جلسة صاخبة بالكنيست حول قانون “إحياء ذكرى النكبة” للنائبين الطيبي والسعدي
والوزيرة ريغف: لا يوجد شعب فلسطينيّ والنكبة أكذوبة
raialyoum
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
ناقشت الهيئة العامة للكنيست، اقتراح قانون “إحياء ذكرى يوم النكبة” الذي تقدم به النائب د. أحمد الطيبي، رئيس العربية للتغيير – القائمة المشتركة والنائب أسامة سعدي، والذي يقضي بأنْ يتم اعتماد تاريخ 15/05، من كلّ عامٍ، ذكرى يوم النكبة، حيث يتم خلال هذا اليوم من كل عام عند الساعة 12 ظهرا إطلاق صفارات الإنذار والوقوف دقيقتين حداد وإيقاف حركة السير حدادًا على أرواح الضحايا الذين استشهدوا خلال النكبة. كما يقضي اقتراح القانون بأنْ تقام في هذا اليوم فعاليات تثقيفية لإحياء ذكرى النكبة، وتنظيم مسيرات عودة إلى القرى المهجرة التي اقتلع سكانها منها عام 1948 وما تلاها، وتقوم الإذاعات الرسمية والمؤسسات الجماهيرية بتقديم برامج هادفة تخص ذكرى يوم النكبة. حيث على عكس ذلك قامت الحكومة الإسرائيلية بتشريع قانون لمعاقبة من يحيي النكبة وهذا القانون هو رد لذلك.
وفي كلمته أمام الهيئة العامة أشار النائب الطيبي إلى أنّ الدافع من وراء هذا القانون هو التماثل مع ألم الشعب الفلسطيني، هناك حقائق لا يمكن إنكارها، هناك مئات البلدات التي هُجّرت وسكانها اقتلعوا من أرضهم، وآخرين استشهدوا، لذلك فإنّ هذا القانون ينص على احترام آلام الآخرين. وأضاف: في الوضع الطبيعي والسليم كما حدث في جنوب إفريقيا وايرلندا، هكذا قانون يلقى تجاوبًا تلقائيًا، بينما في إسرائيل هناك وزراء لا يعترفون حتى بوجود شعب فلسطيني، وهذا يدل على الوجه الحقيقي لحكومة إسرائيل، بينما نحن نبدي تعاطفنا مع ضحايا الكارثة اليهود، قال النائب الطيبي.
كما تطرّق الطيبي إلى الذكرى الـ50 لاحتلال القدس الشرقية، واحتفال الكنيست بما يسمى “توحيد القدس″، حيث أشار إلى أنّ القدس الشرقية هي منطقة محتلّة وهي عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، فلا تنازل ولا تفريط عن ذرة تراب واحدة، فمهما طال الزمان أوْ قصر، الاحتلال سيزول وسينعم الشعب الفلسطيني بفجر الحرية، كما زال احتلال الحملات الصليبية والفرنجة من قبلكم الذي أغلق بوابات المسجد الأقصى 90 عامًا وغاب الفرنجة وبقي الأقصى، على حدّ قوله.
وفي ردها أمام الهيئة العامة للكنيست، على اقتراح القانون، قالت وزيرة الثقافة ميري ريغيف: نحتفل اليوم بمرور 50 عامًا على توحيد القدس ولا يوجد هناك ما يسمى نكبة، هذه ادعاءات كاذبة تقومون بترويجها، لا يوجد ما يسمى بالشعب الفلسطيني، لذلك فلا يوجد آلام لشعب غير موجود أساسًا. وأضافت: هناك عائلات تسمي نفسها على أنها فلسطينية بينما هم ولدوا في دول عربية. إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي والقدس عاصمة دولة إسرائيل الأبدية، قمت بارتداء الفستان في مهرجان كان للتأكيد على أنّ القدس الموحدة هي عاصمة دولة إسرائيل وتخضع للسيادة الإسرائيلية، على حدّ قولها.
ثم ردّ الطيبي على أقوال ريغيف: كان من المهم أنْ نقوم بطرح هذا القانون لكي تقوم وزيرة إسرائيلية باعتلاء المنصة وتقول بشكل واضح وصريح: لا يوجد ما يسمى شعب فلسطيني، هذه أكذوبة”، وأنا أرد على ادعاءاتك حول من ولد في هذه البلاد ومن ليس كذلك، بجملة واحدة: اقترح على من وصل حديثًا إلى البلاد عدم الحديث عن “أبناء البلاد”، لأننا نحن أبناء الأرض وملحها، هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة “إحنا أصحاب البلد واللي مش عاجبه، يلبس كمان فستان”.
ورد الطيبي على مهاجمة نواب اليمين لكوفية القائد الراحل ياسر عرفات قائلا: “كوفية أبو عمار فوق كل فساتينكم وفوق احتلالكم وفوق عنصريتكم، وهذا الشعب الشامخ موجود هنا في القدس وفي غزة وفي الشتات وفي غزة وفي الجليل والمثلث سينتصر على الظلم، سينتصر على العنصرية وسينتصر على احتلالكم. ثم أضاف الطيبي موجهًا أقواله لريغف: أنت تنكرين وجود شعب فلسطيني؟ إذن أنتِ “منكرة للنكبة ومنكرة للشعب الفلسطيني” (على غرار التهمة التي يوجهها اليهود لمن ينكر الهولوكوست).
وفي نهاية المداولات، التي شهدت صراخ وتدخلات نواب اليمين، صوتت الهيئة العامة للكنيست ضد اقتراح القانون بأغلبية 56 مقابل 11 صوت مما يفضح مرة تلو الأخرى التوجه الرسمي الإسرائيلي العنصري والمتطرف تجاه الأقلية العربية الفلسطينية في البلاد والتنصل من المسؤولية التاريخية عن نكبة الشعب الفلسطينيّ.