كان المشهد أقرب إلى مشهد في روايات قديمة عن هذا التقدير والحب بين مدرس وطالب لم يعد موجودًا الآن بهذا الشكل، فعلى جانبي الطريق وعلى امتداد كيلو متر اصطف طلاب مدرسة "شنبارة الميمونة الإعدادية" بالزي المدرسي في صفين بنات وأولاد ينتظرون قدوم أستاذهم في نعشه، حتى يودعونه الوداع الأخير ويلقون عليه كلمات الشكر والثناء على روحه وفي حقه.
"كان الأستاذ عطية، مدرس مخلص بمعنى الكلمة، لم نحتاجه يومًا إلا ونجده بجوارنا ويعطي لنا من علمه، كان كل همه هو أن يكون طلابه من أنجح الطلاب، كنا بنحبه وهو كمان "، كانت هذه كلمات ثناء من قبل أحد طلاب الأستاذ عيطة عبد اللطيف هاشم، أستاذ الرياضيات، ومدير مدرسة "شنبارة الميمونة " الإعدادية بمحافظة الشرقية سابقًا.
وقف الطلاب أمام بيت أستاذهم في امتداد لمسافة 1كيلو متر حتى مدفنه كنوع من التكريم على ما فعله معهم، لتقول سهام إحدى الطالبات: "أستاذ عطية مكانش مجرد مدرس بس كان بالنسبالنا أب وكان بيعاملنا على إننا بناته، كان بيحببنا في المادة بطريقته السلسة، مكانش بيضرب حد لو مش فاهم كان بيعيد تاني وتالت عشان نفهم، كان من أحسن المدرسين".
وليشهد في حقه من يعرفه ومن لا يعرفه، فقد قال أحد أبناء القرية: "هناك من البشر من عاش حياته مخلصا فى عمله، وفياً لمبادئه وقيمه، مؤديا لرسالته، خاصة إذا كان يعمل فى أعلى المهن، مدرسا ومربيا، قد لا يعرف مقداره عند تلاميذه، ولكن التلاميذ يعرفون جيدا مقداره ومنزلته، يعرفون قيمته، تمتلئ قلوبهم بمحبته، يؤثر فيهم بشدة فقدانه، الله يرحمه كل علم أنفعنا به في ميزان حسناته
itfarrag.com