تحذير من إدمان المهدئات وقطرات العين وبخاخ الأنف وأدوية التخسيس واحد من بين خمسة أشخاص يستعملون العقاقير المهدئة لديه قابليه للإدمان عليها
حذرت أستاذ علم الأدوية ورئيسة وحدة قياس ومراقبة الأدوية بمركز الملك فهد للبحوث الطبية بجدة الدكتورة سميرة إبراهيم إسلام من الإدمان على الأدوية، مبينة أن الإدمان عليها لا يقل خطرا عن الإدمان على المخدرات، بل يمكن أن يكون أشد خطرا، وذلك في محاضرتها التي قدمتها الأربعاء الماضي، ونظمها قطاع النشاط النسائي والطفولة بمنطقة عسير في إطار ملتقى أبها لصيف هذا العام.
وعرفت الدكتورة إسلام الإدمان بأنه فقدان الإحساس الواعي أو ضعفه، وقد يشمل جميع الجسم أو قد يكون موضعيا في منطقة معينة، أما التعريف القانوني فهو المواد التي تسبب الإدمان، وتسمم الجهاز العصبي ويحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لأغراض يحددها القانون، ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له ذلك، مثل المواد المستخدمة في العمليات الجراحية.
وأضافت أن التقرير السنوي للأمم المتحدة لعام 2006 لهيئة مكافحة المخدرات والجريمة التابعة للأمم المتحدة أن الإدمان على الأدوية وفق وصفة طبية يفوق الإدمان على الممنوعات التقليدية مثل الهيروين والكوكايين وغيرها في أوروبا وأفريقيا وجنوب آسيا.
تأثير على الجهاز العصبي
وصنفت المواد المخدرة بأنها أنواع منها المواد النفسية، وهي إما مواد طبيعية أو مصنعة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي عند الإنسان، ومن ثم النشاط العقلي، ومنها المثبطات والمنومات والمهدئات، وهي مواد كيمائية تسبب الهدوء والسكينة أو النعاس، وتستخدم في علاج الصداع والأرق، والمثبطات مثل الأفيون والمورفين والهيروين، والمنومات مثل الباربيتيوريك ، والفاليوم، والمنشطات، وتسبب النشاط الزائد وكثرة الحركة والأرق، وعدم الشعور بالتعب والجوع، وعقاقير الهلوسة التي تسبب الهلوسات والخدع البصرية والسمعية واختلال الحواس مثال LSD، والحشيش، والقنب الهندي والماريوانا، والمذيبات المتطايرة، وتؤثر على المخ والكبد والرئتين، وعند استنشاقها تؤدي إلى الهلوسة.
وعن مراحل الإدمان أوضحت الدكتورة إسلام أنه يمر بمراحل، أولها مرحلة التجربة الأولى وبداية السقوط، وهي عملية غير مأمونة وخطيرة، ومرحلة التعاطي العرضي، وفي هذه المرحلة لا يبحث المتعاطي عن المخدرات، بل يقبلها إذا عرضت عليه لنسيان الهموم أوفي المناسبات، ومرحلة التعاطي المنتظم، ويتم بصورة منتظمة ودورية يوميا أو أسبوعيا، وفيها يبحث المتعاطي عن المخدرات، ومنها يصل إلى المرحلة الرابعة، وهي مرحلة الإدمان، وفيها تصبح المخدرات جزءاً من حياة المتعاطي، يسعى جاهدا للحصول عليها.
تزايد نسب الإدمان
وقالت إن مستشفى الأمل بجدة أفاد أن نسبة الإدمان في السعودية خلال السنوات الخمس الأخيرة تزايدت 4 أضعاف ما بين رجال ونساء وأطفال، وقالت إن مشكلة الإدمان سببها سوء استعمال الدواء، مبينة أن الدواء قد يكون مسببا لحدوث أمراض ومضاعفات جانبية، وقد يكون سببا في تفاقم بعض الأمراض، وظهور أمراض كانت كامنة، مؤكدة أهمية الالتزام بتعليمات الطبيب من حيث مدة الاستخدام والجرعة المحددة ومواعيد الاستخدام والتحاليل المطلوبة، ومن هذه الأدوية الكورتيزونات والمضادات الحيوية ومسكنات الألم مثل البارسيتامول، والأسبرين، وأدوية الاكتئاب مثل البروزاك.
