وتتواصل المناقشات الساخنة حول أنفلونزا الطيور ففي الحلقات السابقة من المنتدي تحدث الضيوف عن الموقف الصعب لأنفلونزا الطيور وانتشارها والاصابات البشرية وفي هذه الحلقة سألت الأخبار عن الفترة الزمنية المتوقعة للتخلص من انفلونزا الطيور وخروج الفيروس من مصر.. وتباينت آراء الضيوف.. بعضهم أكد ان الفيروس توطن ويحتاج فترة طويلة لاستئصاله.. بينما أكد معظم الضيوف ان تكاتف جهود المجتمع.. واتباع جميع معايير الالتزام تضمن لنا القضاء علي الفيروس خلال ثلاث سنوات. وطالب الخبراء بالاستعانة بالشباب وطلاب الجامعات في تنفيذ إجراءات الرقابة والترصد.. كما طالبوا بمساهمة معامل الجامعات الإقليمية في التحاليل والفحوص للحد من نقل الطيور المصابة بين المحافظات. وأكدت وزارة الصحة انها تعلن بكل شفافية عن عدد الإصابات أولا بأول قبل أي جهة أخري ...
في بداية الحلقة الاخيرة أكد د.محمد الشافعي وكيل اتحاد منتجي الدواجن ان انتشار المزارع بجانب العمران وعلي الطرق امر غير مطلوب وكانت هناك دعوي لخروج المزارع إلي الصحراء ولكن يجب الحرص الشديد اثناء النقل وايضا هناك مشاكل مثل عدم وجود خريطة مائية حتي نستطيع وضع استثمارات هناك ويجب ايضا مراعاة خط سير الطيور المهاجرة.
وقال ان وجود فساد في بعض التصاريح امر وارد ولكن يجب الا تكون هي القاعدة.. وطالب بايجاد مساعدين تنمويين بيطريين للتحصين والحد من الانتشار للمرض وقال ان هناك مدارس مثل مبارك كول ادخلت جزءا للتعليم الزراعي ويمكن الدخول معهم في حوار لتخريج مساعدين بيطريين.. وطالب بزيادة اعداد المجازر.
ثم تحدث د.احمد السنوسي رئيس قسم الفيروسات جامعة القاهرة مؤكدا انه فيما يتعلق بالمختبرات القادرة علي التعامل مع الفيروس الحي هناك بالفعل مختبرات حالية تنتمي الي المعمل المركزي بوزارة الزراعة ومختبرات فرعية بحلوان.. وقال انه لايوجد اي مختبر علي مستوي الجمهورية بخلاف وحدة النمرو يتعامل مع الفيروس الحي في عملية الزرع والانماء والاكثار.. وقال انه تم تخصيص قرابة ٠٣ مليون جنيه من جامعة القاهرة لانشاء مبني للفيروسات .. واضاف ان هناك ٤١ شركة تسوق لقاحات متباينة ومتنوعة الآن والمعمل المركزي يعمل بمثابة فلتر حقيقي لجميع اللقاحات الموجودة الآن التي لا تأتي بحماية ٠٨ ٪ ويتم اعدادها علي الفور.. وقال ان السلالة التي يمكن ان ينتج منها اللقاحات للاسف لدينا هي سلالة ضارية وتمت محاولات من بعض الاساتذة في المركز القومي للبحوث لتحضير لقاح »ترايل بادج« وهو حاليا تحت الاختبار وتم انتاجه بالتعاون مع بعض الجهات الامريكية والمعاهد البحثية وعند ثبوت كفاءته سيتم انتاجه محليا.
البحث العلمي
وأكد د.القاضي انه لم يحدث حتي الآن تحور للفيروس علي مستوي البشر ولكن حدث هذا التحور علي مستوي الطيور وهو في اتجاهه للانسان وهو ما يزيد من مستوي الخطورة.. واضاف ان تهميش دور البحث العلمي في مصر في المساهمة في مقاومة المرض له تأثير سلبي ولاتوجد دولة في العالم تهمش البحث العلمي في مثل تلك المشكلة واضاف ان السبب في البداية كان هو انه لايوجد تشخيص سوي في المعمل الرقابي.
