|
|
| الراوي وفلسفة الزمان,المكان والسرد | |
| كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: الراوي وفلسفة الزمان,المكان والسرد 8/10/2009, 06:26 | |
| الراوي وفلسفة الزمان,المكان والسرد حكاية فوزي البورسعيدي لأحمد خير..نموذجا (*)...
*****
أحمد ضحية / ميريلاند فضاء عام :
(*) ما لفت إنتباهي منذ اللحظة الأولى , أن هذه الرواية(بورسعيد..ليفربول وبالعكس- حكاية فوزي البورسعيدي) للكاتب السوداني د. أحمد خير,تكاد تخلو من ذاكرتها السودانية المشتركة,إذ كرست سردها للإنشغال بالمجتمع المصري وآماله وأحلامه ,كمرآة تجري على سطحها الحياة المصرية بكل آلامها ومحاولاتها الدؤوبة لتخطي هذه الآلام...
(*) الزمن في الرواية عموما يجسد الرؤيا والفلسفة تجاه اليومي,فزمن الرواية ليس هو زمن التاريخ الذي يترك أثر خطاه في وعي الروائي, فهو زمن خاص تنهض فيه رؤيا النص..فالرواية فن زمني ,وبهذا الفهم الزمن الروائي تعبير عن رؤيا تجاه الكون والحياة والإنسان فهو يتسع ويتقلص ليخلق الإحساس بالمدة الزمنية الروائية ... كما أن النص الروائي يشكل في جوهره بؤرة زمنية تنطلق في اتجاهات عدة .. فهو زمن داخلي تخييلي من صنع الخيال الفني، وعلى هذا الأساس نجد أن حكاية فوزي البورسعيدي كغيرها من الروايات التي تعتمد الزمن المنطقي, ينبني الزمن فيها على السببية متفاعلا مع تتابع الأحداث وترابطها ,إذ تتوالى الأحداث وتتعاقب دون انحرافات بارزة في سير الزمن. وفي هذا الشكل يظهر التناغم بين زمن الحكاية وزمن الخطاب إذ يسير الزمنان في خط متسلسل كما في "حرافيش " نجيب محفوظ كمثال ...
(*) كما أن المكان كوسط أو حيز متجانس، تأخذ فيه الموضوعات الخارجية مواقعها، او بعبارة اخرى، توجد او تتجاور فيه الموضوعات والاشياء بصفتها الخارجية. وهو ما يحيل في حكاية فوزي البورسعيدي الى إشكالات عدة منها الادراكي الخاص والمعرفي العام، والانطولوجي الذاتي والوضعي الخارجي، بالاضافة الى العلمي الفيزيقي والمتافيزيقي ..فالمكان هنا جغرافيا واسعة(بورسعيد,ليفربول,بريطانيا,القاهرة)..وهو ينبثق وينمو عبر الدور الذي يلعبه في تجسيد الرؤيا والفلسفة تجاه الواقع المعاش، وما يتشكل من زمن خاص ورؤيا في النص.. إن انبثاق الأمكنة الروائية في ذهن الراوي الخفي في حكاية فوزي البورسعيدي كأماكن لهو انبثاقا للذات العاقلة روائيا (في العالم)، متصلة به ومنفصلة عنه, باعتبار أن العمل الروائي مبدئي ـ بطريقة ما ك"خالق لعالم" فوجود الاشياء والموضوعات الروائية،خلال السرد في علاقة جدلية مع الذات الروائية والآخرين هو ما ينمي الإدراك بعدم إمكانية فصل المكان عن عالم، او موضوع او آخر او غير.. كذلك لا يمكن ايضا فصل الزمان، أوالتصورات والمفاهيم، او بالاحرى المقولات التي تنهض بها الرواية والتي، لايتم بدونها فهم الشكل النهائي لحكاية فوزي البورسعيدي ...
