أسباب ضعف تلاميذ المرحلة الإبتدائية في القراءة
من وجهة نظر معلمي ومعلمات المادة.
مشكلة البحث: القدرة على القراءة جانب مهم من جوانب نجاح التلميذ في المرحلة الإبتدائية فالتلميذ الذي لا يمكن أنْ يقرأ لا يستطيع أنْ يؤدي ما هو مطلوب منه تحقيقه بصورة مطلوبة.
ولما تمثله اللغة العربية وبالأخص مادة القراءة في المدارس الإبتدائية بإعتبارها إحدى الوسائل المهمة في تحقيق المدرسة لوظائفها لأن اللغة أهم أداة للإتصال والتفاهم بين التلميذ وبيئته وهي الأساس الذي نعتمد عليه في تربيته وتنشئته كما يعتمد عليها كل نشاط تعليمي داخل المدرسة وخارجها (يوسف، 1984 ص 24).
ونظراً لما يعانيه أغلب تلاميذ المدرسة الإبتدائية من تأخر في القراءة، شرع الباحث في بيان الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة التي تؤدي إلى ضعف التلاميذ في مادة القراءة.
تحددت مشكلة البحث بالإجابة عن السؤال الآتي:
- ما أهم الأسباب التي تؤدي إلى ضعف تلاميذ المرحلة الإبتدائية في مادة القراءة من وجهة نظر معلمي ومعلمات المادة ؟
أهمية البحث
اللغة العربية احدى لغات العالم الحية، التي تتميز عن غيرها بأرتباطها بكتاب الله القران الكريم الذي أعطاها الحيوية وجعل لها مكانة معروفة وبارزة بين اللغات العالمية الأخرى، إذ أخذت على عاتقها حمل الرسالة السماوية وتبليغها إلى البشرية كافة بعد أنْ شرفها الله تعالى وأنزل القران الكريم بلسان عربي مبين.
واستناداً لهذه الأهمية التي تتمتع بها اللغة العربية أولى العرب لغتهم إهتماماً كبيراً لأنها تعكس ما يحملونه من ثقافة وعلم وحضارة، ومن مظاهر إهتمام أبناء اللغة العربية بلغتهم إعتمادها في عملية التعليم والتعلم بإعتبارها من المواد الأساسية في المراحل الدراسية كافة إبتداءً من المرحلة الإبتدائية وحتى التعليم الجامعي، إذ أصبحت الأداة الرئيسة لنقل المعلومات والمعارف والعلوم.
ويهدف تعليم اللغة العربية في المرحلة الإبتدائية إلى تزويد التلاميذ بالمهارات الأساسية اللازمة في القراءة والكتابة وإكسابه بعض المفردات والتراكيب والأفكار والمعاني للإنتفاع بها في حياته اليومية.
ومن ذلك أصبح تدريس القراءة والكتابة في المدرسة اليوم الموضوع المهم للمربين في جميع أنحاء العالم في الدول المتقدمة والنامية (Staiger,1973.p.1)، حيث لا تخلو أية لغة من بعض الصعوبات والاشكال أثناء تعليمها للمبتدئين الصغار قراءةً وكتابةً (الرحيم وآخرون، 1988 ص 21). وهي تسعى إلى تنمية خبرات التلاميذ وترقية مفاهيمهم ومعلوماتهم الإجتماعية وصقل أذواقهم وإثارة شغفهم بالقراءة وتكوين شخصيات متوازنة متكاملة حساسة (خاطر وآخرون، 1981 ص 67).
ولأهمية القراءة في المرحلة الإبتدائية، فأنَّ أهمية البحث تكمن في:
1- تحديد أسباب ضعف تلاميذ المرحلة الإبتدائية في القراءة من وجهة نظر معلمي ومعلمات المادة، حتى يتم التركيز عليها والأخذ بها أثناء تعليمهم القراءة.
2- مساعدة معلمي ومعلمات مادة القراءة في تدريس هذه المادة وتلافي أسباب الضعف عن طريق معرفتها ووضع الحلول المناسبة لها.
