يفهم تحت مصطلح السرعة في المجال الرياضي تلك المكونات الوظيفية المركبة التي تمكن الفرد من الأداء الحركي في أقل زمن، وترتبط السرعة بتأثير الجهاز العصبي من جهة ومن جهة أخرى بتأثير الألياف العضلية، ويهدف تدريب السرعة الى رفع كفاءة كل من الجهاز العصبي والعضلة بالإضافة الى بعض العوامل الأخرى، أذ ان صفة السرعة من الصفات الاساسية لتحقيق الفعل الحركي المطلوب، أذ تتطلب زيادة السرعة كفاءة الجهاز العصبي في إدارة العمل العضلي باعتباره الجهاز المهيمن والمسيطر على جميع وظائف الجسم من خلال مرونة العمليات العصبية وللانتقال السريع بين عمليات الاستثارة وعمليات الكف والتوافق العصبي العضلي لمختلف الالياف العضلية والمجموعات العضلية المختلفة، فضلاً عن كفاءة حواس الاستقبال. ويعتمد ذلك على عدة عوامل منها طول العضلات وقوة انقباضها(منحى الطول والتوتر) والعمر والجنس ونوع الجسم ودرجة الحرارة ومدى التوافق العضلي العصبي. وقد عرفت السرعة بوجه عام بأنها( القدرة على أداء حركات معينة في أقل زمن ممكن. أو أنها القدرة على تحريك أطراف الجسم أو جزء من روافع الجسم أو الجسم ككل في أقل زمن ممكن. وبصورة عامة هي قدرة الفرد على الاستجابة لمثير حركي لأداء حركة أو مهارة حركية واحدة أو حركات متشابهة في أقل زمن ممكن. وتكمن أهمية السرعة بكونها من أهم عناصر الاعداد البدني والتي تؤثر إلى أبعد الحدود على تحديد كفاءته، لاسيما بأن السرعة من الصفات البدنية الاساسية صعبة التنمية قياساً بالصفات الاخرى، فسرعة الانقباض العضلي تعتبر الاساس للسرعة الحركية، ولكي يتم الانقباض العضلي بسرعة لا بد من خصائص فسيولوجية وميكانيكية معينة، فمن ناحية الفسلجية تتعمد السرعة على الليفية العضلية والعصب المغذي لتلك الليفية، وهما يعتبران جزء من الوحدة الحركية والتي يتحكم بها نوع الالياف المكونة لها، سوى كانت تلك الالياف سريعة الانقباض أو بطيئة، أذ أن معظم عضلات الجسم تتكون من خليط من وحدات حركية سريعة وبطيئة، وتتفاوت سرعة العضلة طبقاً لنسبة تلك الالياف المكونة لها. ومن الناحية الميكانيكية( الاداء الفني) تتأثر بكميات ميكانيكية متعددة لا سيما بأن السرعة ترتبط بكل من المسافة والزمن المستغرق لقطعها من جهة ومن جهة اخرى بميزات ومكونات خطوة العداء، والتي ترتبط بالعديد من المميزات البدنية ذات العلاقة بتطبيق الشروط الميكانيكية لأداء هذه الخطوة، من حيث زمن الارتكاز وتكراره(تردد الخطوات) وزمن الطيران وتكراره ( طول الخطوات) أذ أن السرعة ما هو إلا نتاج لكل من طول الخطوة وترددها(معدل الخطوة) وفقاً لعلاقة التي تربطهم.
معدل السرعة= طول لخطوة× ترددها.
أذ أن السرعة بالنسبة للعداء يتوقف على قدرته على اداء حركات متكررة ومتتالية من نوع واحد وبمسافات محددة تشكل مجموعها النهائي مجمل المسافة الكلية في أقل زمن ممكن. أذ توجد في المجال الرياضي ثلاثة أنواع أساسية للسرعة ويتفق عليه العديد من المختصين، بأن أنواع السرعة هي سرعة رد الفعل بأنواعه المختلفة وسرعة الحركة الواحدة فضلاً عن سرعة الحركات المركبة. ويتحدد نوع السرعة طبقاً لطبيعة الاداء، فالأداء الفني لركض في مجمله عبارة عن حركات متتالية ومتكررة تتوفق على تكرار الخطوات وبتردد عال وبخطوات إيقاعية( موزونة) يتزايد طولها تدريجياً الى حدود قدرة العداء، بحيث تكون الخطوات متوافقة مع ترددها، لذا بأن تصميم المناهج التدريبية( التمرينات) لفعاليات الأركاض لا بد أن يعتمد على التوافق بين الخطوة وترددها بحيث لا يقتصر على مرحلة من مراحل المسافة دون الاخرى، إذ لكل مرحلة متطلباتها الفسيولوجية والفنية الخاصة بها، لاختلاف مسافات وأزمنة تلك المراحل. أذ لا توجد علاقة بين السرعة الجزئية والسرعة الكلية، فمثلاُ لا توجد علاقة بين سرعة رد الفعل في البدء وسرعة قطع المسافة. وسؤال الذي يطرح للمناقشة ماهي أفضل الطرق لتنمية السرعة وما هو موقع تمرينات السرعة خلال وحدات التدريب والدورة الصغرى؟ ولماذا