وتدخل د. نصر السيد قائلاً: أتمني أن تشارك جامعات مصر كلها في تحليل العينات الخاصة بانفلونزا الطيور فنحن لدينا ١١ كلية طب بيطري في مصر أتمني أن تشترك كلها في عمليات الفحص والتحليل فبدلا من ان تأتي العينات من أقصي الصعيد أو وجه بحري إلي القاهرة ليتم فحصها في المعمل المركزي لماذا لا يتم فحصها في معامل الجامعات الإقليمية ولابد من الترصد الوبائي النشط للمزارع ثم للناس إلي جانب تكاتف جميع الجهات فلا تكفي جهود وزارات الصحة والزراعة ولكن هناك دور رئيسي لجميع أطراف المجتمع ووسائل الإعلام والمواطن والمحليات وجميع الجهات المعنية واتحاد منتجي الدواجن.. فعندما ننظر إلي دولة مثل تايلاند لها تجربة مميزة في الحشد الشعبي لمواجهة انفلونزا الطيور حيث تم تقسيم البلد كلها إلي مربعات وكل مربع مسئول عنه شخص ذو ثقل ومصدر ثقة بهذه المنطقة ولايهم تخصصه طبيب صيدلي مدرس وبذلك أصبحت البلد كلها مسئولة عن انفلونزا الطيور.. الحل الثاني هو اشراك جميع كليات الطب البيطري في المكافحة فنحن لدينا جيش من الطلبة فبدلا من الاعتماد علي عمال في سحب عينات من الدواجن اعتمد علي الطالب وبالتأكيد من الممكن وضع آلية لحشد اعداد هائلة وأيضا من كليات الزراعة.. وهنا تدخل أساتذة الطب البيطري المشاركون في المنتدي ليثنوا علي الفكرة مؤكدين ان توجه النشاطات كلها لمكافحة انفلونزا الطيور.
تجربة ناجحة
وأشار د. نصر السيد إلي أن هناك تجربة ناجحة لوزارة الصحة تم تطبيقها بالفعل علي أرض الواقع وهي حملات التطعيم ضد شلل الأطفال حيث يتم تحريك ٠٢١ ألف شخص خلال ثلاثة أيام يجوبون مصر كلها.. فكل كليات الطب ومدارس وكليات التمريض جيش قوامه ٠٦ ألف شخص يتم تحريكهم بالكامل.. وجعل أساتذتهم في الجامعة يقومون بالإشراف علي الطلبة للتأكد من أدائهم في الحقل العملي.
>> الأخبار: كانت لكم تجربة ناجحة في وزارة الصحة وهي القوافل الطبية التي تجوب المحافظات فلماذا لا تنظم قوافل بيطرية علي غرار ذلك وتمر علي كل المزارع؟ وتشترك بها الجامعات الإقليمية؟
الاستعانة بالجامعات
> د. نصر السيد: بالتأكيد الفكرة جيدة لأنه إذا استعنت بالجامعة الإقليمية لخدمة المحافظات المجاورة لها ستقوم بتنفيذ ذلك بصورة أفضل بكثير مما تقومبه الفرق الرسمية للتحصين والكشف لأنه سيستعين بأعداد كبيرة من الطلاب بجميع الفرق والمسألة لن تحتاج سوي لتمويل بسيط وتوفير وسائل انتقال.. من جهة أخري لابد مراجعة برامج التحضير بكليات الطب البيطري لكي تشترك الجامعات معنا يدا بيد في عمليات التحصين فهناك مشكلة بالوحدات البيطرية بسبب نقص الأطباء البيطريين والعمالة ولكن الجامعات بفكرها العلمي ستقوم بتفعيل عمليات التحصين.. النقطة الأخيرة في وسائل نجاح مواجهة انفلونزا الطيور تفعيل الرقابة الشديدة علي تحرك الدواجن من محافظة إلي أخري من جميع الجهات فعندما نجد طيور مصابة تنتقل من وجه بحري إلي قنا فذلك يعني دمارا لأن أي شخص لديه طيور مصابة يسرع في عمليات البيع والنقل ولابد من إعادة الرقابة المشددة التي تمت في ٦٠٠٢ حتي نستعيد السيطرة في ٩٠٠٢.
حرب بيولوجية
د. محمد الشافعي: في حرب ٣٧٩١ كان لدي الشعب المصري بجميع طوائفه احساس بأنهم يواجهون عدوا لذلك كانوا علي استعداد لفعل أي شيء وتقبل أي إجراءات والقيام بأي تضحيات بإيمان نابع من داخلها ونحن اليوم نعتبر في حرب ولكن ليست عسكرية فهي حرب بيولوجية ولابد ان يكون هناك تعبئة شاملة والجميع يعلم خطورة الموقف وكل الطلبة والأجهزة لابد أن تتحرك خلال الاجازات القادمة إلي الريف بعد فترة تدريب لكي يعلموا أهلهم في الريف والمدن خطورة الموقف ونحن كشعب نتجاوب سريعا مع الحدث خاصة إذا كان يمس أمننا ويشكل خطورة عليناولكن أحب أن أوجه سؤال للدكتور نصر السيد يتردد في الشارع المصري وهو هل كل الحالات المصابة يعلن عنها أم أن وزارة الصحة تخفي بعض الحالات بعد علاجها؟
إعلان فوري
د. نصر السيد: حتي الآن لم تسبقنا أي جهة في الإعلان عن أي حالة فوزارة الصحة تقوم بالإعلان بعد ظهور نتيجة المعمل بخمس دقائق لأن من مصلحتي عدم الإخفاء لأن وجود حالة إصابة تعني وجود حالات كثيرة معرضة للإصابة وبالتالي الانتشار. كما انني استغل كل حالة لبث الرعب لدي الجميع من انفلونزا الطيور وعلي كل حال نقوم بعمل تكثيف اعلامي شديد بمجرد ظهور أية حالة إصابة.
