واشنطن تسخر من إعلان دمشق
عزمها الانضمام لاتفاق باريس للمناخ
زوار مقر انعقاد قمة المناخ في بون في 7 تشرين الثاني/نوفمبر
أعلنت سوريا الثلاثاء أمام قمة المناخ الـ23 في بون عزمها الانضمام إلى اتفاقية باريس حول المناخ، في قرار سارعت الولايات المتحدة للاستهزاء به لا سيما وأنه سيجعلها الدولة الوحيدة في العالم غير المنضوية إلى هذه الاتفاقية الدولية.
وقال المتحدث باسم اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ نيك نوتال "فهمنا أن حكومة سوريا أعلنت اليوم نيتها الانضمام إلى اتفاق باريس".
وأفادت مديرة منظمة "أندي آكت" غير الحكومية صفاء الجيوسي التي كانت تتابع الجلسة "قالوا إنهم يريدون الانضمام إلى اتفاق باريس"، مشيرة إلى إعلان أدلى به مندوب سوريا الثلاثاء خلال الجلسة العامة للقمة أمام زملائه المفاوضين في مسألة المناخ.
وعرف نوتال المندوب السوري على أنه معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة وضاح قطماوي. وأضاف أن على السوريين تقديم "أدواتهم للمصادقة" في مقر الأمم المتحدة في نيويورك قبل أن يصبح التزامهم بالاتفاق رسميا.
وفي 22 تشرين الأول/أكتوبر، أقر مجلس الشعب السوري بالأكثرية "مشروع القانون المتضمن التصديق على انضمام سورية إلى اتفاق باريس الخاص بتغير المناخ" حيث "أصبح قانونا".
ورحبت أطراف مشاركة في الاجتماعات الممتدة على مدى 12 يوما والتي يتوجب عليها تفصيل الاتفاقية وتطبيقها بخبر انضمام سوريا. وقال المفاوض جنوب الأفريقي مايسيلا كيكانا لوكالة فرانس برس إن "انضمام سوريا إلى اتفاق باريس سيكون أمرا جيدا".
من جهته، قال المفاوض في ملف المناخ من مركز الصين الوطني لاستراتيجية التغير المناخي والتعاون الدولي تشاي كيمين "هذا أمر رائع". وأضاف أنهم آخر جهة توقع على اتفاقية باريس للمناخ "ما يترك طرفا واحدا فقط أعلن عن انسحابه،" في إشارة إلى الولايات المتحدة.
"الأحرى بدمشق أن تبدأ بعدم قصف شعبها بالغازات السامة قبل أن تهتم بما هو في الجو"
وفي واشنطن لم يرق قرار دمشق للمتحدثة باسم الخارجية الاميركية هيذر نويرت التي وصفته بـ"المثير للسخرية".
وقالت المتحدثة "بصراحة، سوريا مهتمة فعلا؟ هذا مضحك"، مضيفة "إذا كانت الحكومة السورية تهتم كثيرا بما هو موجود في الجو فالأحرى بها أن تبدأ بعدم قصف شعبها بالغازات السامة".
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها تنوي الانسحاب من الاتفاقية "إلا في حال توصل الرئيس إلى بنود أكثر ملاءمة بالنسبة للأعمال التجارية والعمال ودافعي الضرائب الأمريكيين". إلا أن إدارة ترامب لم توضح ماهية هذه البنود.
وقال ألدين ميير من المعهد الأمريكي "اتحاد العلماء المعنيين"، "هذا يعني أن الولايات المتحدة باتت معزولة" مضيفا "حول موضوع المناخ هذا، لا يريد أحد أن يكون إلى جانب دونالد ترامب الذي أصبح في عزلة تامة".
وأشارت مديرة ملف التغير المناخي في "معهد موارد العالم" باولا كاباليرو "مع انضمام سوريا، بات العالم بأسره حاليا ملتزما بشكل حازم حيال تحقيق تقدم بشأن المناخ، عدا دولة واحدة". وأضافت "على ذلك أن يجعل إدارة ترامب تتوقف وتفكر في إعلانها غير الحكيم الانسحاب من اتفاقية باريس".
ودخلت الاتفاقية التي تم التوقيع عليها في فرنسا في كانون الأول/ديسمبر 2015 حيز التنفيذ في 4 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2016.
فرانس24/أ ف ب