العلاقة بين الإنترنت واكتئاب المراهقين
يتم تعريف إدمان الإنترنت بالرغبة التي لا يمكن السيطرة عليها للتصفح, التوتر والمحاولات المتكررة لوقف الاستخدام.وجدت دراسة جديدة علاقة بين إدمان الإنترنت وبين الاكتئاب وتعاطي المخدرات لدى المراهقين. في الدراسة، التي نشرت في مجلة Clinical Psychiatry، يدعي الباحثون أن إدمان الإنترنت تحول لسلوك قهري لدى المراهقين، الى درجة أن وقف تصفح الانترنت قد يؤدي إلى عواقب طبية ونفسية.
درس باحثون من جامعة ييل الاستبيانات التي تم جمعها من 3,500 طالب من عشر مدارس ثانوية في ولاية كونيتيكت، الولايات المتحدة الأمريكية. قرر الباحثون ما إذا كان هناك ادمان على الانترنت لدى المراهقين من خلال تقييم إجاباتهم على أسئلة مثل ما إذا كانوا يشعرون برغبة لا تقاوم لتصفح ألانترنت, أو ما إذا كانوا يعانون من توتر متزايد عندما لا يستطيعون تصفح الإنترنت.
وجد الباحثون أن واحدا من كل 25 مراهقا "يسيء استخدام الإنترنت"، بحسب تقديرهم، وهؤلاء المراهقين هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل طبية ونفسية عندما لا يتصفحون الانترنت. ليس من الواضح ما إذا كان استخدام الكمبيوتر القهري هو سبب الاكتئاب وتعاطي المخدرات أو أن هاتين المشكلتين تنشئان بسبب طبيعة الشخصية لدى المراهق.
الدكتور الياس متخصص في المشاكل الناجمة عن الاستخدام المفرط للإنترنت في جامعة ستانفورد، يقول: " بالفعل من الصعب تفسير العلاقة. في كثير من الأحيان يشبه هذا قصة الدجاجة والبيضة: هل يتصفح المراهقون الانترنت لأنهم يعانون من الاكتئاب أو أنهم مكتئبون لأنهم يتصفحون الانترنت لساعات طويلة؟ "
فريق الباحثين، بقيادة الدكتور تيموثي ليو، سأل 3,500 مراهق أكثر من 150 سؤالا عن الصحة، أنواع خطيرة من السلوك والاندفاعية، بما في ذلك سبعة أسئلة حول استخدام الإنترنت. سئل المراهقين ما إذا كانوا قد غابوا عن المدرسة أو عن أنشطة اجتماعية هامة بسبب تصفحهم للإنترنت, أو إذا ما أعرب أفراد عائلتهم عن قلقهم إزاء تواتر استخدامهم للإنترنت. ليو وزملاؤه حددوا بالأساس من خلال ثلاثة أسئلة ما إذا كان الطالب "يسيء استخدام الإنترنت":
1. هل كانت لديهم ذات مره "رغبة لا يمكن السيطرة عليها" لتصفح الانترنت؟
2. هل شعروا بتوتر أو قلق كان يمكن تهدئته فقط عن طريق تصفح الانترنت؟
3. هل حاولوا التوقف أو الحد من استخدام الانترنت؟
لدى 4٪ من الطلاب تم تحديد سوء استخدام للإنترنت. لدى الفتيات كان احتمال أكبر للإجابة ب "نعم" على واحد من الأسئلة التي حددت سوء الاستخدام، لكن فتيان أكثر قالوا أنهم يقضون حوالي عشرين ساعة في الأسبوع على الانترنت - 17٪ مقابل 13٪ من الفتيات. الطلاب الذين تم تحديد سوء استخدام للإنترنت لديهم وفقا للدراسة، كانوا يميلون أكثر للاصابة بالاكتئاب والمشاركة في شجارات أكثر. الفتيان في هذه الفئة كانوا أكثر عرضة للتدخين وتعاطي المخدرات. والمثير للدهشة، أن الاستخدام المفرط للإنترنت لم يؤثر على التحصيل العلمي للفتيان.
ليو وزملاؤه يقولون ان النتائج لا تشير بالضرورة لعلاقة سببية بين الاكتئاب وتعاطي المخدرات وإدمان الإنترنت، ولكن الدكتور جيرالد بلوك، طبيب نفسي في جامعة ولاية أوريغون، يقول أن النتائج تشير الى ميل للإدمان. "أود أن أقول أن هناك بيانات كافية لتحديد أن الاستخدام المفرط للإنترنت هو مثال على الإدمان". يعتقد بلوك أنه بما أن تصنيف مستوى تصفح الإنترنت قام به الطلاب أنفسهم، فمن الممكن ان تكون الدراسة قد اكتشفت عدد أقل من الأطفال الذين يسيئون استخدام الإنترنت من العدد الحقيقي.
"تقريبا في كل إدمان، هناك ميل لتقليل الإبلاغ عن كمية الوقت الذي يتم قضاءه في النشاط المحدد"، كما يوضح. ويضيف بلوك انه ليس لديه شك من أن الأطباء النفسيين سوف يعترفون في نهاية المطاف ب إدمان الانترنت كاضطراب في حد ذاته. "عندما يستخدم جهاز كمبيوتر لمدة 30 ساعة في الأسبوع، فجهاز الكمبيوتر نفسه يصبح شيئا هاما، توجد معه علاقة".