بقلم عبير عبد القوي الأعلامي
تواجه إسبانيا أزمة داخل حدودها وتحديدا فى إقليم كتانوليا و قبل أن نتحدث عن الأزمة فى كتانوليا لابد أن نلقى الضوء على بعض ملمحها الجغرافية ، حيث يقع إقليم كتانوليا فى شمال شرق إسبانيا تحدها من الشمال فرنسا ومن الجنوب بلنسيه والشرق البحر المتوسط ومن الغرب منطقة أرغوان ، تبلغ مساعة 32.106 كم2 و تتميز كتنالويا بوجود ست أنهار وتنقسم كاتانوليا إلى أربع مقاطعات وهى برشلونة وجرندة ولاردة وطراغونة وتنقسم الى 946 بلدية واللغة الرسمية الأولى هى الكتانولية والثانية اللغة إسبانية ويبلغ 19% من سكان كتانوليا من المهاجرين والديانة الغالبة هناك المسيحية الكاثوليكية ويبلغ عددهم 7.5 ملايين نسمه كما يشارك إقليم كتانوليا بـ 20% من الناتج القومى لإسبانيا .
وبعد أن عرضنا لمحات سريعة عن أهم ملامح إقليم كتانوليا ننتقل إلى أسباب قيام الأزمة و كما عهدنا دائما أن السبب فى أغلب الأقاليم المطالبة بالإنفصال ويرجع إلى إهمال الحكومات لبعض الأقليم حيث يقوم إقليم كتانوليا بتحويل مبلغ يفوق الـ 20 مليار يورو سنويا دون مردود حقيقي على المواطن الكتانولى كان ذلك دافعا للإنفصال عن الحكومة المركزية فحين يشعر المواطن باهمال الحكومة له رغم مشاركته بـ 20 % كما ذكرنا من الناتج القومى فهو بذلك يكون ساخطا رافضا أن يكون تحت سيادة تلك الحكومة ويطالب بالإنفصال، وترتب على ذلك الإهمال أيضا أن المواطنين أنفسهم يرفضون وصفهم بأنهم إسبان ووصل الأمر الى رفض الكثيرين منهم التعامل باللغة الإسبانية ويرفع معظهم علم كتانوليا فى شرفات منازلهم ذو الشارة الزرقاء كما يعتبر المواطن الكتالوني أنه محتل من إسبانيا فأصبح الطريق معتم أمامه ويرى خلاصه في الإنفصال .
” موقف المغرب من انفصال إقليم كتانوليا ”
كان موقف المملكة المغربية من إنفصال إقليم كتانوليا موقفا رافضا وقامت بالتشديد على وحدة المملكة إسبانيا وسيادتها على جميع أراضيها . فقد إحترمت المغرب مبادئ القانون الدول كما قد صرح الناطق الرسمي بإسم الحكومة المغربية مصطفى الخليفي أن المغرب مع موقف إسبانيا حول الاستفتاء التى تسعى إليه كتانوليا كما ذكرت الصحافة الإسبانية أن المغرب أصدر أمر لمواطنيه فى إقليم كتانوليا بتجنب التورط فى النزاع وكان الداعي من تلك الأوامر قيام بعض النشطاء الأمازيغ فى دعم انفصال كتالونيا كما أبدت وزارة الخارجية دعم المغرب المطلق لإسبانيا وأكدت سيادتها على جميع أراضيها .
” التحركات الإسبانية لمواجهة تلك الأزمة ”
كان موقف الحكومة الإسبانية من مسألة الإستفتاء التى تسعى إليه كتانوليا قد دعت القادة في إقليم كتالونيا إلى إلغاء الإستفتاء الرامي إلى تقرير مصير الإقليم، إما البقاء ضمن اسبانيا أو الانفصال عنها.
وقد وصف رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي الاستفتاء بأنه وهم ، كما قضت المحكمة الدستورية في مدريد أن الإستفتاء ينتهك الدستور. كما قام الأمن الإسباني باعتقال عدد من شخصيات سياسية و أصدرت تعليمات بمنع تمويل الإستفتاء كما صادرت ملايين من أوراق الإقتراع .
” أسباب وقوف المغرب بجانب إسبانيا ”
من اللافت للنظر أن المغرب رغم احتلال إسبانيا لمدينتى سبتة ومليلة إلا أن موقفه كان مؤيدا لإسبانيا فهل يرجع ذلك إلى أسباب سياسية أم اقتصادية ولو وقفنا سويا أمام الأحداث السياسية المتشاتبه لوجدنا أن الخلافات السياسية دائما ما تتهشم على صخرة المصالح الإقتصادية ، وأمام تلك الأزمة لن نتعجل فى إصدار الحكم وسنسير معا لنري إن كان هناك تواجد إقتصادي إسباني فى المغرب له أثره على موقه المؤيد لإسبانيا أم لا ؟.
