الجنود الإسرائيليون يعلمون أن التدريب صعب
لكن الحرب القادمة أصعب
جنود الإحتلال الإسرائيلي
ترجمة دنيا الوطن- هالة أبو سليم
تصدرت الحرب على سوريا العناوين الرئيسية حسب المحلل الإسرائيلي لصحيفة هآرتس عاموس هآرئيل، لكن الجيش الإسرائيلي يستعد للحرب المحتملة على غزة في شهر مايو، احتمال قوات جيش الدفاع الإسرائيلي أن تتورط في مواجهة جديدة مع حركة حماس، لقد ذكر أحد الضباط الذين حاربوا في حرب غزة في العام 2014 (عمليه الجرف الصامد) "كل ربيع تتدرب في الصيف سوف تكتشف ما الذي تدربت عليه فعلياً".
الحرب قادمة لا محالة:
يتدرب الجنود الإسرائيليون في الوحدة 101 التابعة للواء المظللين في قرية فلسطينية بنيت على أنقاضها قاعدة تزئيل العسكرية، يتم التدريب لهؤلاء الجنود في أماكن مزيفة عبارة عن مبانٍ ومساجد، وشقق سكنية، أنفاق، التدريب لا يتضمن استخدام الذخيرة الحية، التحرك السريع داخل الشوارع والمناطق المجاورة، التنقل بسرعة داخل المناطق المجاورة كيف يختفي العدو؟ وكيف يظهر مرة أخري ويُهاجم حتى لو كنت تعتقد أن الطريق مؤمناً؟ فرقة صغيرة تتدرب على التحرك من منطقة زراعية إلى منطقة حضرية، تنحصر مهمتهم بالمساعدة أثناء التعرض للهجوم، والتحرك بين الأسوار والسياج، البحث عن الكمائن التي أعدها العدو، والمقاتلون تم تدربيهم على اكتشاف الصواريخ المعدة للانطلاق بعد التمرين يتم استخلاص النتائج، الجنود في الخدمة منذ نوفمبر 2014 وسيتم بقاؤهم لمدة ستة أشهر أخري، مع نقاشات مع الجنود حول الأخطاء التكتيكية، قائد الوحدة يستمع إليهم وتتوالى النقاشات واستخلاص المعلومات.
أحد الجنود يسأل: زميلي أصيب أثناء التدريب هل على أن أسرع لإسعاف المصاب الملقى في الشارع أم مهاجمة العدو؟ لأمنع وقوع مزيد من الضحايا، دار نقاش ما بين الجنود والضباط حول هذه الجزئية وقائمه من الأحداث التي حدثت في السابق مثل حادثة "زقاق الموت" التي حدثت في البلدة القديمة بالقدس خلال حرب الأيام الستة، إنها أله الحرب لايمكن أن توقفها بسبب ضحية واحدة، أولاً: عليك أن تزيل التهديد كما يقول أوري هيرشكوفيتز، وهو مصور من (هآرتس) خدم في لواء (ناحال) في عام 1968.
الكابتن نيفو دي هان من أصل بولندي يبلغ من العمر (26 عاماً) لديه طفل يعيش في مستوطنه بروخين في الضفة الغربية، التحق بالجيش منذ 6 سنوات وحارب في غزة، فقد عدداً من زملائه أثناء الحرب تقريباً 4 جنود، يقول إنه لا يوجد تدريب في الجيش يُعد الجنود ويؤهلهم لفقدان ضحايا، "أتذكر أول مرة حملت بين يدي شخص مصاب، الشعور مختلف، بإمكانك التدريب على اليقظة والحذر، لكن قنبلة واحدة على قارعة الطريق تزن الآلاف من كلماتي، حتى عندما يكون التهديد حقيقياً فالجندي في نهاية الأمر يتصرف بشكل مناسب".
هذا هو الفرق ما بين النظرية والتطبيق، فالجنود يعتقدون أنه فيلم أمريكي لقوة أمريكية في الصومال عبارة عن إطلاق أعيرة نارية ركض في الشوارع وانفجارات، لكن في الحقيقة يوجد الكثير من الساعات القاتلة و المميتة، فكل تفكيرك ينحصر في الدفاع أو التخطيط للمرحلة القادمة على حد تعبير الكابتن نيفو دي دهان.
وبحضور الجنود في بداية التمرين، يقول دي هان لهم: أن يلتفتوا إلى القنابل وأن يكونوا حذرين، "حصيرة ترحيب أمام منزل ربما تخفي الزناد. فكر أين ستضع الفخاخ المتفجرة، حافظ على سلامة الفريق، بما في ذلك من الاختطاف من نفق".
جنوده يشعرون بالقلق إزاء أشياء أخرى: "إنه حار جداً" إنه أبريل" تنهد آخر رداً على ذلك، يتم تجميع الجنود بشكل وثيق جدا، ويحذر قائدهم: إذا انفجرت قنبلة أو قذيفة، فإنك عرضة للخطر.
بينما نحن نتحدث، طائرتان من F-15s تحلق عالياً في السماء، كان دي هان قد خدم لفترة وجيزة في سلاح الجو، لكنه قرر أنه يفضل أن يكون على الأرض مع الشعب، كما يقول في عملية استخلاص المعلومات بعد العملية، يقوم الجنود بتحليل خطأ تسبب في إصابة، وكان الرقيب، يوناتان، "انحرفت مرة واحدة" عن الأوامر وتنهد، "إنها مثل قانون ميرفي أخبر والدة أي جندي مصاب أو جريح عن ذلك".
عندما يوناتان ينتهي من التقسيم للجنود –حتى الذين كانوا معه في مخيمات التدريب– سوف ينضمون إلى احتياطي المظللين ويوضح ناتان ذلك قائلاً "لا مزيد من المحاربين القدامى والشباب الجميع عليه تنظيف المرحاض".
واستطاعت وحدته الوصول إلى شمال الضفة بنجاح وإلقاء القبض على 20 عنصراً من حماس يخططون لعمليات كبرى وبالفعل أعدوا قنابل ومتفجرات، وهناك الجنود "طبقوا ما تعلمونه".
وقال إن أكبر تغيير مقارنة بالأيام الماضية، هو أن جنود اليوم لديهم هواتف ذكية، "غيرت الكثير من الأشياء"، وهو يعرب عن مخاوفه بشأن أي نوع من الجندي يريد البقاء في دور قتالي: الجيش يجب أن يعمل في الواقع، وليس على أمجاده القديمة".
إن الزيارة التي قامت بها لفرق المظليين وكتائب (ناحال) تعزز الانطباع الذي اكتسبته من عشرات الزيارات المماثلة للوحدات القتالية على مدى السنوات العشرين الماضية، وعلى الرغم من المهام اليومية المستنفذة للجنود، على الرغم من القمع الذي يطفو على السطح في المجتمع الإسرائيلي، فإن الحمض النووي للجيش القتالي لا يزال هو نفسه الذي كان الجيش الإسرائيلي يدرس جنوده على مدى عقود، ولكن لديها مستويات فريدة من المساهمة والاستثمار والتبادل التي لا يمكن العثور عليها بسهولة في كثير من أجزاء المجتمع المدني.