أفادت دراسة أجراها اتحاد نقابات العمال في بريطانيا بأن أكثر من نصف السيدات صرحن بأنهن يتعرضن للتحرش الجنسي في العمل، واعترف معظمهن بأنهن لم يبلغن عن حدوث تلك الوقائع.
ورصدت الدراسة، التي شملت 1500 سيدة، تعرض 52 في المئة منهن للمشكلة، وأشارت إلى أن ثلث عددهن تعرضن لنكات غير لائقة، في حين قال ربع عدد السيدات إنهن تعرضن لملامسات غير مرغوب فيها.
وقالت فرانسيس أوغرادي، رئيسة الاتحاد، إن تلك الحوادث تترك أثرا وشعورا مخزيا فضلا عن الخوف لدى السيدات.
وأضافت لبي بي سي :"ذلك يجعلنا تعساء في العمل الذي نرغب في أن نؤديه باحترام من الجميع".
كما وصفت ذلك بـ "فضيحة" نظرا لأن قلة من النساء يشعرن بأن رؤسائهن يتعاملون مع القضية بطريقة مناسبة.
وقال الاتحاد إن التحرش الجنسي في العمل قد يأخذ أكثر من شكل، من بينه تعليقات غير مناسبة ونكات عن الحياة الجنسية لزميل وقد يصل الأمر إلى حد اللمس أو المعانقة أو التقبيل أو طلب تقديم خدمات جنسية.
وقال مكتب نصائح المواطنين إن التمييز الجنسي قد يحدث بين أناس يتقدمون للحصول على ترقية أو عمل مرن، وأيضا عندما يتخذ قرار بشأن من وقع عليه الاختيار للفصل أو التدريب أو تقديم فرص لتنمية المهارات.
وتوصلت الدراسة إلى أن تسع من مجموع عشر حالات يكون مرتكب فعل التحرش رجلا، في حين قال 17 في المئة إن الفاعل هو المدير المباشر أو شخص يتمتع بسلطة مباشرة عليهن.
وقالت نحو 79 في المئة من السيدات إنهن وقعن ضحايا للتحرش الجنسي ولم يبلغن رب العمل.
وقالت نسبة قوامها 28 في المئة إن الخوف دفعهن إلى عدم الإبلاغ خوفا من أن يؤثر ذلك على علاقتهن بالعمل، في حين خشيت مجموعة نسبتها 15 في المئة على مستقبلهن المهني.
وقالت نحو ربع الحالات (24 في المئة) ممن لم يبلغن عن وقائع تعرضهن لتحرش إن السبب هو شعورهن بعدم تصديق البعض لهن أو عدم التعامل بجدية، في حين قال 20 في المئة إنهن شعرن بإحباط.
وتزداد نسبة السيدات اللاتي يتعرضن للتحرش بين الشابات، وقال نحو الثلثين (63 في المئة) من السيدات، حوالي 138 سيدة، تتراوح أعمراهن بين 18 و 24 عاما ممن شملتهن الدراسة إنهن تعرضن لتحرش جنسي.
وتوصلت الدراسة إلى أن:
- 28 في المئة من المستجيبات للدراسة تعرضن لتعليقات ذات طبيعة جنسية تتعلق بأجسامهن أو ملابسهن في العمل.
- 20 في المئة عانين من تعليقات شفهية جنسية غير مرغوب فيها في العمل.
- 12 في المئة تعرضت لملامسات جنسية أو محاولات تقبيل غير مرغوب فيها في العمل
وقالت أوغرادي : "من حقهن أن يسألن لماذا لا نضع حدا لهذا النوع من السلوك. نطالب بتطبيق إجراء أكثر صرامة من أصحاب العمل، كما نرغب من الحكومة أن ترسل إشارة واضحة بأن هذا النوع من السلوك يتنافى مع القانون".
وأضافت : "أعتقد أن الحقيقة الأكثر قلقا بالنسبة لنتائج الدراسة هي عدد السيدات اللاتي يشعرن بعدم القدرة على الإبلاغ".
وقالت سيدة شابة لاتحاد نقابات العمال البريطاني إنها في عملها السابق كانت تعمل بمفردها وسط زملاء ذكور في غرفة مبيعات.
وأضافت : "كانت التعليقات الجنسية بشأني أو بشأن أخريات، لي أو على مسمع مني، واقع من طبيعة العمل اليومي. كانت بعض هذه التعليقات عنيفة في طبيعتها".
حقوق أساسية
ويحث مكتب نصائح المواطنين على إتخاذ إجراء في أسرع وقت ممكن إذا تعرضت ضحية لتمييز جنسي أو تحرش جنسي في العمل من بينها:
- إخبار الشخص بالكف عن ذلك إذا توافر عنصر الآمان.
- إخبار المدير بما يحدث، وكتابة الواقعة والاحتفاظ بنسخة منها.
- إخبار إدارة العاملين أو نقابة العمال.
- الحصول على نصيحة.
- تجميع أدلة من خلال الاحتفاظ بيوميات للوقائع، من بينها الوقت والتاريخ والموقع وما قيل أو حدث ومن هو المتورط ومن الشاهد على ذلك.
- وإذا لم تنجح الإجراءات غير الرسمية، لابد من رفع شكوى رسمية مكتوبة لرب العمل.
bbc.com