(*) كما أشرنا فيما سبق إلى أن المكان في (بورسعيد..ليفربول وبالعكس..حكاية فوزي البورسعيدي) هو جغرافيا واسعة ,يتحكم في الحكايات التي تجري فيها راوي مركزي مهيمن "مع خيوط فجر كل يوم كان يسمع دبيب أقدام المارد وهو قادم إلى الحي مصحوبا بنباح الكلاب..ص 9 من الرواية"يتحرك هذا الراوي المركزي المهيمن بين وحدات السرد"البنى الحكائية"خلال زمن تعاقبي ممتد ..وهنا تجدر الإشارة إلى أن النقاد الإنجليز كانوا قد وقفواموقف المدافع عن سلطة الراوي في الرواية الحديثة أمام فوضى النقد الأمريكي، بعد الحرب العالمية الأولى, وما سببت من تداعيات في أسلوب الرواية، حيث اعتبروها نوعاً من الحكي يقال كيفما اتفق، متجاهلين البناء الروائي القائم على أركان الرواية الحديثة المطورة عن الرواية التقليدية، للمحافظة على المنظور الروائي، الذي يقع بين الراوي والمتلقي، أي بين الصياغة الفنية Formulation، والصوت الموصل لهذه الصياغة Voice، إلى المتلقي أو (المروي له) - كما أفضل تسميته - وقد تنبه جيرار جينيت إلى هذا المنظور منذ ظهوره في أواخر القرن التاسع عشر، ووجد في هذا المصطلح خلطاً عجيباً بين الراوي والرائي، أي الذي يروي والذي يتكلم، ووجد أن الراوي قد يتعدد في العمل الواحد، ومثل لذلك برواية (الأوديسا)، فأغلب أجزائها يرويها هوميروس، بينما هناك أجزاء يرويها أوليس (Ulysses)..وهنا في هذه الرواية يتحكم الراوي الخفي تحكما تاما في مصائر شخصياته,التي يعلم كل خباياها وتنامي أفعالها وردود أفعالها ومآلاتها في سرد تقريري تغلب عليه التوثيقية والتاريخية والمباشرة المحتشدة بالمعلوماتية ...
(*) السرد أكثر الوسائل جبروتا في بناء الشكل النهائي للرواية ,ذلك لأنه السبيل الذي نعقل به الأشياء كما يقول (جوناثان كوللر) في كتابه "نظرية الأدب" . كما أنه صيغة ضرورية لفهم نماذج السلوك ، وأحداث الحياة . ومن المسلم به أن لكل منا على الصعيد الفردي سردياته الخاصة, التي تمكنه من بناء ما هو عليه وما يتّجه إليه . وعلى طريقة سرد الناس للأحداث تفهم القضايا والأفكار والتوجهات .لذلك حكاية فوزي البورسعيدي تحاول في كثير من "تيماتها" بناء إدراك لعلاقة جدلية بين نمطي تفكير وحياة مختلفين بين عالمين(الشرق والغرب).. كما لا تكتفي هذه الرواية بمحاكاة الواقع بل مطابقته أيضا إذ لا نرى شارع 26يوليو أو مقهى زهرة البستان فحسب ,بل نتعرف على الشخصيات التي ترتاده وبأسماءها الحقيقية وهمومها,خلال السرد المحتشد بقضايا آيدلوجية : كأزمة العلاقة بين المثقف والسلطة ..فهذه الرواية هجست بالبحث والتحليل لقضايا متنوعة مثل عمليات التحديث وفساد الحكومات الوطنية ,إنطلاقا من موقع الفرد في سلم القيم الهرمي وفي الفضاء الجغرافي الواسع لقضايا(الشرق الأوسط)وعلاقاتها الكونية كأزمة العلاقة بين العرب وإسرائيل والغرب ,وتداخل هذه الأزمة مع مشكل التنمية وفشل مشاريع النهضة والتحديث ,لتفصح حكاية فوزي البورسعيدي عن خلاصة قولها الروائي ,ممثلا في مجموعة شركات البورسعيدي .كنموذج تنموي فاعل يجسد تضافر الإرادة الإجتماعية ,في ظل غياب الإرادة الحكومية ,ومؤسسات المجتمع المدني وأجهزة الضغط الإجتماعي ,التي تضغط على الإرادة الحكومية الغائبة غيابا تاريخيا تاما " إستوعبت مجموعة البورسعيدي كل قادر على العمل(...)أضحى المكان كخلية نحل يتواصل فيه العمل ليل نهار ..: ص 60 من الرواية)..
