولية للهجرة أن عددا من الشابات الروهينغا تستقطبهن وعود بتأمين وظائف لهن أو بزواج للتخلص من البؤس الذي يعشنه في مخيمات اللجوء. إلا أنهن يجدن أنفسهم مجبرات على بيع أجسادهن.
وأكدت المنظمة الدولية في بيان نشرته هذا الأسبوع أن "العديد من المراهقات اللواتي وعدن بالعمل في منازل في كوكس بازار وشيتاغونغ، وجدن أنفسهن يمارسن الدعارة رغما عنهن".
وتشهد المدن التي تملؤها خيم اللاجئين على تطور وتكاثر شبكات الاتجار بالبشر نتيجة اليأس.
البيع لبيت دعارة مقابل 81 يورو
وتروي أم كلثوم، اللاجئة من الروهينغا إلى بنغلاديش، كيف انتهى بها الأمر إلى ممارسة الدعارة، فعندما وصلت إلى بنغلادش وحيدة ولا تملك أي وسائل، أصبح لدى الشابة البالغة من العمر 21 عاما، الأمل في بداية جديدة عندما عرض عليها رجل الزواج منه ومرافقته إلى شيتاغونغ. لكن الأمر انتهى معه ببيعها إلى بيت للدعارة.
وروت "أخذني إلى مبنى حيث عرف عني على أنني زوجته. رأيت شابات عدة مثلي. شعرت بالخوف لكن لم يكن لدي أدنى فكرة عما ينتظرني".
وما لبثت أن فهمت أن "زوجها" تركها وغادر مع مبلغ مالي بلغت قيمته ثمانية آلاف تاكا (81 يورو) في جيبه.
وأضافت وقد أغرورقت عيناها بالدموع "لقد باعني لأصبح مومس". لدى أم كلثوم المدمنة عقاقير الميثامفيتامين، حوالى سبعة زبائن يوميا.
وفقدت أم كلثوم (اسم مستعار) البالغة 21 عاما، زوجها في أعمال العنف التي حصلت في ولاية راخين في غرب بورما كما أنها افترقت عن طفليها وأهلها جراء فوضى النزوح.
ومثلها انتقل نحو 615 دألف من المسلمين الروهينغا من بورما إلى بنغلادش المجاورة منذ أواخر آب/أغسطس هربا من العمليات العسكرية التي تعتبرها الأمم المتحدة تطهيرا إتنيا.
تهريب النساء والأطفال إلى الخارج بجوازات سفر مزورة
ويشير القائد روحو الأمين المكلف قيادة كتيبة التدخل السريع في كوكس بازار وهي وحدة النخبة في جيش بنغلادش، إلى أن "المتاجرين بالبشر لا يقفون متفرجين إنما يستهدفون النساء والأطفال وخصوصا الذين يصلون بمفردهم".
وعززت كتيبة التدخل السريع وجودها في المنطقة. فقد تمكنت عبر أحد حواجزها في مدينة تكناف الشهر الماضي من إنقاذ 30 امرأة وطفل كانوا محتجزين.
وأفاد مصدر أمني أن نساء من الروهينغا استخدمن جوازات سفر مزورة وأرسلن إلى دول أخرى عبر شبكات إجرامية، خصوصا إلى ماليزيا والشرق الأوسط. وأبلغت المنظمة الدولية للهجرة بحصول عمليات إخراج لأفراد من الروهينغا من بنغلادش.
وتحصر السلطات المحلية اللاجئين في المخيمات وتمنعهم في المبدأ من مغادرتها. كما أنها وضعت نقاط تفتيش على طرقات المنطقة.
دروس توعيه لتلافي تكتيكات العصابات المنظمة
وينظم المساعد الاجتماعي محمد حسين شيكدر ورش عمل لتوعية الروهينغا على التكتيكات المستخدمة من قبل العصابات المنظمة.
ويشرح لمجموعة شباب يبلغون حوالى عشرين عاما في مخيم كوتوبالونغ الكبير "سيخبرونكم عن عرض مربح وموثوق مثل وظيفة في مصنع للألبسة أو زواج من شخص ثري".
ويقول شيكدر إن المتاجرين بالبشر لا يترددون في إخراج محفظاتهم لإغراء المعارضين لتلبية عرضهم و"أحيانا يقتنع الأهل مقابل مبلغ مالي يبلغ 40 ألف تاكا (407 يورو) أو أكثر" بترك ابنتهم تذهب مع هؤلاء.
وبفضل عملية نفذتها الشرطة، تمكنت أم كلثوم من الهرب من بيت الدعارة في شيتاغونغ الذي تم بيعها إليه. لكن لدى عودتها إلى كوتوبالونغ، وجدت نفسها من دون ملجأ ومن دون أي وسيلة للبقاء على قيد الحياة.
أم كلثوم تقطن حاليا في غرفة فندق قاتمة في المنتج السياحي البحري كوكس بازار. وتمارس الدعارة، من جديد.
وتقول الشابة "آمل أن أجد يوما ما والدي وطفلي. أنا أدخر المال من أجلهم".
فرانس 24/ أ ف ب