وعن تأثير الأدوية التي يساء استخدامها تقول الدكتورة إسلام "الأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي بالتنبيه أو التثبيط، تحدث تغيرا كبيرا في مزاج الإنسان وفكره وإحساسه وسلوكه، وهناك أدوية تستخدم في علاج حالات القلق والتوتر وبعض حالات الصداع، وبخاصة الفاليوم والآتيفان والروهيبنول، وتقسم إلى مجموعتين: المهدئات الكبرى: وهي تثبط من نشاطات المخ، وتهدئ من عمل الجهاز العصبي المركزي مثل المنومات المعروفة باسم البابيتيورات، والمهدئات الصغرى: وتعمل في أجزاء محدودة من المخ تتعلق بالوجدان والمشاعر، مثل البنزوديازبينات، ولها خاصية التهدئة ومنع الخوف دون تأثير على عمل قشرة المخ"، مشيرة إلى واحد بين خمسة أشخاص من الذين يستعملون العقاقير المهدئة لديهم قابلية الإدمان عليها.
إدمان أدوية التخسيس
وحذرت الدكتورة إسلام من إدمان أدوية التخسيس، مبينة أن كل أدوية التخسيس بدون استثناء تحتوي على مواد قد تسبب على المدى البعيد حالة الإدمان، لأنها تحتوي على مادة الإمفيتامين المنبهة والمنشطة للذاكرة، وهي تؤثر على عصب المخ المسؤول عن الشهية، مما يساعد على فقدان الشهية، وزيادة الجرعة ينقص الوزن، مما يجعل الطريق للإدمان سهلا وبسيطا.
وتحدثت عن إدمان بخاخ الأنف وقالت: "من الصعب أن يتصور المرء إمكانية الإدمان على بخاخ أنفي مضاد للاحتقان، فهذه الأدوية تؤخذ عند الإصابة بالرشح أو التهاب الجيوب، أو أي حالة تترافق مع أي احتقان أنفي، إلا أن استخدامها يجب أن يكون لمدة محدودة، حوالي ثلاثة أيام، لا أكثر، مثل: صودإفيدرين وزيلوميتازولين.
وحذرت كذلك من إدمان المسهلات والاستعمال المتكرر لأدوية الإسهال، فمن الممكن أن تؤدي إلى الإدمان، حيث تحتوي على مواد تسبب الإدمان مثل مادة الفينول فيثالين، وتعمل هذه المسهلات بواسطة تهييج الغشاء الداخلي للأمعاء، والذي يثير بدوره الأعصاب مسبباً انقباضاَ في العضلات، وقد تؤدي إلى انحلال خلايا الأعصاب بشكل دائم، فتصبح الأمعاء شبه مشلولة، مما يجعل الإمساك أسوأ مما كان قبل استعمال المسهلات.
إدمان قطرات العين
وتحدثت أستاذة علم الأدوية عن إدمان قطرات العين، حيث إن أغلب المرضى المصابين بتحسس عيني، يواظبون على استخدام القطرات لفترة طويلة، وتقلص هذه القطرات الأوعية الدموية، فتبدو العين أكثر بياضاً، واستخدامها ثلاث أو أربع مرات باليوم لعدة أسابيع قد يسبب ظاهرة ارتدادية، وهي الحاجة إليها كل بضع ساعات للتخلص من الاحمرار، وعند التوقف تصبح العين أكثر احمراراً مما كانت عليه.
وأضافت أن أغلب الأدوية المسكنة للسعال تحوي على الكودئين، وهو المسكن الرئيسي للسعال، والإكثار منها يسبب الإصابة بالإمساك والغثيان، ومع ذلك فإن بعضهم يكتسب قدرة على احتمال هذه التأثيرات الجانبية، فيصل به الحال إلى إدمان الكودئين، مبينة أن علاج إدمان الكودئين يتم وفق برنامج تخصصي لإزالته تدريجياً من الجسم برعاية طبيب مختص...
وأكدت الدكتورة إسلام ضرورة توعية المجتمع بخطر الإدمان على الأدوية، وأنها لا تقل خطرا عن الإدمان على المخدرات.
منقول
أبها: نادية الفواز، سامية البريدي