السرد وأسئلة الرواية :
(*)تمثل لغة السرد أحد أهم تجليات النص الروائي المعبرة عن كل ما يتضمنه النص من معالم شكلية أو بنيوية أو مضامين و أفكار فضلا ً عن تجسيد طبيعة العلاقة بين سلطة السارد( الروائي) من جهة و الرؤيا المهيمنة المعبر عنها في الرواية، و لغة الشخصيات حين تتحاور أو تتحدث أو حين تفكر عبر تقنية الحوار الداخلي أو تيار الوعي من جهة أخرى. و هكذا تتكون مستويات مختلفة للغة في السرد القصصي و الروائي، هي: لغة السرد المعبرة عن وجهة نظر الراوي، و لغة الحوار المعبرة عن وجهات نظر الشخصيات المختلفة حين تتحاور مع بعضها، و لغة تيار الوعي أو الحوار الداخلي للشخصيات التي قد تجسـد ما لا تريد أن تبوح به الشخصيات من آراء و رغبات.وفي هذه الرواية (حكاية فوزي البورسعيدي) يهيمن سرد تقريري مباشر. ربما أملته ضرورات الأفكار السياسية التي تعبر عنها (كالوحدة العربية والأوروبية والتجربة الناصرية)ما أخضعها لوطأة الإحساس بضرورة تأكيد إنتمائها لجنسها كرواية أكثر من الإنتماء للدعاية السياسية والبروبوقندا فهيمنة السياسي لا تعفي الرواية من الشروط الفنية و الشكلية للرواية بوصفها عملا ً فنيا ً في الدرجة الأولى,كما في الروايات التي هيمنت عليها الأفكار السياسية والإجتماعية مثل (الأم) لمكسيم غوركي، و (العقب الحديدية) لجاك لندن، و (الولايات المتحدة الأمريكية) لجون دوس باسوس، و ( قدر الإنسان) لمالروا، و ( مذكرات مجنون) للكاتب الصيني لو سون، و روايتي (1984) و ( حديقة الحيوان) لجورج أورويل، و (الأخوة الأعداء) لنيكوس كازانتيزاكس و روايتي(شرق المتوسط) و ( الأشجار واغتيال مرزوق) لعبد الرحمن منيف، و ( اللجنة) لصنع الله إبراهيم، و (ليلة مقتل الزعيم) لنجيب محفوظ،، و ( وليمة لأعشاب البحر) لحيدر حيدر , إلخ ...نجد كل هذه الروايات تمثل تقنيات فنية متقدمة بلغتها التي هي معالم أسلوبية واضحة الأثر في تاريخ الأدب الروائي. وفي محاولة لفهم الفضاء العام للعالم المركزي الذي هجست به حكاية فوزي البورسعيدي ,أو العوالم الثانوية التي تداخلت مع هذا العالم المركزي,الذي يشتبك فيه السرد التاريخي مع السرد الفني المنطوي على المسكوتات الشرقية الحارقة كالدين والجنس خلال تيمة الكاريكاتير الدنماركي وآيات شيطانية,نجد أن حكاية البورسعيدي تفصح خلال تقاطع التاريخي مع القصصي عن إحدى مسكوتاتها كقول روائي مهموم بأزمة العلاقة بين الشرق والغرب خلال المواقف الأخلاقية العنيفة وأحكامها القيمية الحادة...