” التواجد الإقتصادي الإسباني بالمغرب “
1- إسبانيا أكبرشريك تجاري للمغرب و الشركات الإسبانية بالمغرب تزيد عن 800 شركة تنوع نشاط الشركات الإسبانية حيث نجد شركات العقار الطاقة السياحة الإتصالات المنسوجات والملابس الهدمات المالية والنقل .
2- وتعد إسبانيا ثاني مصدر للإيرادات السياحية بالمغرب حيث يحقق عدد السياح الوافدين من إسبانيا إلى المغرب ارتفاعا مستمرا منذ 2012 إذ وصل عددهم إلى 2,1 مليون سنة 2014 بزيادة 1,8 بالمائة مقارنة معسنة 2013 حيث يعد المغرب الواجهة الأولى للسياح الإسبان خارج أوروبا ، بحصة 6 في المائة. وفي هذا السياق وضعت وزارة السياحة المغربية مخططا طموحا لغزوالسوق السياحية الاسبانية ،التي تمثل الهدف الأول للمغرب. ويهدف مخطط الترويج 2014-2016 إلى استقطاب 2,6 مليون سائح في متمسنة 2016 أيبنمويناهز 26 في المائة .
3- أصبحت إسبانيا الشريك التجاري الأول للمغرب بحصة 16,3 بالمائة من المبادلات التجارية سنة 2014،متجاوزة للمرة الأولى فرنسا وتتقدم بشكل كبيرأيضاعلى القوتين العظمتين في العالم الولايات المتحدة (5,8 بالمائة) والصين (5,4 بالمائة).
4- قد بلغت المبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا،المنجزة في إطارالتبادل الحر( إتفاقية الشراكة) نحو 29 مليار درهم سنة 2013 أي 33 في المائة من مجموع المعاملات.
5- كما بلغت حصة الصادرات في هذا الإطار 28 ملياردرهم بحصة (23 بالمائة) وتمثلت بالأساس في المنتوجات الغذائية ومواد الاستهلاك .
6- سجلت الواردات 27 ملياردرهمبحصة (40 فيالمائة) وهمتبالخصوصا لمنتوجات النصف المصنعة .
7- حيث سجلت الصادرات المغربية نحواسبانيا ارتفاعابنسبة 134 في المائة،إذ من 13 مليار وصلت إلى 31مليار و600 مليون درهم.
8- أما الوارد اتفقد سجلت ارتفاعا بنسبة 158 في المائة ،فمن 15 مليارتصاعدت إلى 39 ملياردرهم.
نخلص إلى : أن هناك رأي أشار أن السبب سياسي وإعتمد ذلك الرأي على أن موقف المغرب نابع من موقف إسبانيا تجاه الصحراء الغربية ودورها ومساهمتها بالملف وبالتالى قام المغرب بالحافظ على موقفه المؤيد لإسبانيا أمام إقليم كتانوليا لتسجيل نقطة أمام الحكومة الإسبانية لإرضاءها ، فنرد عليه لنصحح له ما استشكل بأنه لا مجال للمقارنة بين اقليم كتانوليا الذي يعد جزء من الأراضي الإسبانية وبين الصحراء الغربية فالأولى هي داخلية خاصة بإسبانيا أما الثانية إحتلال مسجل لدى الامم المتحدة .
كما نجد أن هناك رأي آخر استنكر على المغرب تأييدها لإسبانيا وتدعم قرارات إسبانيا تجاه إقليم كتانوليا .
ونرد عليه : بأن تأييد المغرب لإسبانيا رغم احتلال الثانية ارضي الأولى ليس بالشيء المستغرب فهو نموذج متكرر من العلاقات الإقتصادية القائمة بين الإمارات المتحدة وإيران رغم إحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى ، فلم يكن هناك مانع فى التعاون المشترك بين البلدين رغم الإحتلال والنموذج الثاني النزاع الحدودى القائم بين تركيا وسوريا على لواء الأسكندرونة وكم كان هناك تعاون مشترك بين الدولتين حتى نشوب الأزمة السورية وعليه إذا رأينا مواقف سياسية مؤيدة يتوقف العقل عن فهمها لا بد من بذل المجهود فى البحث لكى نرى العلاقات الإقتصادية التى تربط الدولة التى تكمن فيها المشكله والمؤيدين لها سنجد إذا أن المتحكم فى القرارات السياسية هى المصالح الإقتصادية ومن أجلها تتغير مصائر الشعوب و حدودها .
بقلم عبير عبد القوي الأعلامي