محلل بريطاني لـCNN:
تهديد داعش للغرب يزداد بعد هزيمته في الرقة
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)
حذر شيراز ماهر، المحلل السياسي البريطاني في المركز الدولي لدراسة التطرف، في مقابلة مع CNN، من أن تنظيم "داعش" يعيد توجيه أتباعه الأجانب الآن بعيدا عن سوريا، بعد هزيمته في الرقة، لتنفيذ هجمات في دولهم.
وقال ماهر إنه "من المبكر جدا الاحتفال بهزيمة داعش. ما نشاهده هو تراجع داعش ولكنها ليست نهاية التنظيم. يجب أن نفكر في داعش من 3 محاور، فقد كان يحتل ويحكم أجزاء كبيرة في سوريا والعراق، كما أنه حركة تمرد ما زالت مستمرة، ومنظمة إرهابية ما زالت مستمرة".
وأضاف أن "الحملة العسكرية الجارية وهزيمة داعش في الرقة والموصل تتعامل مع جانب واحد فقط من هوية داعش وهو المحور الخاص بالدولة المزعومة". وتابع بالقول: "نرى أن عناصر داعش بعد هزيمتهم في الموصل والرقة يتجمعون في دير الزور والمناطق الشرقية، يتجمعون في مناطق صحراوية"، موضحا أنه "بالإمكان محاصرة مناطق حضرية مثل الرقة والموصل واستعادة السيطرة عليها، ولكن لا يمكن محاصرة الصحراء، لذلك هم يتراجعون ويتجمعون استعدادا للحرب في يوم آخر".
وأشار ماهر إلى مقتل الكثير من من عناصر داعش الأجانب في معارك سوريا والعراق، لكنه حذر من أنه "ما زال يوجد الكثير منهم الذين اختفوا عن الأنظار ويشعرون باليأس ويحاولون توصيل رسالتهم للعالم والدعوة إلى شن هجمات في الدول الغربية".
وعما إذا كان سقوط الرقة قد يؤثر على زيادة الهجمات الإرهابية على الدول الغربية، قال ماهر على المدى القصير والمتوسط يزداد التهديد ولكن يجب ألا نهمل أهمية هزيمة داعش في سوريا والعراق". وأضاف: "مع حدوث ذلك، تتغير رسائل داعش واستراتيجيته. ففي أعوام 2013 و2014 و2015 كان داعش يقول للناس تعالوا هنا وانضموا إلينا في دولة الخلافة وسافر الآلاف إلى هناك بالفعل".
وتابع بالقول: "لكن الآن يقولون لا تأتوا إلينا نريد منكم البقاء في بلدانكم لتنفيذ هجمات. لذلك، هذا التغير الآن في إعادة توجيه الناس المتعاطفين مع التنظيم يعني أن التهديد يزداد ويصبح أكثر خطورة في الوقت الحالي". وأكد ماهر أنه "عندما كان داعش يتمدد ويتوسع على الأرض في سوريا والعراق ويستعرض قوته العسكرية كان يساعده ذلك في تجنيد وجذب عناصر جديدة للتنظيم، ولكن الآن مع انهيار دولة الخلافة المزعومة وتقلص التنظيم، أصبح أقل جذبا وضعفت قدرته على تجنيد عناصر جديدة، ولكن يبقى معه العناصر الملتزمة جدا بعقيدته".