(*) حكاية فوزي البورسعيدي كرواية تطرح أسئلة متجددة واجهتها من قبل بيضة النعامة لرؤوف مسعد,وبيروت بيروت لصنع الله إبراهيم ,إلخ.. حول الرواية كجنس تتجاور وتتحاور داخله أنواع سرد تنتمي لأجناس أخرى ,وهنا تحضرني رواية عالم صوفي لغاستن غاردنر التي هي عبارة عن بحث في تاريخ الفلسفة ..لكنها رواية,مثلما حكاية فوزي البورسعيدي رواية في أحد مستوياتها السردية كبحث في تاريخ الصحافة والإعلام في مصر وبريطانيا ..كذلك رواية العطر لباتريك زوسكند كبحث مميز في علم العطور والجمال ,وأفروديت لإيزابيل الليندي كمرجع في الطهي وعلاقة الطعام والتوابل بالحب والجنس,إلخ...
(*) من بين كل الجغرافيات الواسعة التي تحفل بها أحداث حكاية فوزي البورسعيدي (هذه الرواية الحافلة بالمعلومات السياحية) تطل بورسعيد في سرد تعاقبي ,بتاريخها وحيويتها ومتناقضاتها في حياة سكان الأحياء الفقيرة ,ومسيراتهم الوجودية ,لتحقيق أحلامهم الصغيرة والكبيرة ,فتندس في قلب هذا الفضاء حكاية جودة وانعام كغرام محكوم عليه بضغوطات اليومي ,لترتص إلى جانب هذه الحكاية حكايات أخرى ,تعبر عن فداحة الأزمة العائلية لحربي,وعوامل تعرية الحياة التي تضافرت على أم حسنين ,ونوستالجيا الرغبة -في الزوجة التي تآكلت شبابها خطى الزمن- عند الحاج إبراهيم الطاعن في السن حيث يصبح الحديث عن هذه الرغبة تعويضا عن الممارسة الفعلية ..ونبالة حُودة إزاء غرامه البائد والإنهيار المدوي لأحلام شلبية وعطوة.تشكل هذه الحكايا الإجتماعية حضورا إنسانيا عاليا في النص فوزي البورسعيدي...
خلاصة : (*) ومن بين كل هذا الركام الإجتماعي تنهض حكاية حسام ومنى كأسطورة مضافة للمارد الإنسان العادي ,لتكمل سيرة كفاح جيل بكامله إلتقى فيه الشرق بإستبداده وهزائمه ومراراته وتخلفه وتطلعاته ,بالغرب في قوته ومدينيته وديموقراطيته وازدهاره ..هذه الرمزية الخفية للإنسان البسيط الذي عمل الخيال الشعبي الشرقي على أسطرته ,بينما أسهم علم الغرب في تحويله إلى عقل جبار ,ليتكون المارد الأسطوري من علم الغرب والإرادة الذاتية ,التي منبعها التصورات الأسطورية لبورسعيد كناس ومكان ..
(*) هذا الإلتقاء الفاتن بين المعرفة التي حصل عليها البورسعيدي خلال دراسته وحياته في الغرب ووعيه الأسطوري ,الذي يحاكي الأسطورة الذاتية المستوحاة من الوعي الأسطوري للشعب "حتى الأمهات إستخدمن إسم المارد في تخويف أطفالهن ص 14 من الرواية.عملت سنية وحسن الزفر ومجموعة من المساندين لهما على بث الشائعة التي تقول بأن الجن قد جمع نفرا من الجن ليستولوا على الحي ص 49 من الرواية . نجحت صحف الإثارة في التركيز على أن موضوع شراء ونية هدم العمارة "تار بايت" بين الجان والست سنية ص 52 من الرواية".. الخيال الشعبي الأسطوري في إنتاجه لهذه الحكايا يستجيب لمخاوف غامضة ,عميقة الجذور. ثاوية في الوجدان الثقافي للشعب,وأسطورة المارد ككل الأساطير لا تخرج عن كونها ظاهرة شعبية بسيطة غير خاضعة للمنطق في واقع فاشل وغير معقول ,بحيث تتماهى فيه ويصبح من الصعب التمييز بينهما ..كما أن الأسطورة ليست بحاجة للتفاسير العلمية المعقدة ,فهي غامضة المصدر والمعنى ,وتؤثر في الشعب بقوة ..وفي هذا السياق يمكن مقارنة حكاية فوزي البورسعيدي بآخر الملائكة لفاضل العزاوي ,فالوعي الأسطوري الذي يتحكم في الشرق وهو وعي جمعي يقابله الوعي الفردي للغرب وهو ما تنحاز له هذه الرواية ضمن المقولات العديدة لحديثها الروائي ..
