لما ثبتت أقدام المسلمين في مصر، بدأ الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه في تطمين خواطر أهل مصر واستمالة قلوبهم إليه، واكتساب ثقتهم به، والتواصل مع كبار القوم وعقلائهم، فضلا عن إجابة طلباتهم ورغباتهم.
ثم اتخذ عمرو بن العاص 3 قرارات في غاية الأهمية هي:
الأول.. استدعاء بنيامين البطريرك المصري الذي اختفى أيام هرقل ملك الروم، فكتب عمرو بن العاص أمانًا وأرسله إلى جميع الجهات يدعو فيه البطريرك للحضور, ولما حضر البطريرك وذهب لمقابلة عمرو بن العاص ليشكره على هذا الصنيع, أكرمه عمرو بن العاص, وأقسم له بالأمان على نفسه وعلى رعيته.
الثاني .. استعان عمرو في تنظيم البلاد بفضلاء القبط وذلك لتنظيم حكومة عادلة تضمن راحة الأهالي, فقسّم البلاد إلى أقسام يرأس كلاًّ منها حاكم قبطي ينظر في قضايا الناس, ورتب مجالس إدارية مؤلفة من أعضاء ذوي نزاهة واستقامة, وعين نوابًا من القبط ومنحهم حق التداخل في القضايا المختصة بالأقباط والحكم فيها بمقتضى شرائعهم الدينية والأهلية.
الثالث .. ضرب عمرو بن العاص الخراج على البلاد بطريقة عادلة، وجعله على أقساط, في مدد معينة مرتبطة بوفاء النيل وإنتاج الأرض؛ حتى لا يتضايق أهل البلاد.
وبالجملة, فإن القبط نالوا في أيام عمرو بن العاص راحة لم يروها من أزمان، وذلك بشهادة المؤرخين والكتّاب الأقباط الذين كتبوا عن تلك الحقبة.
lite.islamstory.com