خبير الشؤون الأمريكية الذي أثار جدلا بمتجره للبقالة
من ركن صغير بمتجر بقالة يمتكله في حي "كوينز" بمدينة نيويورك، يطل المواطن مصري الأصل "حاتم الجمسي" عبر فضائيات مصرية وعربية كمحلل سياسي وخبير بالشؤون الأمريكية.
ثار الجدل في الآونة الأخيرة بشأن مدى أهلية الجمسي لإبداء آراء والتعليق على قضايا سياسية، مع الأخذ في الاعتبار بطبيعة عمله التي يراها البعض بعيدة عن "الدور الإعلامي" الذي يلعبه.
وبينما يقول حاتم إنه ملمٌ بالقضايا التي يتحدث فيها وأنه لا يُضر أحدا بظهوره التلفزيوني المتكرر، يرى خبراء في الإعلام أن هذا الأمر يمثل "سقطة مهنية" تستوجب المساءلة.
"يفهم جيدا"
صحيفة نيويورك تايمز أعدت تحقيقا نشرته على صفحتها الأولى عن الجمسي، متسائلة إذا كان منتجو الأخبار في المحطات الفضائية التي يظهر بها الجمسي على دراية بطبيعة عمله الأساسي في متجر البقالة.
وأمضى مراسل الصحيفة يوما كاملا مع الجمسي وجيرانه وزملائه في العمل للتعرف على طبيعة نشاطة اليومي الذي يستقطع منه بعض الوقت للظهور كمحلل سياسي وخبير في الشؤون الأمريكية من مدينة نيويورك.
محمد المحمدي، منتج الأخبار بمحطة "أون تي في" الفضائية المصرية أعرب عن دهشته مما أحدثته القضية من ردود فعل سلبية.
ويقول المحمدي، الذي اعتاد استضافة الجمسي خلال النشرات الإخبارية التي يعدها، إن الأخير "يفهم جيدا في الموضوعات التي يتحدث فيها".
وأكد على أنه لا يهتم كثيرا بطبيعة دراسة الجمسي أو الوظيفة الرسمية التي يشغلها.
وبالرغم من هذا، أبدى المحمدي مخاوف من أن تؤثر هذه القضية على وظيفته نظرا لحجم الانتقادات التي تعرض لها مؤخرا بسبب اختياره للجمسي كضيف يظهر في البرامج الإخبارية التي يعدها.
"سقطة إعلامية"
ومع نشر تقرير نيويورك تايمز، أعرب بعض خبراء الإعلام عن اعتقادهم بأن مثل هذه الممارسات تمثل "سقطة إعلامية" تستجوب مساءلة منتجي الأخبار في هذه المحطات التلفزيونية.
يقول صفوت العالم، رئيس لجنة تقييم الأداء الإعلامي السابق باتحاد الاذاعة والتلفزيون المصري، إن مصداقية الوسيلة الإعلامية "تأتي من مصداقية الضيوف الذين يظهرون عليها".
وأضاف العالم أن المعايير "المهنية" لاختيار الضيوف الذين يظهرون في النشرات والبرامج تؤكد على ضرورة وجود رابط بين تخصص الضيف ونشاطه العام وبين الموضوع الذي يتحدث فيه.
فلا يعقل مثلا أن يقوم "عامل بقالة" بعمل التحليل السياسي وإطلاق الأحكام العلمية السليمة على العلاقات المصرية الأمريكية أو تحليل السياسة الأمريكية وسلوك الرئيس دونالد ترامب تجاه منطقة الشرق الأوسط، بحسب العالم.
لكن الجمسي يؤكد أنه لا يهتم كثيرا بالانتقادات التي يتعرض لها.
وفي رده على الانتقادات التي تعرض لها بسبب ظهوره كمحلل سياسية عبر محطات فضائية عربية، يقول الجمسي إنه سعيد بعمله في متجر البقالة وسعيد بجذوره المصرية، وأنه يمثل "قصة كفاح" لمهاجر من مواطني "نيويورك" استطاع تحقيق حلمه بالظهور الإعلامي.
وكثيرا ما يمازح الجمسي زبائنه من رواد متجر البقالة، قائلا لهم إنهم ربما يكونوا موضوعاً لتحليلٍ سياسيٍ مميز خلال مداخلته المقبلة.
بي بي سي