أسس وقواعد علم التدريب الرياضي :
الأستاذ الدكتور أثير محمد صبري أحمد الجميلي
يختص علم التدريب الرياضي بجميع العمليات التدريبية وما يحيط بها من متطلبات أساسية وضرورية للإرتقاء بالأداء أو الإنجاز الرياضي. ونظراً لتعدد وتعقيد وتركيب تلك المتطلبات والإحتياجات, يصبح من الصعب تحقيق الأهداف التدريبية بصورة طبيعية أو إرتجالية إلا عن طريق تنظيم تلك العمليات التدريبية وتنفيذها بالشكل والصورة العلمية الصحيحة والمناسبة لأجل تنمية وتطوير الأداء الحركي والإنجاز الرياضي الفردي أو الفرقي في تلك الألعاب أو الفعاليات الرياضية.
لقد ساعدت الدراسات والبحوث والتجارب العلمية التي تناولت الإنجازات الرياضية بالألعاب والأنشطة والفعاليات الرياضية المختلفة, وكذلك التطور العلمي الذي صاحب العلوم الأخرى المرتبطة بالتدريب الرياضي, ساعدت جميعها على الإرتقاء بعلم التدريب الرياضي الذي يعد العمود الفقري للتقدم والتطور الرياضي الذي نشاهده اليوم, حيث أصبحت الناحية العلمية الركيزة الأساسية لتطور هذا العلم بالوقت الحاضر.
كذلك برزت لنا مشكلة في وضع الأسس والقواعد المهمة في علم التدريب الرياضي وجديرة بالبحث والتقصي وهي تضارب بعض التأثيرات والنتائج المتحققة من قبل الرياضيين نتيجة الخبرة مع النتائج المتحققة من إتباع الطرق والواسائل العلمية في تخطيط العمليات التدريبية. كما برزت لنا مشكلة أخرى وهي إستخدام المصطلحات والمفاهيم العلمية جرّاء دخول بعض العلوم في المجال التدريبي ومنها (الطبية و الميكانيكا الحيوية والنفسية), حيث شكلت صعوبة لفهم وإدراك بعض العمليات الخاصة بها بشكل أثر على فهما وإستيعاباها, لقد قادت التعاريف الموضوعة لمثل تلك المصطلحات والمفاهيم إلى عدم وضوح وفهم وإدراك تلك العمليات والنتائج جيداً.
لذلك ولأجل توضيح المصطلحات والمفاهيم العلمية المستخدمة والمرتبطة التي يستند عليها علم التدريب الرياضي اليوم, تم تخصيص الجزء الأول والأساسي من هذه المحاضرات للتعريف بتلك المصطلحات والمفاهيم بواسطة الشرح المفصّل والجداول التوضيحية الخاصة بتلك المصطلحات والمفاهيم التدريبية.
التدريب الرياضي: من المعروف بأن التدريب الرياضي هو عبارة عن عمليات مخططة تنفذ لأجل تغيير حالة الفرد إما (للحالة المثالية, أو الحالة الثابتة, أو للحالة الأدنى) للمكونات والعناصر المركبة التالية: اللياقة البدنية, المهارية التكنيكية, الخططية التكتيكية, النواحي النفسية، وذلك لأجل رفع مستوى الأداء وتحقيق الإنجاز الرياضي الأفضل.
ومما تقدم يصبح تعريفنا لعلم التدريب الرياضي: هو عبارة عن عمليات تربوية مخططة تنفذ لأجل تغيير حالة الفرد إما ( للحالة المثالية , أو الحالة الثابتة , أو للحالة الأدنى ) للمكونات والعناصر المركبة التالية : اللياقة البدنية , المهارية التكنيكية , الخططية التكتيكية , النواحي النفسية ، وذلك لأجل رفع مستوى الأداء وتحقيق الإنجاز الرياضي الأفضل...( أثير صبري :2016).
ويجب أن يرتبط التدريب الرياضي من الناحية الطبية البايولوجية بالتكيفات الحاصلة للأجهزة الحيوية للجسم كردود فعل فسيولوجية تأقلمية إيجابية لتلك العمليات التدريبية. فعلى سبيل المثال بالنسبة للتكيفات أو التغيرات الوظيفية الإيجابية الحاصلة نتيجة تدريبات التحمل هي تغيرات بالعمليات الأيضية لتجهيز طاقة الحركة لجسم الرياضي والخاصة بتبادل الغازات الداخلية كتغيرات وظائف (الخلايا أو الألياف العضلية, التشعب الشعيري الدموي, القلب, وما يصاحبها من تكيفات أخرى).
يعرّف البعض مصطلح التدريب الرياضي (Hohmann , et.al. ; 2007): بأنه تلك العملية التخطيطية المنتظمة التي تقود إلى تنفيذ شروط ومحتويات طرائق ووسائل وأساليب التدريب المختلفة وبشكل مستمر للوصول إلى تحقيق أهداف تلك الفعالية.