الطبيب المصرى الذي أنقذ يهودا من الهولوكست
نشر موقع المصدر الإسرائيلي قصة طبيب من أصول عربية مصرية، أنقذ أسرة يهودية من النازيين إبان المحرقة (الهولوكوست) التي يحل ذكراها اليوم.
ويدعى الطبيب محمد حلمي ويعتبر أول عربي يحظى بالاعتراف به كأحد "أنصار الشعب اليهودي"، وذلك لأنه انقذ أسرة يهودية في فترة "الهولوكوست" في ألمانيا النازية.
ولم يُعثر على ورثة حلمي بعد، ليحصلوا على شهادة "الشرف" التي تمنحها منظمة "ياد فاشيم" للأفراد من غير اليهود الذين أنقذوا يهودا في فترة الهولوكوست.
وبحسب الموقع فقد كانت قصة محمد حلمي منسية وغير معروفة طيلة السنوات التي مضت، ولكن وُجدت مؤخرا رسائل أرسلتها في الخمسينيات والستينيات شابة يهودية إلى مجلس الشيوخ في برلين، وتروي فيها كيف أنقذ الطبيب العربي حياتها وحياة أسرتها، بعدما اكتشف أمرها النازيون.
ويذكر الموقع أن الدكتور محمد حلمي ولد في الخرطوم، السودان، عام 1901، لوالدين مصريين. وسافر عام 1922 إلى ألمانيا ليتعلّم الطب ومنذ ذلك الحين عاش في برلين.
وبعدما أنهى دراسته عمل مساعدا في مستشفى على اسم "Robert-Koch" وقد حظي فيه باعتراف كبير من مسؤوليه.
وأضاف الموقع: "وبما أن حلمي وفقا للقوانين العنصرية لم يُعتبر من العرق الآري، وإنما كان "حاميا" (من ذرية حام، الابن الثاني للنبي نوح)، فقد شكّل ذلك عائقا أمام تقدّمه المهني. وصلت هذه الحقيقة، بالإضافة إلى موقفه النقدي المعلن تجاه رؤساء النظام النازي، إلى أسماع رجال "الغيستابو" (شرطة الدولة السرية) في ألمانيا النازية. وفي عام 1937 أقيل من عمله في المستشفى، وحُظر عليه العمل في أي مستشفى عام بل وحُظر عليه التزوج من خطيبته الألمانية.
وفي العام 1939، اعتُقل حلمي إضافة إلى مواطنين مصريين آخرين، ولكن أطلِق سراحه بعد نحو عام لأنه كان يعاني من مشاكل صحية.
ويذكر الموقع الإسرائيلي كيف أن حلمي خاطر بحياته بهدف إنقاذ أصدقائه اليهود. فعندما بدأ ترحيل اليهود من برلين، كانت آنا غوتمان من أسرة بوروس، من أفراد العائلة والبالغة من العمر 21 عاما، بحاجة إلى مكان للاختباء. فقدّم لها حلمي مأوى في مقصورة كان يملكها في حيّ بوخ (Buch) في برلين، وكانت كملاذ آمن لها حتى نهاية الحرب.
وبعد انتهاء الحرب كتبت آنا غوتمان: "صديق أسرتنا الطيب، الدكتور حلمي... أخفاني في مقصورته في برلين، منذ 10 آذار عام 1942 وحتى انتهاء القتال. منذ العام 1942، لم أكن على علاقة مع العالم الخارجي. كان يعلم رجال الغيستابو أنّ الدكتور حلمي هو طبيب أسرتنا. وقد علموا أيضا عن مقصورته في برلين".
وأضافت في رسالتها: "لقد نجح حملي في التهرب من جميع تحقيقاتهم. في حالات عديدة كان الدكتور حلمي يخبئني خلال فترات الخطر لدى معارفه، وكنت أتنكر وكأنني ابنة أخيه من درسدن لعدة أيام. بعد زوال الخطر، كنت أعود إلى المقصورة... كل ما فعله الدكتور حلمي من أجلي كان نابعا من لطفه، لذلك أعبر عن امتناني له إلى الأبد".
ويسرد الموقع تفاصيل مساعد الدكتور حلمي لأسرة آنا الكونة من والدتها جولي، وزوجها من الزواج الثاني، جورج ويهر (Wehr)، وجدّتها سسيليا رودنيك أيضًا حيث وفر طوال فترة الاختباء الخدمات الطبية التي كانوا بحاجة إليها وزوّدهم بالأدوية.
وقد نجا أفراد الأسرة الأربعة بمساعدة الدكتور محمد حلمي الذي بقي في برلين وتزوج من خطيبته. وتوفي عام 1982.