الكون العجيب
دعوني أحضنِ الكونَ امتناناً ....
ففي طياتِه الخيرُ العميمُ
وأحمدْ من أشعَّ النورَ فيه ....
سماواتٍ تزيِّنُها النُّجومُ
وأشكرْه على ما بثَّ فيه ....
مواردَ من مناهلِه تدومُ
وفيه كلُّ ما نصبو إليه ....
من الخيراتِ قدماً أو نروم
وفي أحنائِه الإيثارُ يسري ....
يسودُ الودُّ والخلقُ السَّليمُ
يسوِّرُه الحنانُ بطوقِ حبٍّ ....
فيزهو البرُّ والعدلُ الرَّحيمُ
ففي الكونِ العجيبِ أحسُّ روحاً ....
تهامسُه فتنهدمُ التُّخومُ
وتنفثُ في جماداتٍ نداها ....
فتنبلجُ الحياةُ وتستقيمُ
وتمضي في نموٍّ وانتشاءٍ ....
يوجِّهُ سيرَها عقلٌ حكيمُ
وترقى ثمَّ ترقى في اطرادٍ ....
وغايةُ سعيها هدفٌ قويمُ
هو الإنسانُ سرُّ الخلقِ فيه ....
وفيه ينضوي الكونُ العظيمُ
حباهُ اللهُ نوراً من سناهُ ....
وعقلاً تنضوي فيه العلومُ
وروحاً للكمالِ تذوبُ شوقاً ....
ويجذبُ توقها العطفُ الحليمُ
وبعد جهادِها في الكونِ تنضو ....
جلابيباً يغلِّفُها الأديمُ
فتغدو حرَّةً من كلِّ قيدٍ ....
وحول جِنانِ باريها تحومُ
حكمت نايف خولي