رسالة من شخصيات كاثوليكية محافظة:
البابا ينشر البدع
روما، إيطاليا (CNN)
اتَهم عشرات من علماء الدين والقساوسة الكاثوليك المحافظين البابا فرانسيس بنشر ما وصفوها بـ"البدع"، في الديانة المسيحية، وذلك بسبب مواقفه غير التقليدية حيال عدد من القضايا التي تشغل الكنيسة والفكر المسيحي المعاصر، في خطوة تُعد هجوماً جريئاً، لكن قد يكون بدون نتيجة.
وتلقى البابا الرسالة الغنية بالطروحات اللاهوتية، والتي تحمل أربعين توقيعاً، في 11 أغسطس/آب الماضي، وفقاً لمُوقعيها. وحصلت الرسالة على 22 توقيعاً إضافيا منذ ذلك ونُشرت الى العامة السبت. وقال المُنظمون في بيانٍ صحفي إنهم يتكلمون بالنيابة عن "عدد أكبر" من رجال الدين والكاثوليكيين العاديين الذين "يفتقدون حرية الكلام."
لم يُجب البابا بشكل علني على الرسالة، كما رفض الفاتيكان التعليق، وقد وصف معدو الرسالة تحديهم "بالتصحيح" للبابا من قبل "أبنائه وبناته الروحيين."
وقال كتّاب الرسالة الذين يغلب عليهم الانتماء للتيارات المحافظة، إن قانون الكنيسة "يحضّ المختصين على عدم السكوت عندما يُضلل القسيسون الناس." الرسالة لا تتهم البابا نفسه بالابتداع، لكن بتأييد المواقف الهرطقية بخصوص الزواج، والحياة الأخلاقية، والقربان المقدس.
تتهم الرسالة البابا بتأييد سبع بدع بالتحديد، ومن أهمهم تقبله الواسع للمطلقين وللمتزوجين بعد الطلاق وسماحه لهم بممارسة الشعائر الدينية وتناول القربان المقدس. وقد أجاز البابا بذلك في وثيقة "أموريس لاتيتيا" في 2016 وتُعتبر الوثيقة مصدر شكاوى رجال الدين.
وصف البيان الصحفي الحدث بأنه "معلم تاريخي" حيث أنه لم يسبق له مثيل منذ العصور الوسطى. وأكد المؤرخون الكاثوليك أن عدداً من مُوَقعي الرسالة هم أعضاء من مجموعة المتمسكين بالتقاليد الذين انفصلوا عن الكنيسة الكاثوليكية.
ولا تحمل الرسالة توقيع أي كاردينال أو مطران على صلة جيدة مع الكنيسة الكاثوليكية. ومن أبرز الشخصيات الموقعة للرسالة المطران "برنارد فيلاي"، رئيس جمعية بيوس العاشر، وهي مجموعة من المتمسكين بالتقاليد الذين انفصلوا عن الفاتيكان بسبب القضايا العقيدية للبابا الأسبق، يوحنا بولس الثاني.
تَبِع نشر وثيقة "أموريس لاتيتيا" في 2016 المشاحنات والمقاطعات العلنية في داخل الكنيسة الكاثوليكية مما أدى الى عرض عدد من المطارنة حول العالم تفسيراتٍ مستقلة عن التعاليم. وفسرت مؤتمراتٍ مختلفة بين المطارنة من مالطا والأرجنتين وبولندا وألمانيا، وغيرها من الدول، حكم البابا فرانسيس بأساليب مختلفة. ويؤكد مؤيدو البابا أنه لم يغير في العقيدة الكاثوليكية، بل جدد طريقة تعامل الكنيسة مع حقائق عائلات هذا الزمن.