3- فتح الطريق أمام الباحثين والدارسين ومعلمي ومعلمات هذه المادة لدراسة الضعف القرائي لدى تلاميذ المرحلة الإبتدائية أو غيرها من المراحل وتحديد مظاهر الضعف وأساليب العلاج الملائمة.
4- الأهتمام بتدريس مادة القراءة على أسس علمية وتربوية حديثة لتطوير تدريسها وبذل جهود مكثفة لذلك، لأن القدرة على إستعمال الكتب الدراسية في المراحل الدراسية المختلفة تعتمد على تعلم القراءة في المرحلة الإبتدائية.
5- الإهتمام بمتابعة مستوى التلاميذ والعمل على تحسينه والتأكيد على المستجدات والمستحدثات التربوية التي تعمل على تقصي الأسباب والظواهر وتعطيها تفسيراً علمياً دقيقاً.
هدف البحث: يهدف هذا البحث إلى معرفة أسباب ضعف تلاميذ المرحلة الإبتدائية في مادة القراءة من وجهة نظر معلمي ومعلمات المادة.
حدود البحث: يتحدد هذا البحث بمعلمي ومعلمات مادة القراءة في المدارس الإبتدائية التابعة لمديرية تربية محافظة ميسان، العام الدراسي 2004 - 2005.
تحديد المصطلحات
أولاً: الضعف في القراءة:
التعريف الإجرائي: هو ضعف تلاميذ المرحلة الإبتدائية في مادة القراءة وعدم قدرتهم على معرفة الحروف والكلمات العربية وما تدل عليه من معانٍ مختلفة ونطقها نطقاً صحيحاً من حيث البنية والإعراب.
ثانياً: المرحلة الإبتدائية:
- التعريف الإجرائي: هي أول مرحلة دراسية في حياة التلميذ يدخل إليها الأطفال الذين يبلغون من العمـر (7) سنوات، تبدأ بالصف الأول الإبتدائي وتنتهي بالصف السادس الإبتدائي وبعدها ينتقل التلميذ إلى الدراسة المتوسطة.
إجراءات البحث
أولاً: تحديد مجتمع البحث وعينته:
شمل مجتمع البحث المعلمين والمعلمات الذين يتولون تعليم مادة القراءة في المرحلة الإبتدائية في المدارس التابعة لمديرية تربية محافظة ميسان في العام الدراسي 2004 – 2005، ونظراً لكبر حجم المجتمع الأصلي وبسبب عدم قدرة الباحث على دراسة المجتمع بأكمله لأسباب كثيرة منها الحاجة إلى جهد كبير ووقت طويل وإمكانات متعددة لذلك حدد الباحثان عينة البحث بـ (100) معلماً ومعلمةً فقط، ولكي يعطي الباحث تصوراً واضحاً عن عينة هذا البحث بحيث تمثل المجتمع الذي أُخذت منه تمثيلاً دقيقاً، فأنه من الضروري وصف هذه العينة، كما يأتي:
1- العينة الإستطلاعية: أُختيرت هذه العينة من المجتمع الأصلي بصورة عشوائية بلغ عددها (40) معلماً ومعلمةً، وجهت إليهم الإستبانة المفتوحة التي تتضمن السؤال الآتي: ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ضعف تلاميذ المرحلة الإبتدائية في مادة القراءة من وجهة نظر معلمي ومعلمات المادة ؟
2- العينة الأصلية: بلغ عدد هذه أفراد العينة (60) معلماً ومعلمةً عرضت عليه الإستبانة المغلقة.
ثانياً: إعداد الأداة (الإستبانة): أعد الباحث الإستبانة المغلقة على وفق الإستبانة المفتوحة التي وجهها إلى معلمي ومعلمات مادة القراءة، حيث رتبها حسب مستويات تكرارها في الإستبانات المفتوحة وبلغت عدد فقراتها (30) فقرة.
