التغلغل الاسرائيلى ( فى جنوب السودان ) عبير عبد القوى الأعلامىإسرائيل وأرض الكنوز
(التغلغل الاسرائيلى فى جنوب السودان )
تعد السودان أرض الكنوز بالنسبة لإسرائيل ، والكنوز ليست ما تحمله السودان من ثروات طبيعية فقط إنما الكنز الحقيقي هو الإمتداد الإستراتيجي لها فى إفريقيا والذي من خلاله تستطيع أن تحقق أهدافها السياسية ، فإن تقسيم السودان يعد مكسب لإسرائيل ومصالحها حيث بدأت أولى خطوات التنفيذ والتخطيط له منذ عقود وساعد على ذلك موافقة جنوب السودان لإدراكها أن التعاون الإسرائيلى المشترك بينهما يحولها من مجرد مليشيات إلى قوة عسكرية وقوة إقتصادية ، فقامت إسرائيل بترويج إعلامي تصوير من خلاله للعالم الصراع السودانى بين الشمال والجنوب على أنه صراع طائفي عنصري بين شمال عربي مسلم وجنوب مسيحي زنجي وهى مرحلة إعلامية لإثارة الرأي العام فى المجتمع الدولي حول ذلك الصراع ، وبالفعل وصلت إسرائيل إلى هدفها فى التقسيم الأول بانفصال السودان الجنوبي عن السودان الشمالي كمرحلة أولى فى الخطة الموضوعة وفى طريقها إلى تنفيذ المرحلة الثانية فى فصل باقي الولايات باستغلال حركات التمرد و التشرذم المسلح فى كل من دارفور وجبل النوبه وشرق السودان والنيل الازرق .
أهداف التدخل الإسرائيلي فى السودان :
1- اضعاف الكيان المصري والعمق الإستراتيجى لها فى السودان
2- الوصول للسودان وتفتيتها يتيح لإسرائيل فرصة الضغط على مصر لمشاركتها فى نهر النيل
3- ايقاف مشروع قناة جونجلي حيث قامت إسرائيل بالتدخل فى إفشال المشروع وكان هدفه إنشاء مجرى مائي جديد بين نجونجلى وملكال بطول 360 كيلو متر كان الهدف منها تجفيف مستنقعات تصل إلي مليون ونصف متر فدان صالحة للزراعة بالإضافة إلى إنشاء قناة لتوفير خمسة وخمسون مليون متر مكعب سنويا تكفي للزراعة بمصر والسودان مما يؤدي إلى زيادة الرقعة الزراعية بالبلدين وانتعاشهما إقتصاديا وهو مالا يوافق مصالح إسرائيل بالمنطقة
4- تبديد طموحات العرب في أن تكون السودان سلة الغذاء للوطن العربي
مراحل التغلغل فى جنوب السودان
1- مد الإمدادت الإنسانية الطبية والغذائية
2- قيامها بتسليح السودان من خلال إثيوبيا وأغندا كينيا وقيام الضباط الإسرائليين بتدريب الانفصاليين
3- النهوض بجنوب السودان إقتصاديا من خلال ضخ إستثمارات كبيره فى شى المجالات سواء زراعية او صناعية او بنية تحتية.
أشكال التعاون المشنرك
مدت إسرائيل أيادي العون الاقتصادية والعسكرية إلى جنوب السودان بمعاونة أمريكا فاستطاعت أن تجعل جنوب السودان فى قبضتها ويتضح ذلك فيما يلى :
1- التعاون الاقتصادى
بدأت إسرائيل بمد ذراعها الإقتصادي لدعم جنوب السودان حتى وصل هذا الدعم الثنائي الإسرائيلى الأمريكي إلى 500 مليون دولار فأصبحت بذلك أقوي من الشمال
- فى عام 2011 زار نائب رئيس الكنست الإسرائيلى داني دانون جنوب السودان وابدا استعداد إسرائيل للتعاون مع جوبا فى مجالات الزراعة والعلوم التكنولوجية كما قام بالاجتماع وزراء النفط والتعدين والطرق
- عام 2012 وقعت إسرائيل وجنوب السودان على اتفاقية تعاون فى المجال الزراعي والتكنولوجي والبنية التحتية والطرق والصرف
- عام 2012 أيضا أعلنت إسرائيل عن تعاون إقتصادي مشترك بينها وبين ألمانيا لضخ إستثماراتها فى جنوب السودان وبحيرة فيكتوريا فى مجال بناء البنية التحتية
- فى عام 2016 نشرت صحيفة "هآرتس" أن اسرائيل توجهت بطلب لأمريكا والدول الأوربية مطالبة تطوير العلاقات مع السودان إقتصاديا
- وقدمت إسرائيل اقترح بتقديم مساعدة لجنوب السودان لسد الديون الخارجية والتى قاربت الخمسين مليار دولار وتقديم دراسة لمحو جزء من هذه الديون
- وقد أسس رجل الأعمال الإسرائيلي مائير جريبر شركة لتطوير جنوب السودان واقد قام ابقتراح عرضه على رجال الأعمال بتصدير المنتجات إلى جنوب السودان
- أيضا أقام المستثمر الاسرائيلي ماور كادر شركة اقتصادية تقوم بدور الوسيط بين رجال الأعمال الإسرائليين و حكومة جنوب السودان كما أنشأ شركة ام .دي وإيه سوز سودان وكان هدفها تحدبد العناصر الإسرائلية التى بإمكانها الانخراط فى مشروعات الدولة .
- وقامت شركة سوليل بونيه وهي شركة متخصصة في مجال تصدير الأدوية وتجهيز المستشفيات وجهت جميع استثماراتها لجنوب السودان
شركة بوجيكو وشركة ياروك 2000 وهي شركة متخصصة في مجال إدارة المشروعات الزراعية لحقت بالركب لتشارك فى تنمية جنوب السودان
2- التعاون العسكري :
قامت إسرائيل بإقامة العديد من المنشآت العسكرية داخل جنوب السودان منها إنشاء قاعدة جوية بمنطقة فلج لتدريب الطيارين فى جنوب السودان على قيادة المقاتلات وأساليب القتال وتسليحها بحوالى 20 دبابة من طراز ميركافا ، كما قامت بارسال معدات إسناد حربي وراجمات الصواريخ والأسلحة والمدفعية واجهزة الرصد الاستشعار ، كما انها اقامت مركز أبحاث للألغام فى مدينة جوبا، بالإضافة إلى اقامة أبراج المراقبة المزوده بأحدث أجهزة التكنولوجيا للرصد الحراري فى كل من راجا وولاية الوحدة وأعالي النيل
نخلص إلى أن لحظة إعلان إستقلال جنوب السودان في 29 أغسطس 2011 هى لحظة الإعلان عن الكيان العربي المهترئ ، وذلك حين تخلى عن جنوب السودان بكافة أنواع الدعم التنموي والصحي والإقتصادي والتعليمي وغض الطرف عن التقسيم حتى تم بنجاح ، إلا أننا نأمل أن يكون هناك مساعي من قبل المستثمرين المصريين بضخ استثماراتهم نحو الجنوب السوداني حتى يكون هناك توازن إقتصادي نضمن به تأمين العمق الاستراتجي لمصر .
عبيرعبد القوي الأعلامي