(*) وباقتراب البورسعيدي من تحقيق أسطورته الخاصة -بتعبير باولو كويلو في الخيميائي - حلمه الذي كافح لتحقيقه ,يتبدى وعيه بهذا الحلم فيما يتصل به من حلم متنامي لحسام ومنى, كما أن وعيه بأسطورته الذاتية وحلمه الخاص يجعلان منه إنسانا عاديا تماما ,كما ينبغي للإنسان المارد أن يكون..هذه الرواية في التحليل النهائي لهي تعبير عن قوة الفعل الإنساني بما يضاهي الأساطير. فروت لاند / ميريلاند 20/9/2009 ------------------- (*) دكتور أحمد خير مهاجر سوداني مقيم بالولايات المتحدة.صدرت هذه الرواية في 2007 عن الدار للنشر والتوزيع (القاهرة).
|
| | | عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: الراوي وفلسفة الزمان,المكان والسرد 8/10/2009, 06:31 | |
| الأخوة والأخوات الأعزاء أنقل لكم هذه المناقشة النقدية لتعم الفائدة ونتعلم من الأساتذة ****************
هذا رد الأستاذ الشربينى خطاب ***************** الأستاذ الفاضل / أحمد ضحية كل سنةوانت طيب أشرت في استهلال مقالك عن الرواية { ما لفت إنتباهي منذ اللحظة الأولى , أن هذه الرواية (بورسعيد..ليفربول وبالعكس- حكاية فوزي البورسعيدي) للكاتب السوداني د. أحمد خير,تكاد تخلو من ذاكرتها السودانية المشتركة,إذ كرست سردها للإنشغال بالمجتمع المصري وآماله وأحلامه ,كمرآة تجري على سطحها الحياة المصرية بكل آلامها ومحاولاتها الدؤوبة لتخطي هذه الآلام... } فهل بهذا الإستهلال تريد ان تقول أن أي كاتب لا يجوز له الكتابة إلا عن مسقط راسه أو قبيلته او محيطة الضيق علي الرغم من أبناء الوطن العربي يتكلمون لغة عربية واحدة هي وسيلة التوصيل الوحيدة لللإبداع العربي مثلما قرانا للطيب صالح " عرس الزين " أو حتي المترجم من الأدب العالمي إلي لغتنا العربية نقرأه بشغف ولا يهمنا من اي بلد كان المترجم وقد اشرت انت لبعض قصص عالمية دو ان تذكر مترجمها إلي العربية وجنسيته 00!! أو أنك تعني بهذا الإستهلال أن كاتب الرواية فقد هويته أو خائن للسودان و هذا الإستهلال من وجه نظري بمثابة حيثيات لحكم قاسي سوف تصدره عن الرواية فيقبله شعب السودان دون معارضه ومن يقف مع خائن سوف يصيبه رزاز من خيانته ولذلك اتهمت الرواية { وهنا في هذه الرواية يتحكم الراوي الخفي تحكما تاما في مصائر شخصياته,التي يعلم كل خباياها وتنامي أفعالها وردود أفعالها ومآلاتها في سرد تقريري تغلب عليه التوثيقية والتاريخية والمباشرة المحتشدة بالمعلوماتية ... }
{ لغة تيار الوعي أو الحوار الداخلي للشخصيات التي قد تجسـد ما لا تريد أن تبوح به الشخصيات من آراء و رغبات.وفي هذه الرواية (حكاية فوزي البورسعيدي) يهيمن سرد تقريري مباشر. ربما أملته ضرورات الأفكار السياسية التي تعبر عنها (كالوحدة العربية والأوروبية والتجربة الناصرية)ما أخضعها لوطأة الإحساس بضرورة تأكيد إنتمائها لجنسها كرواية أكثر من الإنتماء للدعاية السياسية والبروبوقندا فهيمنة السياسي لا تعفي الرواية من الشروط الفنية و الشكلية للرواية بوصفها عملا ً فنيا ً في الدرجة الأولى }ونود نشر رابط الرواية لنحكم عليها بعيداً عن تاثير الأحكام المسبقة فلكل متلقي زائقته خالص تقديري واحترامي |
| | | عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: الراوي وفلسفة الزمان,المكان والسرد 8/10/2009, 06:41 | |
| الأستاذ الفاضل الشربيني تحية طيبة وكل سنة وانت وكل الأخوة والأصدقاء في أسمار بخير. في وجهة نظرك أعلاه سألت السؤال التالي : ( هل تريد ان تقول أن أي كاتب لا يجوز له الكتابة إلا عن مسقط راسه أو قبيلته او محيطة الضيق علي الرغم من أبناء الوطن العربي يتكلمون لغة عربية واحدة هي وسيلة التوصيل الوحيدة لللإبداع العربي )..]لا يا سيدي الفاضل ما أردت أن أقوله قلته فعلا ,وبطبيعة الحال لست مسئولا عن كيفية فهم الآخرين لقولي ,وذلك لسبب بسيط جدا أن الطريقة التي يفهم بها الآخرون الأمور تخضع لعوامل عدة مثل خلفياتهم الثقافية والأجتماعية والسياسية.. معارفهم ,إلخ ..بإختصار كل مكونات وجدانهم ..والإنسان بطبيعة الحال إبن بيئته فهي الملهم والمنبع. لذلك تعبيره عن بيئته يكون أكثر عمقا من تعبيره عن بيئات أخرى..وبالطبع هذا لا يقف مانعا عن التعبير عن بيئات أخرى طالما لدينا فيها ذكريات تستفزنا للكتابة ,فالمهم هنا هو الصدق الفني الذي يجعلنا نشعر بالكلمة ككائن حي ..وفي السياق نفسه نستطيع التأكيد على كونية الكتابة فهي مهمومة بالإنسان كإنسان,لذلك كان غرامنا - وهنا أنا أعني جيلي - بكتاب أمريكا اللاتينية دون حواجز تجاه تعبيرهم عن بيئاتهم الموغلة في محليتها والتي لم تمنع هذه المحلية من إختراق حواجز الكون وإبهارالقراء في كل مكان.. لا يهمني عدد لغات الوطن العربي إلى جانب العربية,ما يهمني فعلا أن العربية لغة ساحرة ومعبرة,وعبرها تعلمنا الكثير مما لم نجده في لغاتنا الأم ... كما أنك ذكرت ( وقد اشرت انت لبعض قصص عالمية دو ان تذكر مترجمها إلي العربية وجنسيته 00!!) وهنا أتفق معك ..لكن صدقني عندما كتبت هذه الخواطر المتفرقة - والتي لا أسميها نقدا منهجيا بأي حال من الأحوال لأنها عبارة عن رؤيتي الخاصة جدا ,ولأنها الطريقة التي أحاول أن أفهم بها كتابات الآخرين وقد يبدو لك ذلك غريبا لكنه الحقيقة-التي تحولت بقدرة قادر-هذه الخواطر- إلى مقال.. كان أغلبها من الذاكرة وذلك بسبب طبيعة عملي فعندما تبدأ تكتب في أوقات الراحة تحدث أشياء تعيدك للعمل مرة أخرى وهكذا ,فتنقطع خواطرك وقد تجد نفسك تبدأ من نقطة مختلفة, لكن لا بأس سأورد لاحقا أسماء المترجمين. لكنك يا سيدي الفاضل الشربيني شطحت هنا شطحة غير مبررة تدخل في باب العجائب والغرائب إذ قلت - وليكفنا الله شر "القوالات"- أو أنك تعني بهذا الإستهلال أن كاتب الرواية فقد هويته أو خائن للسودان )..