ثالثاً: صدق الأداة:
ولكي تكون إستبانة البحث صادقة في قياس ما صممت لأجله اعتمد الباحث على أراء مجموعة من الخبراء في مجال طرائق تدريس اللغة العربية وطرائق التدريس العامة واللغة العربية لإستطلاع أرائهم حول مدى صلاحية فقرات الإستبانة المغلقة في قياس المحتوى الذي وضعت لاجله، وفي ضوء ملاحظات السادة الخبراء ومقترحاتهم عدّل الباحث صياغة بعض الفقرات بدون حذف أية فقرة إذ حصلت الفقرات كافة على موافقة (90%) من اراء الخبراء.
رابعاً: ثبات الأداة:
وزع الباحث الإستبانة المغلقة على عينة البحث الأصلية، وبعد مرور (15) يوم وهي أفضل مدة زمنية تستخدم لهذه الطريقة كما يشير (,1966.p.58 Adams) وزِعت الإستبانة مرة ثانية على العينة نفسها، وبعد إجراء العمليات الإحصائية تبين أنَّ معامل ثبات الإستبانة هو (85,0) وهي نسبة جيدة لثبات الأداة.
خامساً: تطبيق الأداة:
قام الباحث بتطبيق الإستبانة النهائية (المغلقة) على عينة البحث الأساسية وقد أوضح الباحث كيفية الإجابة على الفقرات التي تتضمنها الإستبانة، وبعد الإنتهاء من تطبيق الإستبانة المغلقة قام الباحث بفحص الإستبانات ومن ثم فرغ إجابات أفراد العينة في إستمارات خاصة أُعدت لهذا الغرض، وأجرى عليها العمليات الإحصائية المناسبة.
سادساً: الوسائل الإحصائية:
(معامل إرتباط Pearson، النسبة المئوية، الوسط المرجح، الدرجة القصوى).
مناقشة النتائج
سيفسر الباحث (30%) من نتائج البحث لأن معظم الأسباب نالت درجة حدة عالية، مما يؤكد ان هناك أسباب كثيرة أدت إلى ضعف التلاميذ في مادة القراءة.
1- أظهرت النتائج أنَّ الفقرة (إستخدام القراءة التوليفية) نالت الترتيب الأول إذ بلغت حدتها (2,81) وبوزن مئوي (93,66%)، ان عماد القراءة التوليفية يتركز على تعليم التلاميذ الكلمات ثم الانتقال إلى الحروف وعلى وفق نتائج هذا البحث فان أغلب المعلمين والمعلمات يضعها سبباً كبيراً في ضعف التلاميذ في مادة القراءة ويرى الباحث ان السبب في ذلك يعود إلى ان الطريقة التي تعتمد عليها القراءة التوليفية لا تتفق والمنطق والتصور العقلي السليم من حيث التدرج في التعلم والانتقال من الجزء إلى الكل، ومن صوت الحرف إلى الكلمة، ومن السهل إلى الصعب أي من العناصر والمكونات البسيطة إلى الكلمات التي تتركب منها، ثم أن التلميذ في هذه الطريقة لا يعرف أصوات الحروف بل يعرف أسماءها، والمطلوب في عملية القراءة أن يعرف التلميذ صوت الحرف وليس أسمه، ويرى (أبو مغلي، 1986) ان ما يؤخذ على هذه الطريقة انها لا تساعد التلميذ على تمييز كلمات جديدة لم تعرض فتبقى محصورة في دائرة محدودة من الكلمات ثم ان كلمات كثيرة تتشابه في شكلها مما تؤدي إلى خطأ التلاميذ في نطقها وإدراكها (أبو مغلي، 1986 ص 20).
