حكايات الموت يرويها الناجون
زغاريد الفرح تحولت إلى صراخ
ترقد ام ربيع بمستشفى شرق المدينة وبجوارها ابنتاها وطفلتها مصابات فتقول كنت فى طريقى لحضور حفل زفاف ابنة شقيقتى بالقاهرة الا ان الحادث حال بيننا وبين الوصول لعائلتنا للمشاركة فى حفل الزفاف. ولحظة الحادث قمت باحتضان اطفالى الذين ارتفعت صرخاتهم فى حالة فزع وهلع، وانكفأت عليهم لاحميهم من اية صدمات وتمنيت لو ان الموت طرق بابنا نموت جميعا حتى لاأتركهم بمفردهم ولوعة فراقى تفتك بهم وتوسلت الى الله تعالى ان يحمى اطفالى لانى اخشى عليهم من لفح انفاسى فماذا سيكون حالى لو ان احدهم اصابه مكروه ضاع العائل الوحيد .
تحويشة العمر طارت فى الهواء
أما «هناء على احمد» ربة منزل.. ترقد بالمستشفى الجامعى مصابة بقطع فى الوجه، تقول كنت ذاهبة لبور سعيد لشراء جهاز ابنتى التى من المنتظر زفافها بعد عيد الاضحى الا ان الحادث تسبب فى ضياع تحويشة العمر الذى ادخرتها من قوتنا اليومى ومتطلباتنا الشخصيه لشراء جهاز ابنتى عندما تبعثرت حقيبتى امامى على القضبان وطارت الاموال فى الهواء وفقدت كل مابها وتضاعفت احزانى على الاصابات التى لحقت بى واموالى التى ضاعت وكادت روحى تصعد لخالقها لأنى محتاجة سنوات طوالا كى ادخر ذلك المبلغ ثانية ولكنى شكرت الله وحمدته الف الف مره عندما شاهدت اشلاء الجثث على القضبان وعرفت ان كنوز العالم لاتساوى نقطة دم واحدة.
وامام مشرحة الاسعاف بكوم الدكة تقف اسرة كاملة من سبعة افراد، يقول اكبرهم سنا واسمه «مراد السيد» عامل لقد ودعنا والدى لركوب القطار المشئوم للبحث عن فرصة عمل له وكان احد اقاربنا قد وعده بها الا انه راح ضحية الاهمال بالسكة الحديد وضاع مستقبلنا بينما انسالت الدموع على وجنات امه واشقائه، وراحت الزوجة تنعى رحيل السند والحماية والعصا التى كانت تتوكأ عليها.وفى ذات المكان يقول منير جورج لقد استقل شقيقى القطار ليحصل على عائد زراعة ثلاثة افدنة من احد اقاربنا بالقاهرة إلا انه راح ضحية الحادث المشئوم حيث لقى مصرعه وترك زوجته وابناءه لينعوا رحيله.
زيارة ما تمت
من داخل المستشفى الرئيسى الجامعى يقول عبد الستار هنداوى الذى يجلس بجوار شقيقه الذى اصيب بكسور متفرقة فى انحاء جسدة لقد كنا فى طريقنا لزيارة عمتنا التى لم نشاهدها منذ خمسة عشر عاما واحضرنا لها مأكولات واطعمة وفواكه ولكن الزيارة لم تتم بسبب وقوع الحادث الاليم ويضيف لقد فوجئت بالجثث تتناثر من حولى ولكن ارادة ربنا انقذتنى من موت محقق.
المصدر
ahram.org