الولايات المتحدة "توقف" البرنامج السري
لتدريب المعارضة السورية
أفاد مسؤولون أمريكيون بأن الرئيس دونالد ترامب أمر بوقف البرنامج السري الذي تديره وكالة المخابرات المركزية ( CIA) لتدريب جماعات المعارضة السورية.
وكان هذا البرنامج قد أطلق في عام 2013 عندما قرر الرئيس السابق باراك أوباما الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لاجباره على التنحي عن الحكم.
وقال المسؤولون إن قرار وقف دعم المعارضة السورية اتخذ قبل شهر تقريبا، وان تدفق الاسلحة والمعدات لهذه الجماعات قد تراجع الى حد بعيد منذ ذلك الحين.
وقال أحد المسؤولين إن القرار اتخذ بهدف تحسين العلاقات مع روسيا.
وكانت روسيا، التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد، قد طلبت مرارا وقف البرنامج.
يذكر ان الدعم العسكري الروسي لحكومة الرئيس الأسد قد ساعدته الى حد كبير غلى التمسك بالحكم رغم الحرب الأهلية التي اندلعت منذ سنوات ست، والتي خلفت أكثر من 400 الف قتيل وأجبرت 11 مليون سوري على النزوح واللجوء الى دول أخرى.
ولم يعلن عن القرار رسميا، لكن صحيفة الواشنطن بوست نشرت تقريرا عنه.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين قولهم إن وقف البرنامج يشير إلى رغبة الرئيس دونالد ترامب بإيجاد وسائل للتعاون مع روسيا التي ترى أن برنامج دعم المعارضة السورية يستهدف مصالحها.
كذلك يشير وقف البرنامج إلى تراجع رغبة الولايات المتحدة بإبعاد الأسد عن السلطة.
ويعتبر هذا نقلة نوعية في موقف الولايات المتحدة، فقبل ثلاثة اشهر فقط أطلقت صواريخ أمريكية على أهداف داخل سوريا رد اعلى اتهام الحكومة باستخدام أسلحة كيماوية.
وصرحت المبعوثة الأمريكية إلى الأمم المتحدة نيكي هيلي في ذلك الوقت بأن بلادها لا تتصور امكانية احلال السلام في المنطقة في حال استمرار بشار الأسد في رئاسة سوريا، حسب الصحيفة.
ورفض المتحدثون باسم وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) التعليق على الخبر.
وقالت الواشنطن بوست إن الرئيس ترامب توصل الى قراره هذا عقب اجتماع عقده في البيت الأبيض مع مستشاره للأمن الوطني هربرت مكماستر ومدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو، وقبل عقده مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين في المانيا في السابع من شهر تموز / يوليو الحالي.
وكان اتفاق لوقف اطلاق النار توسطت في التوصل اليه روسيا والولايات المتحدة قد دخل حيز التنفيذ في ثلاث محافظات سورية جنوبية بعد انفضاض القمة بيومين. ولكن من المعتقد ان قرار ايقاف دعم المعارضة عسكريا لم يكن احد شروط المحادثات بين الرئيسين الروسي والأمريكي.
وقال مسؤولون أمريكيون لوكالة رويترز للأنباء إن الدوائر الامريكية كانت تساورها شكوك منذ أمد طويل حول فعالية البرنامج، فبالرغم من عمليات التحري والتدقيق التي أخضعوا لها لم يتورع بعض المعارضين عن الانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية.
كما استهدفت الغارات الجوية الروسية مرارا المعارضين الذين تدعمهم المخابرات المركزية الأمريكية.
وقال مسؤول أمريكي إن القرار الذي اتخذه الرئيس ترامب لا يعد تنازلا مهما لروسيا نظرا لقوة القبضة التي يمسك بها الأسد بالحكم، مضيفا "انه عبارة عن اشارة الى الرئيس بوتين بأن الادارة (الامريكية) راغبة في تحسين العلاقات مع موسكو".
ولكن مسؤولا آخر وصف القرار في تصريح للصحيفة بأنه "بالغ الأهمية"، مضيفا ان "بوتين انتصر في سوريا".
بي بي سي