2- تأتي في المرتبة الثانية الفقرة (كثرة أعداد التلاميذ داخل الصف الواحد) حيث بلغت درجة حدته (2,77) وبوزن مئوي (92%)، ان أزدحام الصفوف لا يعطي الفرصة الكافية للتدريب على القراءة ولا يستطيع المعلم من المتابعة بصورة جيدة، وهذا السبب واضحٌ في مدارسنا حيث تعاني منه أغلب المدارس الإبتدائية، إذ يصل عدد التلاميذ في بعض المدارس من (30 –40) تلميذاً في الصف الدراسي الواحد وهذا يشكل عبئاً كبيراً على المعلم، فلا يستطيع بوقت قصير وهو وقت الدرس ان يغطي التلاميذ كافة ويلاحظ ما يحتاجونه من أرشادات وتوجيهات علمية، وعليه ان زيادة عدد التلاميذ في الصف يعيق عملية التعلم في المرحلة الإبتدائية وخاصة ان هذه المرحلة يحتاج فيها التلاميذ إلى العناية والإهتمام الكبيرين.
3- أما الفقرة (الغياب المتكرر للتلاميذ) فقد احتل المرتبة الثالثة حيث حصل على درجة حدة (2,66) وبوزن مئوي (88,66)، ويرى الباحث ان كثرة غياب التلاميذ عن الدوام المدرسي يشكل خطراً كبيراً على العملية التعليمية ككل، فمن طبيعة مادة القراءة انها تحتاج إلى المواصلة والإتصال الدائم لان تعليم الحروف يكون بصورة متسلسلة، والتلميذ الذي تكثر غياباته يتأخر عن أقرانه من ناحية المستوى العلمي حيث يخسر تعلم الكثير من الدروس، وبدوره المعلم لا يستطيع اعادة هذه الدروس لانه قطع شوطاً كبيراً في المادة العلمية.
4- إنَّ الفقرة (ضعف كفاءة بعض المعلمين مهنياً) قد حصلت على الترتيب الرابع بدرجة حدة (2,63) وبوزن مئوي (87,66 %)، فالتركيز على إعداد المعلم أكاديمياً لا يكفي في نقل المعرفة أو التربية إلى المتعلمين، فالتوظيف المهني عملية توظيف صحيحة للإعداد الأكاديمي بترشيده وتطويعه لخدمة الأهداف التربوية التعليمية (داود، 1986 ص10)، فالإعداد المهني للمعلم يمكّنه من مواجهة الكثير من الصعوبات التي سوف تواجهه في عمله المستقبلي عندما يصبح معلماً سواء بخصوص المادة العلمية أو الموقف الصفي وان معلم اللغة العربية وخصوصاً مادة القراءة بحاجة إلى الإعداد المهني أكثر من غيره وذلك لصعوبة الدور الذي يقوم به.
5- حصلت الفقرة (عدم مراعاة الفروق الفردية) على الترتيب الخامس بدرجة حدة (2,6) وبوزن مئوي (86,66%)، ان المعلم المبدع والجيد هو الذي يوظف خبراته في الأصعدة كافة، في تنمية مهارات التلاميذ، وذلك بمعرفة فروقهم الفردية وما تستوجبه هذه الفروق من معاملة لهم (دارو ودالين، 1963 ص 222)، أنَّ عدم مراعاة هذه الفروق يؤدي إلى إهمال الكثير من التلاميذ وبالتالي ضعف المستوى العلمي، فالصف الدراسي يتكون من تلاميذ يتفاوتون من ناحية القدرات العقلية والجسمية والنفسية والإجتماعية، وفي الصف يوجد التلاميذ الأذكياء وأصحاب الذكاء المتوسط وهناك من يعاني من ضعف الذكاء، أن هذا الخليط الذي يتكون منه الصف يوجب على المعلم ان يعرض مادة القراءة بشيء من التدرج والشمولية بحيث يتمكن التلاميذ كافة من فهم المادة واستيعابها.
