الشيعة الروافض على مر تاريخهم يحلمون بقيام دولة تحمل مشروعهم الرافضي الخبيث فمنذ أن سقطت الدولة العبيدية الفاطمية الخبيثة – وذلك كما وصفها المؤرخون- بمصر، لم يصبح للشيعة دولة تمثلهم.
وظل الأمر على ما هو عليه حتى استطاع إسماعيل بن حيدر الصفوي أن يكوِّن دولة جديدة للشيعة كانت من أخبث الدول التي حملت مشروعا شيعيا رافضيا وتمددت وعملت في التشيع بقوة وذلك في إيران سنة (907 هـ = 1502م).
حيث يمثل تاريخ الدولة الصفوية في إيران منعطفا مهما في تاريخها، فبقيامها اتخذت إيران المذهب الشيعي الاثني عشري مذهبا رسميا، وكان لهذا التحول آثاره البعيدة في تاريخ إيران خاصة وتاريخ العالم الإسلامي عامة.
وكان إسماعيل شاه الصفوي شيعيا متعصبا متطرفا، سفك دم قُرابة المليون مسلم سني؛ وأحرق علماء أهل السنة وهم أحياء؛ من أجل فرض التشيع الاثني عشري على سكان البلاد، واستعان على ذلك بالعصبيَّة القبلية لقبائل القزلباش التركية، حتى استطاع أن يجبر سكان البلاد على التشيع بعد أن كانوا على السُّنَّة، وكان إسماعيل الصفوي شديد السطوة والبطش، حتى إن جنوده كانوا يسجدون له من شدة تعظيمهم له.
كما اتبع إسماعيل الصفوي سياسة التمدد الشيعي المذهبي، فعمد إلى نشر التشيع في البلاد المجاورة لدولته، وهذه السياسة جعلته يصطدم بقوة عظمى قائمة وقتها هي الدولة العثمانية السنية التي كانت تعتبر زعيمة العالم الإسلامي السني وقتها بعد أن ضعفت دولة المماليك السنية، وهذا الصدام جعل إسماعيل الصفوي يتجه إلى محالفة البرتغاليين الصليبيين الذين كانوا يناصبون المسلمين العداء الشديد، بل لهم طموحات صليبية في العالم الإسلامي؛ إذ كانوا يخططون لاحتلال المدينة، ونبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم لمقايضته بالقدس..
ومع علم إسماعيل الصفوي بمخطط البرتغاليين إلا إنه دخل في حلف معهم ضد العثمانيين والتاريخ سجل هذا التحالف كوصمة عارٍ في تاريخ الصفويين عمومًا والشاه إسماعيل خصوصًا، وإن كان غير مستغرب من الروافض، فتاريخهم طافح بأمثال هذه الخيانات والمؤامرات.
كل هذه الأمور أدت إلى قيام الحروب العثمانية الصفوية وكانت جالديران في 2 رجب 920هـ/ 22 اغسطس 1514م من أشهر معاركها والتي انتصر فيها العثمانيون السنّة على الصفويين الشيعة، ودخلوا عاصمتهم تبريز، وأوقفوا تمددهم.
lite.islamstory.com