دكتور أحمد خير رجل فاضل وأكاديمي من طراز رفيع ومثل مفاهيمك التي خرجت بها من هذا المقال لم تخطر على بالي أو باله مطلقا,كما أن إستخدام مفهوم الخيانة في الأدب غير شائع في السودان مثل شيوعه في بلدان أخرى..وأحمد خير على الرغم من إقامته في أميركا لما يزيد عن ربع قرن لم يفقد هويته فهو سوداني أصيل لا تزال قيم مجتمعه السوداني هي دليل حياته , نسأل الله أن يكتب له الشفاء العاجل.. بالطبع أنا أحترم وجهة نظرك لأن هذا حقك..لكن ليس من حقك التنبؤ بالغيب الذي لايعلمه إلا الله,وإلا فأخبرني كيف تعرفني أكثر من معرفتي لنفسي فهذا ما يوحي به قولك( و هذا الإستهلال من وجه نظري بمثابة حيثيات لحكم قاسي "سوف تصدره "عن الرواية فيقبله شعب السودان دون معارضه ومن يقف مع خائن سوف يصيبه رزاز من خيانته ولذلك اتهمت الرواية ) لقد جنح بك الخيال في مقام ليس مقام جنوح وخروج عن النص ..ثق تماما أن شعب السودان ليس ساذجا وبسيطا ليتقبل الأمور على النحو الذي ذكرت.. فيما يخص رابط الرواية فهي ليس لديها رابط فقد أرسلها لي كاتبها بالبريد ,ويمكنك الحصول عليها عبر هذا العنوان الإليكتروني والتليفون في القاهرة وهو عنوان الدار الناشرة(الدار للنشر والتوزيع): حديثك عن الأحكام المسبقة في غير محله,فالحكم المسبق هنا هو أن تحكم على نص "قبل أن تقرأه فهل أنا الذي لم أقرأه" وربما تأتي لقراءته بعد ذلك على ضوء حكمك قبل قراءته..ولا أريد ختاما تأكيد أنني قرأت نص دكتور أحمد خير,موضوع السجال.. لكني أتساءل : ألا يوجد أي شيء إيجابي فيما كتبت عن البورسعيدي?..أكل ما كتبت هو المساويء التي حملتها وجهة نظرك?.. تقبل خالص تقديري وأحترامي لإهتمامك
|
| | | هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10158 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: الراوي وفلسفة الزمان,المكان والسرد 8/10/2009, 11:51 | |
| أستاذتى الغالية سلمتى وسلمت يداكِ دائما تقدمى كل ماهو رائع ومفيد بارك الله فيكِ وجعل كل ما تقدميه فى ميزان حسناتك |
| | | عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17868 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: الراوي وفلسفة الزمان,المكان والسرد 26/10/2009, 04:09 | |
| - هويدا رأفت الجندى كتب:
أستاذتى الغالية سلمتى وسلمت يداكِ دائما تقدمى كل ماهو رائع ومفيد بارك الله فيكِ وجعل كل ما تقدميه فى ميزان حسناتك
|
| | | نوارة الفيوم عضو مبدع
عدد الرسائل : 840 بلد الإقامة : الفيوم - مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6863 ترشيحات : 0
| موضوع: رد: الراوي وفلسفة الزمان,المكان والسرد 15/8/2017, 12:34 | |
| |
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|