الإعجاز العلمي في القرآن الكريم د. صلاح خلف
استاذ جراحة القلب الصدر
شـفـاء الجـــروح ؟
هناك فرق كبير بين التداوي أو العلاج وبين الشفاء ففي اللغة( داوي) المريض ونحوه ودواء أي عالجه و(تداوي) أي تناول الدواء أو العلاج وعلي العكس( شفي) الله المريض شفاء أي أبرأه من علته أي أن العلاج هو أخذ الوسيلة والشفاء هو تحقيق الهدف من العلاج. فعندما يصاب الانسان بالجروح ويتم التئامها فان هذه الجروح تمر بمرحلة نضج وتزداد شدتها يوما بعد يوم فكيف يحدث ذلك؟ بعدحدوث الجرح تمر عدة مراحل لاصلاح هذا التلف منها مرحلة الالتهاب الاصابي الحاد
ومرحلة غزو الانسجة بالخلايا لتكوين النسيج المحبب ومرحلة زيادة الدمويةبالجرح ومرحلة نقص الدموية بالجرح ومرحلة تقلص الجرح وفي اثناء هذه المراحل يتم تكاثر وهجرة الخلايا الطلائية المجاورة من الجلد ليتم تغطية الجرح بالنسيج الطلائي المقاوم للميكروبات.
ويلعب النسيج المحبب والألياف الغروية دورا مهما في نضج الجرح. فالنسيج المحبب يتم تكوينه في حالات عديدة منها الالتهابات المزمنة والجروح المفتوحة والكسور والجلطات(Theombus) وفي حالات التنكرز(Infarct) والاورام حيث يمثل هذا النسيج الارضية(Strona) التي ينضج فيها الورم. ويتم غزو مركز النسيج المحبب ببراعم الشعيرات الدموية(Capillargbud) والخلايا الليفية(Fibroblasts) ثم تمتد الخلايا الطلائية الداخلية بين الفجوات علي هيئة ما يسمي(Pseudopodia) أو الاقدام الكاذبة في النسيج الضام الموجود في الفجوة بين ضفتي الجرح والذي يحتوي علي بروتين ويكون مناسبا لتكوين الالياف الغروية حيث تكون أولا من مادة(Ygpettcollagen) وتكون دقيقة جدا ثم بعد ذلك تتكون من مادة(TypeIcolladen) وهي الالياف الناضجة والتي تكون مستقبلا اثار الجرح الليفي أو تتكون الخيوط هذه من نشاط الخلايا الليفية(Fibroblasts)
والتي تفرز مادة غروية تذوب وهي(Collagen) ثم تتحد مع بعضها البعض لتكون الالياف(Fibrils) وقد تتركز هذه المادةلتربط الالياف ببعضها البعض وتقويها كماتقوم هذه الالياف ايضا بافراز المادة الارضية(Cbroundsubstan) ومع تقدم نضج الجرح فانه يتكون الياف عصبية واخري ليمفاوية وهذه الاخيرة تنشأ من الاوعية الليمقاوية السابقة ومن الطريف ان هذه الاوعية الليمفاوية لايمكن ان تتلاقي مع الاوعية الدموية التي تتكون في نفس المكان في عملية التئام الجرح ومع نمو الالياف العصبية تبدأ الأوعية الدموية الغنية في الانقباض في مرحلة تسمي نقص الدموية(Devascularisation)
حيث يتم إغلاق الأوعية الدموية إما عن طريق عملية إضمحلال(Atrophy) أو عن طريق عملية انسداد للأوعيةالدموية المفتوحة سابقا(EndarteritisObliterans) حيث يحدث تكاثر للخلايا المبطنة للاوعية الدموية من الداخل وهذه العملية تؤدي في النهاية الي تكوين اثر للجرح باهت وغير دموي(PaleavascularScar) ثم تختفي الخلايا البدنية وتتكون مادة شفافة واحيانا يترسب الكالسيوم والعظام, ثم تزداد قوة الجرح يوما بعد يوم وتتوقف علي كمية المادة الرغوية والتي تصل الي اقصي كمية لها عند80 يوما ثم تقل بعد ذلك تدريجيا بينما تزداد قوة الجرح(TensileStrength)
بعد ذلك بالتدريج لمدة شهور ويكون المسئول عن هذه الزيادة هو الارتباطات المتقابلة(Ross-Linkage) بين هذه الالياف بينماتحتوي المادة الغروية الحديثة علي نسبة كبيرة من المادة الغروية الذائبة. وتعتبر شدة الجرح عاملا رئيسيا في نجاح العمليات الجراحية والتئام الجروح بينما يؤدي ضعف الجرح(Wounddehiscence) إلي مشاكل كثيرة. وهناك عوامل كثيرة تؤثر علي شدة التئام الجروح منها.
(ا)العوامل الموضعية:
مثل ا ـ اتجاه الجرح: فالجروح الموازية لخطوط لانجرز(LinesofLanger) تلتحم بسرعةعن هذه الجروح العمودية علي هذه الخطوط ولذا يراعي ذلك في اتجاه الجرح اثناء العمليات الجراحية فالجروح الموازية للثنيات(Creases) أو الموجودة بها يكون التئامها احسن.
2 ـ وضع الاربطة المساعدة مثل اربطة البطن المساعدة(Abd.Support).
3 ـ الجروح السابقة: فاذاكان هناك جرح سابق يكون الالتئام اسرع.
(ب) العوامل العامة: مثل
1 ـ الامراض المزمنة: مثل الفشل الكلوي والكبدي يكون التئام الجروح ابطأ من الطبيعي.
2 ـ نقص الفيتامينات مثل نقص فيتامين(C) كان في حالات مرض الاسقربوط(Scuvg) يؤدي الي زيادة نشاط الانزيم المحلل للمادة الرغوية وضعف الجرح وهكذا يتضح ان عملية التئام الجرح ليست هينة ولكنها في منتهي التعقيد والوصول بالجرح الي الشدة اللازمة كذلك ايضا وصدق من قال في كتابه الكريم في سورة الشعراء آية80 منذ اكثر من1400 عام وإذا مرضت فهو يشفين