6- جاءت الفقرة (قلة الخبرة التربوية لمعلمي مادة القراءة) في المرتبة السادسة بدرجة حدة (2,6) وبوزن مئوي (86,66%)، ان الناحية التربوية من أهم النواحي في عملية إعداد المعلمين لما لها من تأثير في فاعلية عمله عن طريق إكسابه المعارف والخبرات والإتجاهات والمهارات (دمعة والبياتي، 1974 ص 25)، ان العنصر التربوي عنصرٌ هامٌ في شخصية معلم مادة القراءة لما يتطلب فيه من جوانب تربوية تمكنه من أداء واجبه باحسن صورة وأكمل وجه، فيجب عليه الإطلاع على طرائق التدريس المختلفة وصولاً إلى أكثرها ملائمة مع تلاميذه، فعليه ان يستخدم الطريقة الناجحة التي توصله إلى هدفه في وقت قليل وجهد يسير، والطريقة الجيدة هي الطريقة التي تثير إهتمام التلاميذ وتشوقهم إلى الدرس والمشاركة فيه وتبعد عنهم الملل والكسل والرتابة وبذلك فانه من الضروري جداً اسناد تدريس مادة القراءة إلى معلمين ومعلمات لديهم خبرة تربوية ومهنية وخاصة في الصفوف الأولى.
7- إنَّ الفقرة (قلة إستخدام الوسائل التعليمية) جاءت بالمرتبة السابعة حيث حصلت على درجة حدة (2,58) وبوزن مئوي (86%)، ان سبب هذه الصعوبة يعود إلى ضعف ادراك المعلمين لأهمية الوسائل التعليمية في تسهيل عملية التعلم، وإلى إعتقاد بعضهم بان تعليم اللغة العربية لا يحتاج إلى وسائل تعليمية حديثة ويكتفي معظمهم بالسبورة والطباشير فقط (الخزرجي، 1985 ص 18)، ان قلة إستخدام الوسائل التعليمية في تعليم مادة القراءة يؤثر سلباً في تفهم الموضوع لدى التلاميذ ووضوح معناه في أذهانهم، لان تعليم القراءة والكتابة في سن مبكرة يحتم على المعلم إستعمال طرائق مشوقة وأساليب محببة تخلق الرغبة للتعلم لدى التلميذ وتثير فيه دافعاً إلى ممارسة ما تعلمه، فالوسيلة التعليمية هي أداة تجلب أنتباه التلاميذ وتثيرهم إلى الدرس وتشوقهم إليه وتعمل على ترسيخ المادة العلمية في أذهانهم.
8- جاءت الفقرة (عدم متابعة أولياء أمور التلاميذ للمستوى الدراسي لأبنائهم) بالمرتبة الثامنة بدرجة حدة (2,58) وبوزن مئوي (86 %)، ان الأسرة والمدرسة عنصران متكاملان يتفاعلان مع بعضهما ليكمل أحدهما الأخر، فلا تستطيع المدرسة أن تؤدي دورها بشكل كبير ما لم تتعاون معها الأسرة في إنجاز ما أُسند إليها من واجبات ومهمات تجاه الأبناء، إذ أن عدم متابعة أولياء أمور التلاميذ للمستوى العلمي لأبنائهم يؤثر سلباً في التحصيل الدراسي، وأما دور المدرسة في الإتصال بالأسرة فانه يكون عن طريق عقد الندوات أو مجالس الآباء والأمهات حيث لا بد من تفعيل هذه المجالس لاجل متابعة التلاميذ من قبل أوليائهم ومعرفة مستواهم العلمي.
9- وقد حصلت الفقرة (إسناد تدريس الصفوف الاولى إلى معلمين من خريجي الدورات التربوية السريعة) على المرتبة التاسعة بدرجة حدة (2,56) وبوزن مئوي (85,33 %)، أن من خصائص معلمي ومعلمات مادة القراءة أنْ يكونوا من ذوي التخصص الأكاديمي وليس من خريجي الدورات التربوية السريعة التي غالباً ما تكون مدتها (3) أشهر، حيث أن المعلم المختص علمياً يعمل على نجاح عملية تعليم مادة القـراءة لان الاختصاص يكون عاملاً فاعلاً وحيوياً في تحقيق الأهداف التربوية العامة والأهداف الخاصـة (الأغراض السلوكية)، فلا بد من الإشارة إلى ان تعليم مادة القراءة من أصعب المهمات التي تسند إلى المعلمين والمعلمات وذلك لما تحتاج إليه من تخصص دقيق وخبرة تربوية تسهم في صياغة المادة بصورة سهلة وسليمة وتنقلها إلى المتعلمين.
