جبنة الحلّوم تجتاح بريطانيا..
على يد هذه اللاجئة السورية "الحازمة"
سي ان ان:
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)
مثل العديد من السوريين، اتخذت رزان الصوص قرارها بمغادرة وطنها سوريا، عقب اندلاع الأزمة السورية في العام 2012، وبالتحديد انفجار قنبلة أمام مكتب زوجها في العاصمة دمشق. ورغم أن زوجها نجا من الانفجار، إلا أن الزوجين اتخذا قرارهما بترك منزلهما في سوريا، والسفر مع أطفالهما الثلاثة إلى بريطانيا، بحثاً عن الأمان.
واضطرت الصوص والتي درست التحاليل المخبرية، أن تترك خلفها حلمها، بإكمال دراستها الجامعية في الصيدلة، وخصوصاً أنها كانت قد خططت مع زوجها رغيد صندوق، ببدء مشروع تجاري في مجال صناعة الأدوية.
ورسمت الصوص مستقبلاً لنفسها في المملكة المتحدة، إذ تحولت من طالبة للجوء، إلى رائدة أعمال في مجال صناعة الأجبان والألبان، وحصلت على العديد من الجوائز.
وقد بدأت الصوص بفكرة مشروعها، بعد أن لاحظت أن شهاداتها الجامعية لا تؤهلها للعمل في مجالها في بريطانيا، ما دفعها إلى العمل في مجالات أخرى مثل الترجمة.
وخلال ذلك الوقت، لاحظت أن جبنة الحلوم المشهورة، لم تتوفر بشكل دائم في بريطانيا، وإن توفرت لم تكن بالطعم الشهي ذاته، الذي اعتادت عليه في بلدها، الأمر الذي شكل نقطة الإنطلاق، لتأسيسها شركة مختصة بصناعة جبنة الحلوم الأصلية. وقد أمضت الصوص عاماً كاملاً في مطبخ منزلها، لمحاولة إعادة خلق طعم الجبنة السورية الأصلية باستخدام حليب يوركشاير المحلي. بينما قدمت أيضاً على برنامج تمويل حكومي يدعم روّاد الأعمال الناشئين بمبالغ معينة تساعدهم على تأسيس شركتهم.
وتمكنت الصوص في العام 2014، من تذوق طعم النجاح، من خلال حصولها على ترخيص يسمح لها بإنتاج وبيع أجبانها، حتى وصلت هذه المنتجات إلى المتاجر المحلية ومعارض الغذاء الموسمية. وسرعان ما انتشرت جبنة الحلوم السورية، لتشارك في مسابقة جوائز الأجبان العالمية، وربحت لعامين على التوالي الجائزة البرونزية والذهبية من بين 2750 منتجاً آخر.
وقد أثارت قصة نجاح الصوص إعجاب العديد من البريطانيين، ومنهم رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون، الذي رشحها لمركز سفيرة يوم المرأة العالمي في العام 2015.
وتقول الصوص: "كنت فخورة جداً أن سلطة عليا قدرت أعمالي كمهاجرة أو أجنبية قادمة من بلد حرب إلى بلد جديد."
وحالياً، تشهد أعمال الصوص نمواً كبيراً إذ تعمل اليوم مع أربعة موزعين، لتبيع أجبانها في جميع أنحاء المملكة المتحدة، من لندن إلى اسكتلندا، كما نقلت مصنعها إلى موقع أكبر، وحضرت الأميرة آن حفل الافتتاح.
وتقول الصوص: "عندما بدأت العمل اعتقدت أن فكرتي كانت جيدة حقاً، ولكنني لم أكن أتصور أنني سأصل الى هذا المستوى من النجاح خلال ثلاث سنوات فقط. أحسست وكأني كنت أهرب من نار ملتهبة خلفي، تعبت كثيراً وركضت كثيراً، ولكني فجأة وجدت نفسي فيما يشبه الجنة."