الهجمات باستخدام السلاح في الولايات المتحدة..
الكراهية والعنصرية تفوقان الإرهاب
محل لبيع الأسلحة في الولايات المتحدة
شهدت الولايات المتحدة على مدى 25 عاما عدة عمليات إطلاق نار دامية، آخرها تلك التي لقي فيها 27 شخصا على الأقل مصرعهم، الأحد 5 نوفمبر، إثر إطلاق نار في كنيسة بولاية تكساس الأمريكية.
وفاق عدد ضحايا جرائم القتل الناجمة عن دوافع عنصرية أو إجرامية بكثير عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة هجمات إرهابية في البلاد. جدير بالذكر أن مكتب التحقيقات الفدرالي قال أواخر العام 2015، إثر إحصائيات نشرت حينها، إن واحدة فقط تحمل "فرضية العمل الإرهابي"، من بين عمليات إطلاق النار، وهي حادثة سان برناردينو.
وتؤكد الإحصائيات أن التهديد الأكبر يتمثل بحالات انتشار السلاح والعنصرية وعنف الشرطة، ما حصد أرواح عدد كبير من الأمريكيين الأبرياء.
جدير بالذكر أن الشرطي دارين ويلسون قتل في أغسطس 2014، الشاب مايكل براون ذا البشرة السوداء، في مدينة فيرغسون بولاية ميزوري، وفجرت الحادثة احتجاجات شعبية تحولت بعضها إلى اضطرابات.
كما شهد شهر فبراير 2015 أسوأ جريمة كراهية عنصرية، راح ضحيتها الطلاب المسلمون الثلاثة ذوي الأصول العربية، ضياء شادي بركات (23 عاما) وزوجته يسرا محمد أبو صالحة (21 عاما) وشقيقتها رزان محمد أبو صالحة في تشابل هيل بنورث كارولينا.
هذا وبالرغم من أن أغلب العمليات يطغى عليها الطابع الإجرامي والعنصري، إلا أن مراقبين يرون أن هناك ازدواجية في الخطاب السياسي تسلط الضوء على العمليات الإرهابية ذات الطابع "المتطرف"، حيث قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن واقعة إطلاق النار في تكساس، التي قتل فيها 26 شخصا على الأقل سببها "اختلال عقلي"، وليست مشكلة تتعلق بانتشار الأسلحة.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي في طوكيو ردا على سؤال عن السياسات التي قد يدعمها ردا على واقعة إطلاق النار، بأنه اعتمادا على تقارير أولية فإن المسلح "رجل مضطرب للغاية ولديه الكثير من المشكلات.
وأضاف: "لدينا الكثير من مشاكل الصحة العقلية في بلادنا كما هو الحال في دول أخرى.. ولكن هذا ليس وضعا يرتبط بالأسلحة"، وتابع "الهجوم ناجم عن اختلال عقلي كبير.. إنها واقعة محزنة للغاية".
تصريحات الرئيس الأمريكي لم تختلف عن سابقاتها، حيث وصف ترامب في الثالث من أكتوبر، المسلح الذي فتح النار على حفل في لاس فيغاس وقتل 58 شخصا، بـ"المريض والمجنون".
وكان ستيفن بادوك، 64 عاما، قد فتح النار على الحاضرين في حفل موسيقي، قبل أن ينتحر في غرفته بالفندق.
كلمات ترامب في كلتا الحالتين غابت عنها صفة "الإرهاب" و"التطرف"، عكس ما جاء على لسانه حين وصف منفذ عملية الدهس التي وقعت بنيويورك في الأول من شهر نوفمبر الجاري، حيث قال الرئيس الأمريكي إن المهاجر الأوزبيكي سيف الله سايبوف، "إرهابي" ووصفه بـ"الحيوان"، كما دعا إلى تنفيذ عقوبة الإعدام بحقه.
وشدد ترامب على ضرورة تعديل سياسة الهجرة، وبخاصة إنهاء برنامج اليانصيب على الإقامات الدائمة في الولايات المتحدة.
وفيما يلي أبرز العمليات الدموية التي شهدتها أمريكا:
مجزرة لاس فيغاس
في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2017، فتح ستيفن بادوك (64 عاما) النار من الطابق الثاني والثلاثين لفندق "ماندالاي باي" على حشد في الساحة مقابل الفندق يحضر حفلة لموسيقى الكانتري في لاس فيغاس بولاية نيفادا، ما أسفر عن سقوط 58 قتيلا وحوالي 515 جريحا، ويعد هذا الهجوم المسلح الأكثر دموية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
هجوم أورلاندو الإرهابي
في 12 يونيو/حزيران 2016، قتل أمريكي من أصل أفغاني يدعى عمر متين 49 شخصا وأصاب 50 آخرين بجروح في ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو بولاية فلوريدا.
وبعد ثلاث ساعات من المفاوضات، اقتحمت قوات الأمن المكان وقتلت المهاجم، وتبنى تنظيم "داعش" الهجوم بعدما أعلن المهاجم مبايعته للتنظيم.
سان برناردينو
في 2 ديسمبر/كانون الأول 2015، فتح زوجان متطرفان من أصل باكستاني النار خلال حفل عيد الميلاد في سان برناردينو بكاليفورنيا، ما أوقع 14 قتيلا و22 جريحا.
مكاتب المارينز
في 16 سبتمبر/أيلول 2013، أطلق رجل متعاقد في وزارة الدفاع النار في مقر سلاح البحرية الأمريكية بواشنطن العاصمة، ما أدى لمقتل 12 شخصا قبل أن ترديه الشرطة قتيلا.
مدرسة ساندي هوك
في 14 ديسمبر/كانون الأول 2012، قتل شاب 26 شخصا بينهم 20 تلميذا في مدرسة ساندي هوك في نيوتاون في كونيتيكت قبل أن ينتحر.
أورورا
في 20 يوليو/تموز 2012، اقتحم شاب مسلح إحدى دور السينما في مدينة أورورا بكولورادو، وفتح النار على الحاضرين خلال عرض فيلم "باتمان" في جلسة منتصف الليل، ما أوقع 12 قتيلا و70 جريحا.
وحكم على منفذ الهجوم جيمس هولمز في 2015 بالسجن المؤبد، دون إمكانية الإفراج عنه.
فورت هود
في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2009، قام طبيب نفسي عسكري من أصل فلسطيني بأكبر عملية إطلاق نار في قاعدة عسكرية أمريكية، ما أدى إلى مقتل 13 شخصا وإصابة 32 في فورت هود بتكساس، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه.
بينغامتون
في 3 أبريل/نيسان 2009، قتل رجل من أصل فيتنامي 13 شخصا في مركز استقبال لمهاجرين في بينغامتون بولاية نيويورك.
هجوم بلاكسبرغ
16 أبريل/نسيان 2007، قتل طالب من أصل كوري عمره 23 عاما، 32 شخصا قبل أن ينتحر في حرم جامعة فرجينيا التكنولوجية في بلاكسبرغ.
ليتلتون
في 20 أبريل/نسيان 1999 فتح طالبان النار في ليتلتون بكولورادو، في مدرسة كولومباين الثانوية، ما أدى إلى مقتل 12 تلميذا وأستاذ واحد، بالإضافة إلى إصابة 24 شخصا، وقد انتحر مطلقا النار في مكان العميلة.
هجوم كيلين
في 16 أكتوبر/تشرين الأول، 1991 قتل رجل 22 شخصا في مطعم في كيلين بتكساس، وأصاب حوالي عشرين بجروح قبل أن ينتحر.
المصدر:rt
ياسين بوتيتي