10- أما الفقرة (الثقافة العامة للمعلم ليست بالمستوى المطلوب) فقد جاء تسلسلها في المرتبة العاشرة بدرجة حدة (2,52) وبوزن مئوي (83,66%)، أن نسبة كبيرة من معلمي مدارسنا الإبتدائية لا يعملون جاهدين على تطوير أنفسهم ومتابعة ما يستجد من تطورات على الساحة التربوية، فهناك الكثير من الدراسات والبحوث التربوية التي تطرح أفكاراً جديدة وتعمل على الأتيان بما هو جديد ونافع من طرائق التدريس واساليبه المختلفة، وان عدم المتابعة هذا يسبب نوعاً من التقليد والرتابة وعدم التطور وبالتالي الإعتماد على الوسائل القديمة في التدريس وعدم المعرفة بما يحدث من مستحدثات ومستجدات تربوية، فالمعلم بأمس الحاجة إلى الوعي الثقافي والتربوي لانه سوف ينقل ما لديه من أفكار وأراء إلى التلاميذ وإلا فان فاقد الشيء لا يعطيه.
التوصيات
من خلال النتائج التي توصلت إليها هذا البحث، يوصي الباحث بما يأتي:
1-عدم الإعتماد على الطريقة التوليفية في تعليم مادة القراءة واللجوء إلى طريقة اخرى.
2- إسناد تعليم مادة القراءة إلى معلمين ومعلمات مختصين ومن ذوي الخبرة التربوية في مجال التعليم ومؤهلين علمياً.
3- إطلاع معلمي ومعلمات مادة القراءة على الإتجاهات التربوية الحديثة، عن طريق إقامة الدورات والندوات التربوية والتطويرية والدرس النموذجي، الذي يلقيه معلمون ومعلمات لهم خبرة كبيرة في مجال تدريس مادة القراءة.
4- إعادة النظر في عدد التلاميذ في الصف الواحد.
5- إقامة مكتبات للتلاميذ في كل مدرسة وتوجيههم إلى الكتب التي تناسب مستواهم، وتخصيص حصة دراسية لذلك، وتشجيعهم على القراءة الحرة.
6- تعليم اللغة العربية عامة ومادة القراءة خاصة باحدث أساليب التعليم التي تناسب لغتنا.
7- متابعة غياب التلاميذ والعمل على الحد من هذه الظاهرة بتعاون إدارة المدرسة والهيئة التعليمية مع أولياء أمور التلاميذ.
المصادر:
- أبو مغلي، سميح: الأساليب الحديثة لتدريس اللغة العربية، ط 2، مجدلاوي للنشر والتوزيع، عمان 1986 م.
- خاطر محمد رشدي وآخرون: طرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية في ضوء الإتجاهات الحديثة، ط1، دار المعرفة، القاهرة 1981م.
- الخزرجي، هاني جاسم محمد: الوسائل التعليمية، انواعها، معايير اختيارها، قواعدإستخدامها، مجلة المعلم الجديد، العدد الثاني، آب، بغداد 1985.
- داود عزيز حنا: دراسات وقراءات نفسية وتربوية، ط1، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1986.
- دارو، هيلين فيشر وفان دالين: النشاط التلقائي والتعلم الخلاق، ترجمة مصطفى فهمي ونجيب اسكندر، ط1، دار النهضة العربية، القاهرة 1963.
- دمعة، مجيد إبراهيم وعبد الجبار توفيق البياتي: دراسة إستطلاعية عن دور المعلم وفعالياته في ضوء متطلبات التطور العلمي والتكنلوجي، مركز الابحاث التربوية والنفسية، بغداد 1974.
- الرحيم وآخرون: طرائق تعليم اللغة العربية للصف الخامس معاهد إعداد المعلمين والمعلمات، ط 8، مطبعة وزارة التربية، بغداد 1997 م
منقول للفائدة