إشادة أم قصور؟
>> الأخبار: هناك تضارب بين ما تعلنه الجهات الرسمية منذ فترة عن الإشادة الدولية بالجهود المصرية في مكافحة انفلونزا الطيور وبين ما كشف عنه المنتدي اليوم من قصور في سيناريو المواجهة.. والتضارب في تحديد العمر المناسب لتحصين الطيور مما يعني اهدار التحصينات وعدم فعاليتها.
> د. نصر السيد: الإشادة كانت في نجاح مصر في السيطرة علي المرض بعد انتشاره في ٦٠٠٢ وقدرتها علي حصاره.. وهنا تدخل د. هشام سلطان مؤكدا ان الوضع في ٩٠٠٢ أصعب من ٦٠٠٢ وتم القضاء علي الثروة الداجنة.. ولكن استشهد د. نصر السيد ود. فتوح برئيس اتحاد منتجي الدواجن د. محمد الشافعي عن مدي زيادة الإنتاج.. وعن تضارب ما أثير حول الفترة المناسبة للتحصين أوضح د. مجدي القاضي استاذ الدواجن بجامعة بني سويف كلية الطب البيطري أن التحصين عمر يوم واحد كان مناسبا عند بداية ظهور المرض في ٦٠٠٢ لأن الطيور لم يكن لديها ما يعرف بالحصانة الأمية وهي التي تنتقل من أمهات الدواجن إلي الكتاكيت ولكن بعد ذلك أصبح المناسب هو التحصين من عمر سبعة إلي عشرة أيام.
فترات اجهاد
>> الأخبار: إذا كانت هناك حلول واضحة ومحددة تم طرحها من المشاركين بالمنتدي ومنهم أعضاء اللجنة القومية العليا لمواجهة انفلونزا الطيور مثل الدكتور نصر السيد والدكتور فتوح درويش.. فلماذا لا نراها علي أرض الواقع؟
> د. نصر السيد: في علم الوبائيات هناك ما يعرف بفترة الاجهاد نتيجة لطول وجود المرض ونحن في وزارة الصحة مررنا بذلك أثناء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال حيث فوجئنا خلال عامي ٢٠٠٢ و٣٠٠٢ باجهاد نتيجة للحملات المتكررة مما جعلنا نبحث عن حلول مبتكرة وغيرنا الاستراتيجية تماماوبدلا من معاقبة المقصر وضعنا مكافآت وحوافز ايجابية لمن يبلغ عن حالة.. وهذاما حدث في مكافحة انفلونزا الطيور وبعد ثلاث سنوات الأطباء البيطريين والبشريين والمحليات والمرور أجهدوا ولذلك فالأمراض الوبائية لابد في مواجهتها من فترات توقف تعيد خلالها تقييم الاداءو وضع استراتيجية جديدة مبتكرة تتناسب مع المرحلة الحالية ولذلك الآن بدأنا نتحدث عن الاستعانة بالطلبة في المواجهة باعتباره عنصرا جديدا مازال نشطا وصغيرا ولديه طاقة ورغبة في العمل.. وعاد الدكتور نصر إلي نقطة الإشادة الدولية مؤكدا انها مازالت موجودة والشهر الماضي كنا في مؤتمر بالهند أكد علي تميز مصر في الابلاغ المبكر ونسبة الوفيات بين المصابين.
السؤال الصعب
>> الأخبار: هل هناك تصور لكيفية انتهاء مشكلة انفلونزا الطيور؟ وإذا كانت الإجابة بنعم فما هي المدة التي نحتاجها لتنفيذ ذلك؟
> د. هشام سلطان: فيروس انفلونزا الطيور جاء لمصر لا ليكون زائرا عابرا ولكنه حضر ليتوطن بها.
> د. مجدي القاضي: دائما الأمل موجود ولكن بشرط أن نتبع الإجراءات العلمية السليمة في مواجهة المرض وإذا اتبعنا ما نشر في الدوريات العلمية في أبحاث والتجارب الناجحة للمواجهة في دول أخري سننجح في التخلص من المرض في فترة لن تقل عن خمس سنوات ولكن بشرط أن ننفذه كحزمة واحدة إذا تركنا إجراء واحدا منها فلا فائدة من الباقي وهي النقاط الستة السابقة.. إضافة إلي ذلك يجب أن يكون هناك تناغم بين العاملين في وزارة الزراعة والعاملين في البحث العلمي وبدون ذلك لن يستطيع أي طريق تحقيق نتيجة.. ثالثا تفعيل البحث العلمي في دراسة امكانية انتقال المرض إلي طيور وحيوانات وحشرات أخري فحتي الان نحن لانعلم فهناك أبحاث عالمية تؤكد ان الفيروس يصيب القطط والنمور وعجل البحر والحيتان والفئران وكل ذلك لم يتم عمل دراسة عليه نتيجة تهميش البحث العلمي رغم الخطر الفادح فمثلا الفئران منتشرة بكل المزارع وإذا كانت تصاب فبالتأكيد ستنقل المرض.
اكتمال المنظومة