الإدراك الحسي / الإدراك الحس - حركية / الدقة الحركية :
الأستاذ الدكتور أثير محمد صبري الجميلي
ثلاثة مصطلحات مركبة مستخدمة في علوم التربية الرياضية المتعددة مثل : علم النفس التربوي والرياضي , علم الحركة والتعلم الحركي , علم التدريب الرياضي , علم فسيولوجيا التدريب الرياضي , علم الإختبار والقياس , علم طرائق التدريس ...إلخ . علماً بأن هذه المصطلحات المركبة جميعها تخضع لسيطرة حواس الإنسان التالية : ( السمعية , البصرية , الحسية ) , وقد تكون تأثيرات حاستي الشم والذوق أقل تأثيراً في مجال التعلم الحركي , وتنمو وتتطور وتقوى هذه الحواس مع تقدم عمر الإنسان وإكتسابه الخبرات الحياتية من التجارب والخبرات الذهنية والنفسية والبدنية التي تصاحب عمليات الإدراك والتعلم والتدريب الحركي المستمر على مختلف البرامج والتمارين والفعاليات والأنشطة الرياضية . ومع هذا التطور يصبح الإنسان أو الفرد بمستوى أفضل في إستخدام قدراته البدنية وقابلياته الحس- حركية , ويبدأ بإستخدام هذه القدرات والقابليات في مجلات التعلم واللعب والمنافسة .
تعريف الإدراك الحسي : هو إدارة المعلومات التي تأتي للفرد من الحواس وعملية المعلومات ورد الفعل في ضوء السلوك الحركي الظاهري ...( أمين الخولي , اسامة كامل راتب : 1983 ) .
تعريف الإدراك الحس- حركي : هو عملية إستقبال المعلومات من المثيرات بواسطة الحواس المختلفة ثم تنسيقها , والإستجابة معناها بواسطة الحركة والإدراك ليس تعلماً وإنما هو مظهر للنضج والنمو ويعني ذلك أن العمليات الإدراكية تنضج مستقلة نسبياً عن الخبرات , والقدرة على الإدراك يمكن أن تزداد من خلال الخبرات والممارسات السلوكية ...( Schmidt : 1994 ) .
تعريف الدقة الحركية : هي قدرة الفرد على التحكم في حركاته الإرادية نحو هدف معين ...( محمد صبحي حسانين : 2001 ) .
كما تعني الدقة الحركية تطابق الخطة مع النتيجة , وهذه صفة من صفات الرشاقة التي هي أيضاً صفة مهمة جداً تجمع الصفات الحركية كلها , وتعرف الرشاقة بأنها القدرة على أداء المهارات أو الحركات بشكل دقيق وعالي مع السيطرة الكاملة على الواجبات ... ( عبد علي نصيف : 1970 ) .
كما تناول كثير من الباحثين مفهوم ( التعلم والتحكم الحركي ) , وقد أعطيت تعاريف كثيرة لكل منها كما بينه ( ماتييف : 1998 ) بأنه التغير أو التعديل بالسلوك . أما التحكم الحركي فأنه يعرفه على أساس كونه تطوراً في المهارة الحركية الناتجة عن التجربة العملية .
ويعتمد الأداء الماهر بقدر الإحساس على مدى فاعلية المتعلم في إكتشاف وتصور وإستخدام المعلومات الحسية المتعلقة بالحركة . فالطالب المتفوق غالباً ما يكون هو الأسرع في إكتشاف أنموذج الفعل الحركي , ومدى إحساسه بموقع جسمه وموقع الخصم بدقة وموقع الأداة . لذا يبذل القائم بالتعليم الكثير من الجهد نحو تحسين السرعة والدقة لدى اللاعبين لإكتشاف المعلومات الحسية ومعالجتها , لأن تحسنها يؤدي إلى مكاسب كبيرة في الإنجاز الماهر ...( جاردنر : 1984 ) . كما ذكر جاردنر بأن القدرات الحس – حركية تندمج مع القدرات الإبداعية والوجدانية والإجتماعية بالتعليم والتي يمكننا ربطها بأنواع الذكاء المختلفة .
وبما أن الذكاء هو القدرة العالية لخزن وإستيعاب المعارف والمعلومات والتصرف المناسب والسريع والناجح لها . وعلى أية حال فأن هذا التعريف حديث نسبيا , بينما يرتبط المفهوم التقليدي للذكاء ، بأنه القدرة على التفكير , والاستنتاج المنطقي , والتوهج العقلي ، والألمعية ، والقدرة على خزن المعلومات ، والتوصل اليها ، حتى أن كلمة "انتيليجينسي" (أي ذكاء) تعني في الولايات المتحدة الأمريكية ، جهاز أو وكالة الاستخبارات العسكرية والسياسية الأمريكية , وهو الجهاز الذي يجمع المعلومات، ويخزنها لأجل استعمال لها وشيك .
ومما تقدم نستنتج بأن مصطلحات ( الإدراك الحسي , الإدراك الحس – حركي , الدقة الحركية ) لها مفهوم ومعنى واحد رغم إختلافها في الإستخدام , وجميعها تتطلب مستوى عالي من الذكاء الحركي , وترتبط بالقدرات والقابليات التوافقية والحركية الأخرى , ويمكننا إستخدام مصطلح الدقة الحركية Accuracy للتعبير عنها جميعاً . أي أن مفهوم الدقة الحركية لا يقتصر على ذلك الفهوم القديم الذي يعني دقة إصابة الهدف ! بينما الدقة الحركية بالمفهوم الحديث هي :
قابلية الفرد العالية على فهم وإستيعاب وخزن المعلومات والبرامج الحركية وإستخدامها في حل الواجبات الحركية المطلوبة بنجاح تام ... ( اثير : 2010 ) .